الاتحاد
الحوار المتمدن-العدد: 1036 - 2004 / 12 / 3 - 08:50
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
أسفرت نتائج التصويت في الهيئة العامة للكنيست وبالقراءة الأولى، على قانون الميزانية وقانون التسويات "قانون السياسة الاقتصادية للحكومة" عن هزيمة كبيرة لحكومة الكوارث والإفقار اليمينية الشارونية ولسياسة نتنياهو النيولبرالية. فقد أُسقط القانونان بأصوات تسعة وستين عضو كنيست. ونتائج هذا التصويت تعكس مدى عمق أزمة حكومة شارون – نتنياهو التي تعمقت أكثر أمس بعد خروج كتلة شينوي من الائتلاف وبقاء الليكود لوحده وباعضائه الأربعين الكتلة الوحيدة في الائتلاف الحكومي. حتى هؤلاء الأعضاء الأربعين من الليكوديين تنطبق عليهم الآلية الكريمة "تراهم جمعا وقلوبهم شتى" فالتناقضات تعصف بين صفوفهم وبين محاورهم وتكتلاتهم المختلفة.
ان سقوط اقتراح الميزانية وقانون التسويات امس لا يعني ابدا سقوط الحكومة، وقد يكون مؤشرا لاقتراب موعد انتهاء اجلها بتقديم موعد الانتخابات البرلمانية. فللحكومة يوجد وقت، حسب القانون – لمحاولة تمرير الميزانية حتى الثلاثين من شهر آذار في العام الفين وخمسة، وستعمل
حسب ميزانية الفين واربعة بتقسيمها الى اشهر حتى اقرار الميزانية في الموعد المذكور، واذا لم تنجح حتى اواخر اذار فسيجري الاعلان عن سقوط الحكومة وتحديد موعد للانتخابات البرلمانية خلال ثلاثة اشهر.
واليوم امام شارون احد خيارين، الاول، استغلال الهزيمة في التصويت على قانوني الميزانية والتسويات وخروج شينوي من الائتلاف لاقناع المعارضين في حزبه لدخول حزب "العمل" حظيرة الائتلاف الحكومي سوية مع الاحزاب الدينية اليهودية الاصولية، مع شاس واغودات يسرائيل وربما مع المفدال. وشارون يدرك ان المعارضين لدخول "العمل" داخل حزبه غير معنيين بالمغامرة وترك مقاعدهم في الكنيست، ويمكن اقناعهم، كما يدرك ان قادة "العمل" يزحفون على بطونهم هرولة لدخول الائتلاف. وتبقى القضية والمشكلة هي ما هو موقف احزاب "الحريديم" من خطة فك الارتباط مع غزة، وما هو موقف المعارضين لخطة شارون داخل اروقة الليكود نفسه.
والخيار الثاني، ان يفشل شارون باقامة حكومة اكثرية ائتلافية وعندها قد يتفق مع حزب "العمل" على تحديد موعد تقريب اجراء الانتخابات للكنيست. وبرأينا ان هذه الحكومة بسياستها الكارثية السياسية والاقتصادية-الاجتماعية قد وصلت الى الطريق المسدود، الى نهاية الطريق، وانه اصبح من المرجح ان يجري تقريب موعد الانتخابات اما في اواسط العام الفين وخمسة او في الاشهر الاخيرة منه. وفي كل الحالات فان تقصير اجل حكومة اليمين الشارونية وسقوطها باسرع ما يمكن والذهاب لانتخابات برلمانية للمرة الثالثة خلال سنتين ونصف السنة، قد يكون دالة خير قد تفتح الآفاق لبلورة ظروف جديدة تقود الى قيام حكومة تنهج سياسة بديلة لسياسة الكوارث اليمينية وتقود الى دفع عجلة التسوية السياسية والعدالة الاجتماعية.
(الاتــحــاد)
#الاتحاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟