أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خالد بهلوي - عاش ليسعد الاخرين














المزيد.....

عاش ليسعد الاخرين


خالد بهلوي

الحوار المتمدن-العدد: 1037 - 2004 / 12 / 4 - 09:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كل يوم بل كل ثانية يولد إنسان ويرحل آخر يخرج إنسان إلى الحياة بعد أن يمض اشهر في بطن أمه سعيدا يأكل ويشرب وينام هادئا على جنبه مرتاح البال ومنذ لحظاته الأولى التي يرى فيه النور يبدأ بالعمل والنضال من اجل البقاء يصرخ ويبكي عندما يجوع وعندما يحس بألم يطالب بحقوقه وابسطها الطعام والشراب والشفاء من الأمراض يكبر هذا الطفل ويكبر معه همومه وآلامه وأوجاعه ويسهر الليالي جاهدا من اجل حياة افضل من اجل سعادة وراحة بال ولكن هل يجد غايته ويحقق مآربه هيهات0
وإذا اقتنع بمبدأ وعقيدة بضرورة النضال لتحقيق العدالة وإزالة الظلم والاستغلال عن الآخرين فيكون نصيبه من العذاب والعمل والشقاء اكبر بكثير من ذلك الشخص الذي يسعى جاهدا لتحقيق السعادة لنفسه وخاصة إذا كان يعيش في بلدان العالم الثالث أو في الشرق الأوسط حيث الهموم والفقر على اشدها
هكذا كان نصيب رفيقنا أبو ناظم الذي اختار طريق النضال من اجل الآخرين لمدة نصف قرن حيث سهر على هموم العمال والفلاحين وسائر الكادحين بسواعدهم وأدمغتهم وكان يتناسى ويتكبر على المرض ولن يراجع الأطباء ولم يحافظ على صحته وكان دائما يقول إن هناك أمور أهم ومستعجلة ولا تتحمل التأجيل وعندما أتفرغ من مهامي اليومية سأهتم بصحتي لم يكن يعلم أن الأمر العاجل والتي لم تقبل التأجيل هو صحته وحياته التي لم تكن يوما ملكا"له أو ملكا لأولاده فقط بل كان ملكا" لجميع الفقراء والمحتاجين الذين لم يترددوا يوما لقرع بابه في سرايا المحافظة دون وسيط أو في مكتبه مكتب الحزب الشيوعي السوري وحتى في منزله المتواضع بيت الحزب حيث كان يدخله كل رفيق وكأنه في بيته دون حواجز أو مواعيد باعتراف جميع الرفاق 0 ولأنه أهمل علاجه الذي كان يعتبرها في الدرجة الثالثة وافته المنية مسرعا وكان عمره قصيرا لم يستطيع تحقيق أمانيه ولم يرى ثمرة جهده ونضاله بتحقيق العدالة والمساواة وتامين الخبز للفقراء والماء للعطشى كان دائما يتمنى أن يعود شابا ليبدأ النضال من جديد في صفوف الحزب الشيوعي السوري لانه كان يعلم جيدا إن الطريق أمامه طويل بل طويل جدا وكلما كان يعمل في صفوف حزبه وفي عمله بالمكتب التنفيذي لمجلس محافظة الحسكة وفي عمله مع رفاقه في الجبهة الوطنية التقدمية و مع الأحزاب الكردية والأحزاب الصديقة كانت تفتح أمامه آفاق أوسع ومهام اصعب للعمل والنضال لان الحياة وتطور المجتمعات والحضارات تفرض كل يوم أشكالا واساليبا جديده من النضال
لهذا كان فقيدنا كلما تقدم به السنون كان يزداد خبرة وصلابة وتواضعا وقناعة بالمبادئ التي آمن وعمل من اجلها ألا وهي مبادئ الماركسية الخلاقة المتجددة دوما لأنها تهدف إلى إلغاء استثمار الإنسان لأخيه الإنسان وتحقيق حياة افضل ورفاهية وآمان لجميع الشعوب والأمم وتحقيق المساواة في الحقوق والواجبات دون تمييز
حقا لم نكن نعلم أهمية أبو ناظم إلا بعد أن شاهدنا الحشود التي توافدت إلى منزله وطوابير السيارات التي لم تنقطع لتقديم واجب التعازي والحزن على فقدانه من جميع فئات الشعب بأطيافه وقومياته وأديانه 0الفقراء قبل الأغنياء0 الشباب قبل الكهول 0الصغار قبل الكبار0 الفتيات قبل النساء0 الكل كان يتسابق للتعبير عن الحزن والألم لفراقه وحتى صباح العيد نسي الرفاق والأصدقاء فرحة العيد وتوافدوا إلى قبره واكتملت الصورة في يوم التأبين لمرور أربعين يوما على وفاته في صالة المركز الثقافي بالحسكة التي كان يزورها مشاركا رفاقه واصدقائة باغناء الندوات والمحاضرات والفعاليات الوطنية والاجتماعية يجلس في الصفوف الأولى بين زملائه أعضاء المكتب التنفيذي وأعضاء الجبهة الوطنية التقدمية واليوم شعر الجميع إن مقعده فارغا لكن نضاله ومآثره ستبقى حاضرا في نفوس رفاقه وأصدقائه الذين كان يحبهم أبو ناظم من اجل كل هذا شعر الجميع بأهمية وضرورة الحضور فحضر الجميع وفاء وتقديرا لمآثر وخدمات الرفيق أبو ناظم لتعويض جزءا من دينه ووفاء" لما قدمه في حياته وكل من لم يحضر لأسباب خارج عن ارداته دعا له بالرحمة ولأسرته بالصبر والسلوان ولرفاقه مزيدا من النضال على الطريق
الذي ناضل وضحى من اجله الفقيد ابو ناظم
خـــالد بهلـــوي



#خالد_بهلوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفذوا القوانين اينما كنتم
- الى حزب الشهداء
- التعتيم والتضخيم
- العامل واغواته الجدد
- الف عدد الف شمعة
- الاشجار تموت واقفة
- وداعا ابا ناظم


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خالد بهلوي - عاش ليسعد الاخرين