أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - فوائد تصوف الحداثة في الاسلام














المزيد.....

فوائد تصوف الحداثة في الاسلام


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3481 - 2011 / 9 / 9 - 11:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سبق أن كتبت أكثر من مرة عن التصوف و منها : ( العلاقة الجدلية بين شيوعية الأحرار و التصوف ) و اكرر هنا ثانية باني لا اقصد بالتصوف هنا التقشف و لبس المرقعات و اعتزال الناس , بل اقصد تصوف الحداثة , التصوف الفلسفي و المعرفي و الثقافي القائم على وحدة الوجود و الاعتراف بالتعددية الفلسفية و الفكرية و الثقافية و الدينية و القبول بالآخر المختلف و مساعدة الفقراء و المحتاجين و الابتعاد عن المال و السلطة . إن فلسفة وحدة الوجود تقوم على انسنة الإله ، فالله في الإسلام هو اله الإنسان البدوي الصحراوي المقاتل . فابن البادية يرى الأرض تمتد إلى ما لا نهاية أمامه و كذلك السماء , فيتصور أن الله بعيد جدا عن الإنسان و بما أن حياة البدوي قائمة على الغزو والجنس و النساء و الخمر لذا كان يتصور إن الله منتقم جبار عنيد بيده سوط ليجلد المخالفين و باليد الأخرى يعطي العطايا لمن يشاء . و يتصور الجنة السماوية كأنهار من لبن و عسل و خمر و حور عين . لم يرد في القران قط كلمة حب , أو محبة , أو الله محبة فالبدوي لا يعرف الحب فهو جائع دائما و يعيش على الغزو و المنتصر يسبي النساء و يكن له جواري و ملك يمين . التصوف الإسلامي يختلف جذريا عن الفكر القرآني و هو متأثر بمدرسة المسيح في الإنجيل و بالديانات المشرقية الأخرى مثل البوذية و الهندوسية و الزرادشتية وكذلك بالفلسفة اليونانية. في التصوف يتآنسن الله فيأخذ صفات البشر فالله الذي يتكلم عنه الصوفي ليس هو الله البعيد الذي ليس كمثله شيء بل الله يكون في داخل الإنسان و لا يوجد حاجز بينهما و الصوفي بنفس الوقت يتأله فيتحول الصوفي إلى ( طوطم ) و بذلك يتحول المسلم الصوفي إلى الكعبة و إلى رب الكعبة معا . في هذه الوحدة فوائد كثيرة كما سنرى هي التي ستغير وجه الإنسان العربي المسلم :
1- ستنتهي شعيرة الحج في الإسلام بطقوسها الكثيرة و ما تحتاجه من أموال و أضاحي , حيث ستذهب هذه الأموال إلى الفقراء و المحتاجين و إلى صندوق بيت مال الشعب .
2- سينتهي دور آل سعود بالهيمنة على مراسيم الحج و تنتزع عنهم الهالة القدسية .
3- الصوفي سيحج حجا و معراجا روحيا كما فعل محمد في الإسراء والمعراج وكذلك بولس عندما نقرا رسائله و كما كتب احدهم :
يا ذاهبين إلى المختار من مضر
رحتم جسوما و رحنا نحن أرواحَ
إنا أقمنا على عجز و معذرة
و من أقام على عجز كمن راحَ
إن الصوفي كثيرا ما يدور حول نفسه أو حول كومة أحجار و بذلك يكمل الحج روحيا . فالصوفي لا يحتاج إلى طقوس .
4- عندما يصبح المسلم هو الكعبة و ربها فانه بعد ذلك لا يحتاج إلى شيخ و سيد و فقيه فهو شيخ و فقيه نفسه و بذلك تنتفي الحاجة لهذه المؤسسة الدينية .
5- في التصوف لا نحتاج إلى الزكاة أو العشور أو الخمس ففي كل مدينة و كل حي سكني تتشكل تعاونيات مشاعية تجمع الأموال و الميرة المطلوبة لتوزيعها على المحتاجين وفق المبدأ الشيوعي : من كل حسب طاقته و لكل حسب حاجته .
6- ستنتفي الحاجة إلى دور القضاء و أجهزة الرقابة فالصوفي هو رقيب نفسه .
7- بانتفاء الحاجة إلى وسيط بين المسلم و ربه و بانتفاء الحاجة للمؤسسة الدينية ستغلق مئات الفضائيات الإسلامية و السلفية المتطرفة و الإذاعات المشابهة و تذهب أموالها لبيت مال الشعب المشاعي .
8- بانتهاء المؤسسات الدينية سينتهي الصراع الشيعي – السني و سينتهي الكلام عن السقيفة و عن أحقية علي بالخلافة .
9- بالتصوف سينتهي الصراع بين الديانات و الفرق و المذاهب و لا يبقى إلا حل المشكلات الطبقية و الاجتماعية حيث إن المشاعيات ستعمل على اضمحلال الطبقات و الفوارق بينها .
10- تصوف الحداثة يؤمن بالعلم و منجزاته و بالفلسفة و يرفض الخرافة و الأساطير و تسطيح العقول .
11- في التصوف سينتهي دور الدين و الفقيه في الهيمنة على الحكم و على الدولة .
12- تصوف الحداثة سيعمل على علمنة المجتمع و الدولة و بذلك يحقق المساواة التامة بين المواطنين . إن التصوف لا دين و لا مذهب له و يستطيع الصوفي أن يقول كما قال المسيح :
أنا و الأب واحد , من راني رأى الأب ( الله ) .
تصوف الحداثة في الإسلام هو النموذج الوحيد في الإسلام القائم على المحبة و على الاعتراف بالآخر المختلف و على التعددية الفكرية و الدينية و السياسية و الثقافية . إن التصوف العقلاني الذي يرفض الخرافة و الأسطورة و يتمسك بالعلم و العمل و يؤمن بحق الفرد و هو يطبق وصايا الله على الأرض و يتطابق مع شرعة حقوق الإنسان كما أقرتها الأمم المتحدة و الوثائق الأخرى . كما إن تصوف الحداثة في الإسلام يحترم المرأة و الطفل و بهذا يصبح لدينا مجتمعا منسجما مع ذاته قابلا للحياة و البناء و التطور .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقليم كردستان العراق بين المطرقة والسندان
- عولمة التوراة في المسيحية وفي الاسلام
- ( أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة ) قرآن كريم
- ملحمة جلجامش ج1
- زواج خديجة من محمد
- ( القذافي طار ... طار ... أجاك الدور يابشار )
- مجتمع يثرب
- العبودية في المجتمع العربي القديم
- قناة المستقلة والحديث الناعم في معاداة الشيعة
- موقف المثقفين من الثوراة في البلاد العربية
- النبيذ في الإسلام
- مقارنة بين وضع المرأة العربية في الجاهلية و في الإسلام
- وضع المرأة عند العرب قبل الاسلام ج2
- حجاب المرأة في الاسلام
- ايها المصريون ... أحذروا من تكرار تجربة الدستور العراقي
- العلمانيون المتطرفون والسلفيون المتطرفون وجهان لعملة واحدة
- الحزب الشيوعي العراقي وازدواجية السلوك
- لماذ الاصرار على تدمير ليبيا ؟
- وضع المراة عند العرب قبل الاسلام
- امة عربية كردستانية واحدة


المزيد.....




- قادة يهود في بريطانيا يرفعون الشعار ضد نتنياهو
- شاهد.. آلاف المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بالقدس المحتلة! ...
- مفتي القاعدة السابق يتحدث عن نمط حياة بن لادن وإدارته للتنظي ...
- إقتحام الأقصى والمسجد الابراهيمي
- الفاتيكان: معماري كاتدرائية ساغرادا فاميليا -على طريق القداس ...
- تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 على نايل سات وعرب سات بأشارة ...
- اللواء سلامي: الجيش مع حرس الثورة الإسلامية سور منيع للبلاد ...
- عكرمة صبري: الأقصى يُستباح من اليهود المتطرفين
- -لست واهمًا.. ما أقوله يحدث-: رئيس الوزراء السابق إيهود أولم ...
- عاجل | مصادر للجزيرة: بدء اقتحامات مستوطنين للمسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - فوائد تصوف الحداثة في الاسلام