أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - اغتيال المهدي.. حينما يكون الاتهام صحيحا وإن كان خطأ














المزيد.....

اغتيال المهدي.. حينما يكون الاتهام صحيحا وإن كان خطأ


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3483 - 2011 / 9 / 11 - 01:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما هو متوقع أثارت قضية مقتل الناشط العراقي المعارض هادي المهدي شكوكا حول وجود علاقة للدوائر الأمنية والسياسية التي يترأسها المالكي بالجريمة, ولدى الذين يعتقدون بذلك كثيرا من الافتراضات التي تبرر وجود تلك الشكوك وتجعل مجموعة رئيس الوزراء هي المرشحة الرئيسة للقيام بهذا الفعل.
لكن آخرين, ومن بينهم إعلاميين وسياسيين حتى من أولئك الذين لا يتفقون مع المالكي في كثير من القضايا يعتقدون أن هذا الأخير, وإن كان يرى في الهادي شخصية منشقة وغير مرغوب بها , وبسبب أن هادي نفسه كان طرح نفسه كطرف معادٍ للنظام القائم, ولوجود سجل من الخصومات المعلنة والتي باتت معروفة لدى الجميع, ومنها الاتهامات التي وجهها الشهيد نفسه والتي ضمت إمكانات أن تقوم السلطة بتصفيته, ولكون المهدي نفسه كان أحد أربعة من بين قادة مظاهرات الجمعة الذين ألقي القبض عليهم من قبل شرطة الحكومة حيث أهين وعذب قبل أن تتصاعد الضغوط لإطلاق سراحه. كل ذلك وغيره مما يسهل أمر اتهام مجموعة المالكي بالجريمة هو ذاته الذي يبعد عنها تلك التهمة. والمسألة هنا يمكن تفسيرها بسهولة, فما دامت الأنظار ستتوجه مباشرة إلى مجموعة المالكي فإن الأضرار التي ستنتج من عملية الاغتيال ستتجاوز بكثير منافعها مما يجعل حساب أن تقوم جهة معادية للمالكي بهذه الجريمة واردا.
والحال أن هناك من يعتقد أن الضحية, وقد كان ينوي حماية نفسه من أخطار سلطة المالكي ضده, فإنه قام في نفس الوقت بإعطاء فرصة لأن يكون ضحية لخصوم المالكي بعد أن توفرت لهؤلاء فرصة كبيرة للقيام بجريمة أرادوا أن تتوجه سهام الاتهام فيها للمالكي بكل سهولة, وهكذا صار الشهيد ضحية لنفسه أيضا بعد أن وضعها في دائرة القتل المحقق وجعلها مشروعا للاستخدام الدموي في ساحة يكثر فيها محترفو القتل المحلي والإقليمي والدولي.
ليس دفاعا عن المالكي إذن أن تكون هناك دعوة للابتعاد عن التراشق السياسي والتزام جانب الحرص القانوني على كشف هوية الجناة, لا بل أن العمل بهذا الاتجاه سيكون هو الوسيلة الصحيحة, ليس للكشف عن أولئك الجناة فقط وإنما لبناء مؤسسة قانونية من شأنها أن تحفظ دماء الناس وتجعل من إمكانات تسلل القوى لإشعال الفتن أمرا عسيرا. لكن ذلك سيكون صعبا تحقيقه إذا لم تتوفر المصداقية الأمنية التي تتحمل سلطة المالكي مسؤولية بنائها.
إن تصفية الساحة العراقية من إمكانات استثمار الفوضى السياسية الحالية لإثارة الفتن هي مسؤولية الجميع والتراشق السياسي يجب أن يبقى محصورا في الميادين التي لا تؤدي إلى الإضرار بمصلحة المواطنين الذين لم يجنوا من النظام السياسي الحالي غير الدم والمعاناة في حين يحصد أقطابه كثيرا من الامتيازات الحرام, وما لم يسعى المتصدرون للسلطة, كجزء من مسؤوليتهم الأساسية بناء حالة أمنية مقنعة فإن الشكوك بعلاقتهم بهذه الجرائم سيبقى لها ما يبررها.
إن المصداقية هنا هي من أول مستلزمات الحالة الأمنية, وأعني بها قدرة الحكومة أن تطرح نفسها بشكل محايد أولا وبشكل عادل ومتوازن ثانيا, فلقد جرى التعامل مع كثير من القضايا بمنطق استخدامي هدفه النيل من الخصوم لا اكتشاف المجرمين الحقيقيين, وكان آخر تلك القضايا التي عمقت الشكوك بالمصداقية الأمنية للحكومة هي قضية عرس الدجيل, حيث أخرجت ملفات تلك القضية من رفوف جرى خزنها فيها لسنوات جاوزت الخمس ثم فتحت بشكل أثارت الشكوك بوجود أهداف إستخدامية لها علاقة بمحاربة الخصوم. وغير هذه القضية هناك العديد من القضايا التي تركت الحكومة عارية من قدرات درأ الاتهامات الموجهة ضدها.
والآن فإن على المالكي بوجه خاص أن يتخذ من قضية اغتيال هادي المهدي إحدى أهم أولوياته الأمنية, لا للكشف عن القتلة فقط, ولا لدرء التهم الموجهة ضده فحسب, وإنما للتأكيد على جدارته في الإشراف على الملف الأمني وبناء الثقة بالمؤسسات التي تديره.
ودون بناء المصداقية الأمنية المطلوبة فإن الشك بإمكانية تورط الحكومة بعمليات اغتيال كهذه سيكون صح حتى وإن كان خطأ.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (3)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنظمة بالية وخطاب سياسي مستهلك
- بين ليبيا العراق.. مقارنات بائسة
- إيران والعراق...التعويضات وأشياء أخرى
- لا تجعلوا كراهية صدام مفتوحة وبدون شروط
- الفساد في محاربة الفساد
- الهجمة العنصرية الأوروبية.. المهاجرون سبب أم ضحية
- إشكالية التقليد ودولة الفقيه لدى الشيعة الإمامية
- جريمة النرويج.. وإن للحضارة ضحاياها أيضا
- الرابع عشر من تموز.. من بدأ الصراع, الشيوعيون أم البعثيون ؟
- الإسلام السياسي وصراع الحضارات
- تصريح النجيفي.. تهديد أم تحذير
- نوري السعيد.. جدلية القاتل والمقتول
- ثورة الرابع عشر من تموز والعهد الملكي... قراءات خاطئة
- بين أن تكون ديمقراطيا أو أن تكون مالكيا
- حديث حول الطائفية
- النجيفي وأصحاب المناشير الأبرار
- الشيعة والسنة بين فقه الدين وفقه الدولة الوطنية المعاصرة – 2
- الشيعة والسنة.. بين فقه الدين وفقه الدولة الوطنية المعاصرة*
- أحزاب الدين السياسي والنفاق الوطني
- هناء أدور.. الكلام في حظرة الرئيس


المزيد.....




- تصعيد عسكري.. قصف هندي لباكستان وإسلام آباد تتوعد بالرد
- رفض خليجي قاطع للمساس بسيادة الكويت في ملف ترسيم الحدود البح ...
- الخارجية الباكستانية: أفعال الهند المتهورة قربت دولتين نوويت ...
- أيهما أقوى عسكريا؟.. مقارنة بين جيشي الهند وباكستان
- ترامب: لا يمكن لإيران أن تمتلك أسلحة نووية ولن يبقى أمامنا خ ...
- الجيش الباكستاني لـCNN: أسقطنا طائرتين تابعتين لسلاح الجو ال ...
- موسكو لكييف: سنرد على أي خرق لهدنة النصر
- -لا يمكن حظر 10 ملايين ناخب-.. ميرتس يعلق على إمكانية حظر حز ...
- مشاهد لانفجارات في إقليم البنجاب بعد إطلاق صواريخ هندية
- ترامب: سمعنا للتو عن ضربات هندية على باكستان وهو أمر مخزٍ


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - اغتيال المهدي.. حينما يكون الاتهام صحيحا وإن كان خطأ