أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الاء حامد - الصراع على الخلافة الإسلامية (6) اغتيال عمر














المزيد.....

الصراع على الخلافة الإسلامية (6) اغتيال عمر


الاء حامد

الحوار المتمدن-العدد: 3481 - 2011 / 9 / 9 - 14:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دون سابقة إنذار وعلى حين غره اغتيل عمر بن الخطاب ومعه كل منجزاته العظيمة في مسجد المدنية سنة 23هـ. القاتل كان شخصا مغمورا , لا يعرف الناس شيا من أمره سوى انه خادم للمغيرة بن شعبة من زعماء ثقيف في الطائف .. وهو يدعى أبو لؤلوة المجوسي. ومن خلال اسمه ومن بعض التفاصيل التي وردتها المرويات التاريخية تشير على انه من أصل فارسي من نهاوند.وانه قد شكا إلى الخليفة من ثقل خراجه الذي لا يتجاوز الدرهمين (1), فهل حقا هذا المبلغ المذكور في رواية الطبري يدعو إلى التذمر ويدفع بصاحبه إلى ارتكاب جريمة القتل واغتيال أقوة شخصية شهدها عصر صدر الإسلام؟.يبدوا الأمر غريبا بعض الشيء بنقل هذه الرواية التي تسرد الحادثة بغير وضوح وأحيانا من غير تسويغ فتنتهي إلى انتحار المتهم كما رواها اليعقوبي او قتله كما رواه المسعودي فضلا عن انتقام احد أبناء الخليفة من احد رجالات الفرس ثم قتله لزوجة المتهم وابنته . يغلق ملف القضية وينتهي التحقيق فيه ويكتفا ظاهرا بتلك الحجج معولا بتلك الأسباب المعروفة لحادثة الاغتيال ثم يسدل الستار على الحادثة الغريبة وتتوجه الأنظار حول كيفية اختيار الخليفة الجديد.

رغم ان هذه الرواية تعتبر معروفة ومتداولة لدى عوام المسلمين ولا احد يختلف فيها تماما . إلا إنني سأضعها موضع التداول والنقاش والاستفسار أيضا. لأنها وحسب الظاهر منها بعيدة عن المنطق والموضوعية ومبنية على الكثير من الإبهام والالتباس وإلا كيف نفسر إقدام عبدا فارسيا كــ (أبو لؤلؤة) من تلقاء نفسه على اغتيال الخليفة اثر دوافع سخية وسخيفة وخارجة عن القواعد المألوفة؟. الا اللهم كان مدفوعا بمس او لوثه وهذا ما استبعدته الروايات الإسلامية . وفي هذه الحالة لا تكون ثمة دوافع وجيهة وراء المتهم لاقتحام هذه المغامرة الجريئة في وقت لا يستطع احد ربط هذه القضية بعوامل خارجية على أساس هوية القاتل الفارسية, كما ان انتفاء الدافع الشخصي الساذج ومعه الدافع القومي الأكثر سذاجة. سيكون محتما علينا اللجوء الى الافتراض الواقعي للحادثة بأعتبار إن للقضية خلفية سياسية وهذه ليست بعيدة عن الاحتمال بوجود مؤامرة أحبكت خيوطها واستهدفت الخليفة القوي وما كان هذا الفارسي إلا أداتها المنفذة فقط . فيا ترى من المستفيد بمقتل الخليفة القوي ؟ ولا نستبعد التجار والأثرياء من الاتجاه القرشي وسوء علاقتهم بالخليفة من جهة وتضرر مصالحهم التجارية من جهة أخرى!! وكذلك اندماج الخليفة في هموم الناس ومعاناة الفئات الفقيرة مما حداه بتغير المسار الاقتصادي الإسلامي ومحاولة المساواة في الخراج والإعطاء. ساهم هذا الإجراء بتذمر تلك الطبقة التي ساءت علاقتها مع عمر كما قلنا التي لازلت في ذلك الوقت تحافظ على تراثها القبلي ونزعاتها الفردية الخاصة.

لهذا لا استبعد بأن تكون قريش هي التي من حاكت مؤامرة الاغتيال لأنها هي الجهة المستفيدة الوحيدة من هذه الحادثة فضلا على أنها نسجت بإتقان مشابه لشخصية البديل المفترض بما يتوافق مع الحوافز المحركة لهذه الفئة التي تعطلت مصالحها في ذلك العهد.والا كيف نربط بين ظهور هيئة الصحابيين الستة أو ما يعرف بمجلس الشورى وبين اغتيال عمر بهذه الصورة الفجائية وسؤالنا كيف شكل هذا المجلس دون مقدمات فور اغتيال عمر ؟ وهل هو قائما ما قبل ذلك ؟ ام إن عمر شكله قبل وفاته تفاديا للانقسام والصراع على الخلافة؟ حتى ان أعضائه الستة غير منسجمين فيما بينهم وغير بارزين شكليا وليس لهم دور في الحياة السياسية والعسكرية عدا سعد بن وقاص وعلي بن ابي طالب مع ان سعد أيضا لم يحض برضا الخليفة في عهده وقد كلفه ذلك فقدان منصبه كحاكم على العراق وكقائد للجبهة الشرقية بتهمة الاستغلال.فعلى أي أساس اختارهم الخليفة لخلافته ؟؟

ثم البروز المفاجئ لذلك الصحابي الثري عبد الرحمن بن عوف بعد حادثة الاغتيال ووقوفه بجانب عمر في ساعاته الأخيرة .الذي يثير الشك والاستغراب لان لظهوره المفاجئ في واجهة الإحداث بعد ان كان قابعا في الظل طويلا منشغلا بشؤونه المالية والتجارية ليقوم بالدور الأول في تسمية الخليفة دون ان تكون مجرد مصادفة ان يكون أول المتنازلين عن الحق الذي منحه له المجلس في ترشيح نفسه للخلافة لمصلحة عثمان بن عفان؟
للحديث بقية في الجزء السابع مع خلافة عثمان واهم الصراع الذي نشبا فيها .. دمتم بود وخير





المصادر الاحالات
1-الطبري ج5ص12



#الاء_حامد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيام المختار بين الحقيقة والتظليل(1)
- ساسة العراق يتغذون على الدماء!!
- كفى حقدا على العراق يا كويت!!
- التفجيرات الاخيرة من يقف خلفها ؟
- الاعتداءات الايرانية على العراق
- لماذا عليا يا كويت ان ابرر ؟
- النظام الانتخابي والشكل الفيدرالي للدولة(5)
- الصراع على الخلافة الاسلامية(5) خلافة عمر
- رحلتي الى كربلاء
- المشروع الأمريكي والانسحاب العسكري من العراق
- الصراع على الخلافة الإسلامية (4) زلة خالد بن الوليد
- تلاشى الحلم !!!
- النظام الانتخابي والانظمة الحزبية (4)
- الصراع على الخلافة الإسلامية (3) حروب الردة
- النجيفي أنموذجا للطائفية العنصرية في العراق
- الصراع على الخلافة الإسلامية (2) إيضاحات حول رد الأستاذ طلعت ...
- الصراع على الخلافة الإسلامية (1) السقيفة بدايتاً
- النظام الانتخابي والانظمة الحزبية( 3 )
- الاسلام والارهاب(ج الاخير) نريد السلام
- النظام الانتخابي وأطر المحاصصة في العراق ج2


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الاء حامد - الصراع على الخلافة الإسلامية (6) اغتيال عمر