أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الأصوليون وحدود الدولة وأمنها القومى















المزيد.....

الأصوليون وحدود الدولة وأمنها القومى


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3482 - 2011 / 9 / 10 - 10:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لم تكن مفاجأة ولامصادفة أنْ يتفق الأصوليون المصريون مع الأصوليين الغزاويين فى رفضهم وإدانتهم لما تقوم به مصرمن حماية لحدودها. فعلوا ذلك أكثرمن مرة. وفى كل مرة يتهمون مصربمعاداة الفلسطينيين لصالح إسرائيل ، وأنّ مصرتساهم فى الحصارالإسرائيلى ، وهوماقالوه أثناء العدوان الإسرائيلى على غزة . وادّعوا أنّ مصرترفض فتح معبررفح ، وتبدوالمغالطة فى تكذيب الواقع ، حيث أنّ مصرفتحتْ المعبرأمام كل الحالات الإنسانية من علاج وحج إلخ. كما أنهم يتجاهلون وجود 7 معابربموجب إتفاقية موقعة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية فى 29/8/94 . ألايدل هذا التجاهل على أنّ الحمساويين وأتباعهم فى مصريتغاضون عن العدوالحقيقى (إسرائيل) ويتغاضون عن حق الفلسطينيين فى هذه المعابرالسبعة.
وأعتقد أنّ صبرالقيادة المصرية مع الحمساويين يجب أنْ يدخل الموسوعات العالمية. فرغم استضافتهم فى مصرفى رحلات مكوكية للمصالحة مع (أشقائهم) الفلسطينيين ، ورغم الدعم المادى والمعنوى إلخ رغم كل ذلك حطم الحمساويون فى يناير2008 جزءًا من الأراضى المصرية الذى هوتحطيم للسيادة الوطنية. ولم يقابلوا تجاوزالقيادة المصرية عن هذه الجريمة بالشكر، وإنما فعلوا الأبشع حيث فجروا معبررفح المصرى فى أكثرمن 20 موقعًا واستخدموا البلدوزرات فى هدم الجدارالجانبى للمعبرعلنًا وفى وضح النهار. وبعد العدوان الإسرائيلى على غزة قتلوا الرائد المصرى (ياسرفريح) يوم 28/12/2008 وأنّ هذا القتل كان نتيجة هجوم مسلح شنّته عناصرمن حماس على نقطة الحراسة داخل الأراضى المصرية. وآنذاك كشفتْ المصادر الرسمية لصحيفة الأهرام أنّ لديها تفاصيل كاملة حول المخطط المشبوه الذى يستهدف مصر وتشارك فيه عدة دول عربية. بالاضافة إلى تجنيد بعض الصحف الخاصة فى مصرمقابل تمويلها (أهرام 20/12/2008).
ومن بين المقولات المغلوطة التى تتردد دائمًا (وتردّدتْ مؤخرًا) هى (حصر) حدود مصرفى الحدود الشرقية وكأنّ مصرليست لها حدود أخرى. وذلك من أجل ترسيخ مقولة خاطئة ومغرضة وهى أن دورمصرفى (النضال والحرب) ضد إسرائيل ، ليس دفاعًا عن فلسطين بقدرماهوعن مصر. إنّ حدود مصر(مثل أية دولة) متعددة. وفى العصورالقديمة والوسيطة كانت الإسكندرية هى (بوابة) الاحتلال. فكانتْ مسرح الأحداث عندما جلستْ كليوباتره السابعة على عرش مصر عام 37 ق.م ، وظلّتْ الإسكندرية عاصمة مصرحتى تاريخ الفتح / الغزوالعربى ، إذْ أنّ عمربن العاص (رضى الله عنه) اختارأنْ تكون الإسكندرية هى مدخله لاحتلال مصر. ودعا إلى غزوها مرتين : الأولى عام 641والثانية عام 645 وذكرابن عبدالحكم أنّ الاسكندرية فُتحتْ عنوة بغيرعهد ولم يكن لهم صلح ولاذمة. وفى وصف عمروبن العاص لعمربن الخطاب (رضى الله عنهما) قال مارأيتُ مثل مصرقط وكثرة مافيها من أموال (فتوح مصر وأخبارها – مؤسسة دارالتعاون- عام 1974 ص 46 ، 63) وأثناء الصراع بين الملك الناصر والأمراء كانت الإسكندرية هى مسرح الأحداث للسيطرة على مصر(النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة لابن تغرى بردى- ج 12 هيئة قصورالثقافة 2008 من ص 180- 230) وعندما غزا الفاطميون مصرفإنّ المعزلدين الله اختارأنْ يكون دخوله عن طريق الإسكندرية (بدائع الزهورفى وقائع الدهورلابن إياس- ج 1 ص 186) وكانت الإسكندرية مسرح الأحداث أثناء الغزوالعثمانى عام 1517 (د. حسين فوزى- سندباد مصرى- مكتبة الأسرة عام 97 ص 43 ،44) .
وقبل أنْ يحتل جيش نابليون الإسكندرية عام 1798 سبقتها محاولة من الإنجليز، وفق رواية الجبرتى. وبعد خروج الجيش الفرنسى من مصرعام 1801 حاول الإنجليزاحتلال مصرمن خلال الإسكندرية فى مارس 1807 وهى الحملة التى انتصرفيها أهالى رشيد على الإنجليز. ثم تكرّرالاعتداء على هذه المدينة الجميلة / المنكوبة فى عام 1882 بدء الاحتلال الإنجليزى.
هكذا كان قدرهذه المدينة الجميلة ، أنْ تكون مدخل الغزاة لاحتلال مصر. إذن فإنّ حدود مصرلاتقتصرعلى الحدود الشرقية. وأنّ الغزاة يختارون دخول مصرمن أية جهة (= حدود) وفقًا لحساباتهم. وإذا كان عام 1882 المحطة الأخيرة بالنسبة للإسكندرية مع الغزاة ، فإنّ عبدالناصر والقيادة العسكرية أثناء حرب السويس بعد تأميم القناة عام 56 ، توقعوا أنّ بريطانيا فى حالة استخدامها القوة العسكرية ، فإنها ستتقدم أساسًا بقواتها نحومصرمن ناحية الإسكندرية ورشيد. لذا بُنيتْ الخطة الدفاعية على أساس هذا الإحتمال. وأبلغ خالد محيى الدين عبدالناصر بالمعلومات التى حصل عليها من أحد أصدقائه بباريس ، وتُشيرإلى أنّ فرنسا تعمل متعاونة مع إسرائيل لمهاجمة مصر، فإنّ عبدالناصرلم يأخذ هذه المعلومات مأخذ الجد ، واعتقد هووعبدالحكيم عامر أنّ الغرض من هذه المعلومات دفع مصرإلى حشد قواتها الدفاعية تجاه إسرائيل تاركين الإسكندرية ورشيد دون قوات دفاعية للتصدى لها ، لأنّ القوات البريطانية ستتقدم عن طريق الإسكندرية. وأكثرمن ذلك أنّ ضباط الإتصال المصريين كان تقديرهم أنه من الصعوبة بمكان إنزال قوات معادية فى بورسعيد أوالسويس. واذا كانت هناك محاولة من العدوفستكون غرب الإسكندرية. وذلك رغم أنّ الإنذارالبريطانى / الفرنسى كان قد حدّد المنطقة التى هدّدا باحتلالها وهى منطقة قناة السويس التى هى موضع الخلاف بعد قرارالتأميم (مذكرات عبداللطيف البغدادى المكتب المصرى الحديث عام 77– ج 1 ص 327 ، 351) .
والسؤال المسكوت عنه فى مسألة حدود مصر: هل استباحت إسرائيل المدن المصرية عن طريق الحدود الشرقية فقط ، أم أنّ طيرانها استباح كل الحدود المصرية واستطاع تدميركل الطائرات والممرات المصرية فى كارثة بؤونة / يونيو67 التى أطلق عليها الإعلام العروبى اسم الدلع (نكسة) وأنّ إسرائيل فعلتْ ذلك وفق رواية أ. هيكل ( الصحابى الأول لنبى العروبة عبدالناصر) فى ثلاث ساعات ونصف ، ضربتْ فيها 11قاعدة جوية مصرية فى وقت واحد من العريش إلى الأقصر(الانفجارص 710، 713) وفى السنوات التى أطلق عليها الإعلام العروبى (حرب الاستنزاف) كيف استباح الطيران الإسرائيلى حدود مصرفضرب مصانع (أبوزعبل) ومدرسة بحرالبقر وضرب مدينة الفيوم وحى المعادى إلى آخرالجرائم التى ارتكبتها إسرائيل ضد مصر؟ وهذه الاعتداءات لم تتوقف إلاّبعد الاستعانة بالطيران والطيارين الروس ، وهى حقيقة أخرى مسكوت عنها.
إذن فإنّ حدود مصر- مثل أية دولة- متعددة. وأنّ الخطرقد يأتى من أية جهة. وبالتالى فإنّ مقولة العروبيين والإسلاميين أنّ الحدود الشرقية هى الحدود الوحيدة التى تُشكل الخطرعلى أمن مصر، وأنّ مقاومة مصرلإسرائيل ليس دفاعاً عن فلسطين بل عن حدود مصر، مقولة باطلة. والسؤال الآخرالمسكوت عنه هو: لوأنّ إسرائيل لم توجد ولم تحدث كارثة احتلال فلسطين ، أليس من واجب القيادة المصرية حماية حدودها ؟ أوليس من واجب أى نظام سياسى فى أية دولة حماية حدود الوطن ؟ وإذا صح ماقيل عن الجدارالفولاذى الذى تقيمه مصر، فلماذا الهجوم على هذا الاجراء من الأصوليين فى غزة وفى مصر؟ أليس هذا العمل من أعمال السيادة الوطنية ؟ وإذا تغاضينا عن الأصوليين الغزاويين لأنهم أجانب لاتهمهم مصلحة مصر، فلماذا وقف الأصوليون المصريون معهم فى خندق واحد ؟ إنّ جملة واحدة قد تكون مفتاحًا لفهم النفس البشرية. أليس من المشروع ربط موقف الإخوان المسلمين المصريين الأخير، بماقاله كبيرهم (أى مرشد) الإخوان أ. مهدى عاكف ((طظ فى مصر)) وأنه مع أى (مسلم) يحكم مصرحتى لوكان ماليزيًا. وأنّ الغزو العثمانى لم يكن احتلالا لمصرلأنه (فتح) وكأنّ مصرشقة مفروشة مغلقة تنظردائمًا من يفتحها.
إنّ العقل الحر- وحده- هوالقادرعلى الفصل بين تعاطفنا نحن المصريين مع الشعب الفلسطينى وإيماننا بقضيته. وأملنا فى تحريرأرضه وإقامة دولته المستقلة، وبين توريط مصرفى حرب جديدة مع إسرائيل. وصدق الشاعرنزارقبانى فى قوله الحكيم ((سقط الفكرفى النفاق السياسى / وصارالأديب كالبهلوان / تستبد الأحزان بى فأنادى / آه يا مصرمن بنى قحطان)).
******



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الترانسفير بين مصر وفلسطين وإسرائيل
- المرجعية الدينية وآليات حكم الشعوب
- الأصولية اليهودية والعداء للسامية
- الترجمة عن العبرى وعقدة التطبيع الثقافى
- الهوية بين الولاء للوطن والولاء للدين
- الأديان لسعادة البشر أم لتعاستهم ؟
- جامعة الاسكندرية والأصولية الإسلامية
- المفكر الكويتى أحمد البغدادى : التنوير بلا تزوير
- فؤاد زكريا والعلاقة بين العلمانية ونقد الأصولية الدينية
- أهمية محاكمة البشير وأعضاء من حكومته كمجرمى حرب
- خليل عبد الكريم ومجابهة اصولية الإسلامية
- لماذا تغطية التماثيل بالشمع وليس تدميرها ؟
- الثورة ومخاطر غياب الحس القومى
- دعوة لقراءة كتاب (من هنا نبدأ) بعد 60 سنة من التراجع
- عبد المتعال الصعيدى : أزهرى خارج السياق
- الإسلاميون فى البرلمان : المقدمات والنتائج
- ضباط يوليو52وثوار يناير2011 بين الحقيقة والوهم
- وثيقة الأزهر ووهم تنبى دولة الحداثة
- جهاز المناعة القومى
- الأمة المصرية فى مواجهة (الجيتو) الإسلامى


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الأصوليون وحدود الدولة وأمنها القومى