أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - باقر الفضلي - الشهيد المهدي يتهم...!؟














المزيد.....

الشهيد المهدي يتهم...!؟


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 3483 - 2011 / 9 / 11 - 00:42
المحور: حقوق الانسان
    


لا سبيل الى التنصل من تحمل المسؤولية، وليس هناك من مسوغ الى تسجيل الإتهام ضد مجهول، فكل الأدلة والقرائن تشير الى الجهة التي تقف وراء جريمة إغتيال الشهيد الصحافي الفنان هادي المهدي مساء الثامن من أيلول/2011، سواء من حرض عليها أو من خطط لها أو من قام بالتنفيذ المشين؛ كما ومن نافل القول، أن يبتعد المرء عن التنقيب والبحث عن دقائق الأمور ليخرج بالإستنتاجات والتكهنات أو التأويلات، ليوجه سهام الإتهام الى جهة معينة بذاتها، فالجريمة ومن ندرتها، أن تلك السهام قد وجدت طريقها الى الجهة المُتَهَمَة، حتى وقبل أن تُستكمل عناصر الجريمة أو أن يصبح المجني عليه في عداد المغدورين..!


لقد فتح الشهيد هادي المهدي بنفسه، جميع الأبواب مشرعة، أمام المحققين وأمام المدعي العام_ إن وجد_ وأمام السلطات القضائية، وأمام السلطات الحكومية، وأمام جمهرة النواب، وأمام الرأي العام، وأمام الأحزاب والكتل السياسية والمرجعيات الدينية، بل وأمام البعيد والقريب من دعاة الحق والعدالة ، صارخاً مستصرخاً وملوحاً بكل أدلة الإتهام، بعظمة لسانه وبكل وجوده الإنساني: أن الجريمة واقعة لا محال، وأنه مستهدف تحت طائلة التهديد بالقتل، وأن القتلة يتربصون به كل لحظة، لا لسبب ما، بل بهدف إسكات صوته المدوي من أجل الدفاع عن حقوق الناس، وعن كرامة المهمشين.. ولكنه ماض في الطريق لإسماع صوته رغم كل التهديدات...

بأعلى صوته أشهر الشهيد هادي المهدي "لائحة الإتهام" بوجه كل من تربص به من القتلة، ليقطع الطريق أمام كل الأقاويل والتبريرات والإدعاءات التي قد يلجأ اليها كل من ستتلوث يده بدمائه الزكية، فهو من خلال مسيرته الصحفية ونشاطه الإعلامي، وما تعرض له من تنكيل وإنتقام بسبب ذلك النشاط منذ 25 شباط، قد وضع النقاط على الحروف، وبجرأة الشجاع حدد هويات المتربصين به، وأشار الى هدفهم، محذراً أهله وأصدقائه وزملائه الصحفيين من حاملي الكلمة الحرة، بما قد ينتظرهم على يد أعداء الكلمة الحرة من سطوة الإنتقام..!؟


فجريمة إغتيال الشهيد هادي المهدي، ليست بذلك الغموض الذي يتعذر معه فك أسرارها، أو الغور بعيداً في متاهات مسالكها، بعد أن حدد الشهيد كل المسارات التي سلكها المتربصون به، والوسائل الدنيئة التي مارسوها بحقه، والتهديدات التي تعرض لها لآخر يوم من حياته، وكذلك آلية التنفيذ التي إستخدموها في الإجهاز عليه وغدره، وبهذا فقد ترك الشهيد المغدور أمام المحققين، كل الإمكانات لسبر أبعاد الجريمة، بدءً من البواعث التي دفعت بالجناة الى التربص بالشهيد، والترصد لكل حركاته ونشاطاته، يعزز ذلك آلية ووسائل تنفيذ الجريمة، التي إستخدمها الجناة، وهي "كاتم الصوت"، والذي وحده يعبر عن دلالة مهمة بإتجاهين؛ فالمغدور كان يعرف على أقل تقدير المتربصين به، ومن المنطقي فإن إستخدام "كاتم الصوت" يعتبر من الوسائل المحبذة لدى الجناة، في التغطية على شخوصهم، وإبعادهم من الإنكشاف، في نفس الوقت وبالإستدلال بأقوال المغدور وإشاراته التي أخذت طابع الإتهامات ضد المتربصين به، يشكل إستخدام "كاتم الصوت" نتيجة منطقية، وإن كانت ليست مطلقة، على صحة تلك الإشارات والإتهامات التي كان يرددها المغدور بأيام قليلة قبل إستشهاده..!


ولأهمية وقع تداعيات هذه الجريمة المنكرة، على الواقع السياسي ومسيرة "الحياة الديمقراطية"، وتأثيراتها السلبية على حرية الصحافة وحرية التعبيروالرأي، ولما فيها من طابع سياسي لا يمكن التستر عليه بأي حال من الأحوال، حيث أن نشاط الشهيد الصحفي والإعلامي وحده، وما كان يترتب عليه من ردود فعل معاكسة من قبل جهات أشار اليها الشهيد جهارا، يمنحها هذا الطابع، في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة سياسية خانقة، وإختراقات متكررة على الصعيد الأمني، فليس أمام المراقب غير الأمل بأن تأخذ لجنة التحقيق التي أمر بتشكيلها السيد رئيس الوزراء، للتحقيق بالجريمة، كل التفاصيل التي وردت على لسان الشهيد المغدور، بما فيها السمعية والمسجلة، والتي جرى بثها من قبل بعض الفضائيات لما تشكله من أهمية على صعيد التحقيق في أبعاد الجريمة النكراء وعلى لسان المغدور نفسه..!

أما الأكثر أهمية في الكشف عن الجريمة المنكرة وأبعادها السياسية والجنائية، فإنه يكمن في الحقيقة في مدى الجدية والسرعة والإهتمام الذي تأخذ به لجنة التحقيق، في محاولتها سبر الحقيقة بعيداً عن أي تأثيرات شخصية أو حزبية أو سياسية، مع الأمل بأن لا ينال مصير الكشف عن هذه الجريمة المستنكرة، مصير غيرها من الجرائم المستنكرة التي طالت العديد من رجال الفكر والصحافة والاعلام، ومن الأكاديمين من رجال العلم والثقافة، والتي سُجلت وللأسف ضد مجهول..!؟


لقد شخص الشهيد هادي المهدي المتربصين به وهو حي يرزق، فهل بإمكان القضاء العراقي ومجلس النواب والحكومة، أن تسمي للعراقيين من هم أولاء القتلة من أعداء الديمقراطية والكلمة الحرة، لتهدأ روح الشهيد وهو في مثواه الأخير، وتطمأن نفوس أهله وأصدقائه وكل من سار ويسير على طريق الحق والعدالة ..؟!
10/9/2011



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللوم والشجن...!
- فلسطين: من رباعيات النكبة..!
- العراق: الأمان وحدود المسؤولية..!!؟؟
- نتنياهو: يبكي السلام...!!؟؟
- نسائم بغداد..!
- فلسطين: النكبة..الحدث الذي لا ينسى...!؟
- بن لادن: الشخص والظاهرة..!
- فلسطين: لقد حان الوقت...!
- الأول من آيار: تحرر الطبقة العاملة مفتاح تحرر الطبقات الأخرى ...
- البوح...!
- العراق: الإتفاقية الأمنية الأمريكية- العراقية: ملاحظات هامشي ...
- فلسطين : فيتوريو أريغوني الإنسان..!
- العراق: أيُ حالٍ أمرَ من ذي الحالِ...!؟
- العراق:إغتيال المثقفين كارثة وطنية..!
- جوليانو..!(*)
- الفجر..!(*)
- ليبيا: بين سندان الشرعية الدولية ومطارق الإحتلال..!
- ليبيا: بين الثورة والتثوير..!!؟
- لا للإنقسام..!*
- آذارالأعياد....!(*)


المزيد.....




- للجزائر الاضطراب زائر
- الولايات المتحدة.. احتجاجات جامعية ضد استهداف ترامب للمنح وح ...
- خليل الحية: حماس مستعدة لإطلاق سراح جميع الأسرى مقابل وقف ال ...
- برنامج الأغذية العالمي يوقف شحنات المواد الغذائية إلى مناطق ...
- حماس تتحدث عن مفاوضات الرزمة الشاملة وإطلاق الأسرى.. ماذا تت ...
- -حماس-: مستعدون للإفراج عن جميع الأسرى مقابل وقف الحرب وإطلا ...
- الأونروا: لم تدخل أية مساعدات إلى قطاع غزة منذ 2 آذار الماضي ...
- المحكمة الجنائية الدولية تفتح تحقيقا مع هنغاريا لعدم توقيفها ...
- شاهد لحظة احتراق خيم النازحين في خان يونس بسبب غارة إسرائيلي ...
- شاهد آلاف الأسرى الفلسطينيين يواجهون الموت البطيء بسجون الإح ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - باقر الفضلي - الشهيد المهدي يتهم...!؟