أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - جهاد علاونه - نظام الشورى الاسلامي















المزيد.....


نظام الشورى الاسلامي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3481 - 2011 / 9 / 9 - 02:21
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


شعار الحكام العرب: بلى مصانع بلا شركات بلا وجع راس على شان المرأة إذا لقت مصانع تشتغل فيها بتصير تطالب بحريتها في العمل ومساواتها بالرجل,و وكذلك سنتتشر بسبب المصانع مؤسسات مجتمع مدنية للدفاع عن حقوق العمال والشغيلة وحرية المواطن, والاستيراد أفضل من فتح مصانع في العواصم العربية لتبقى الدولة بدون مؤسسات حقوقية تدافع عن الموظف العامل والمُستخدم.

و يقال بأن في الإسلام نظام حكم (الشورى) ولا أدري كيف ندعي بأنه حكم شورى ونحن نعلم بأن 99% من المسلمين إبان ظهور الإسلام كانوا عبارة عن أميين سياسيا وثقافيا ولا يقرؤون ولا يكتبون, وكيف سيحكمون أنفسهم وكيف سيعملون في مصانع وشركات بدون وجود نقابات أو مؤسسات مدنية حاكمة تدافع بضمير حي عن المأكول حقوقهم!..؟ وكيف سأقتنع بأن في الإسلام نظام شورى ديمقراطي علما أن النظامين الاقتصاديين السائدين في ذلك الوقت هما النظام الزراعي والرعوي وأخيرا المختلط الأشكال وفي كلا النظامين لا يمكن أن تكون هنالك حرية وديمقراطية طالما أن الإقطاع يسود النظام الزراعي والسرقة والجباية تسود النظام الرعوي!! فمن أين لهذه الأشكال معرفة بالحرية في غياب المصانع, ولتقريب وجهات النظر أكثر أرجو من القارئ بأن يتخيل حياتنا بدون مصانع وشركات كيف مثلا بدون المصانع سنعيش؟فالمصانع هي التي طالبت بالحقوق المدنية وهي التي حررت المرأة والعبيد وذلك لاستخدام أياديهم في العمل وعليه سيكون شكل المجتمع مكبلا بسلاسل حديدية ذلك أن المصنع بحاجة إلى العمال والعمال بحاجة إلى نقابات تحميهم من قسوة رب العمل والنقابات بحاجة إلى مزيد من الحريات أو إلى سقف عالي من الحريات في التعبير عن وجهات نظرها وهذا علميا وبديهيا من المستحيل تواجده أو تشكله في المجتمع العربي الإسلامي نظرا لغياب المصانع, فإذا غابت المصانع تغيب معها النقابات والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدنية نظرا لأن الشعب كان عبارة عن قطيع من الأغنام يقاد للعمل تحت ضغط قوة السلاح ولم يكن للشعب بد من الفرار والتشتت في الصحراء العربية ولم يكن البني آدم (الإنسان) ذا قيمة تذكر نظرا لغياب قوة تأثيره على صنع القرار ذلك أنه كان طوال النهار يا دوب يكسب لقمة خبزه فلم يكن يفكر لا بالثورة ولا بالتأثير على صناع القرار , غير أن هنالك عدة ثورات كانت تقوم بين الحين والآخر فقط من أجل استبدال المقاعد بين الظالم والمظلوم ليتحول الجلاد إلى مجلود والمجلود إلى جلاد يجلد ظهر الأضعف منه قوة ونفوذا, لذلك نظام الإسلام الذي كان يعتمد على الشورى كان عبارة عن كذبة وعن وهم وعن دعاية سياسية هدفها التضليل, وكان الحُكام يسلطون على الناس أراذلهم وسفهاءهم وحتى اليوم على الصعيد الشرقي ما زال البدو يتسلطون علينا من خلال رجال أحساء وسفهاء ينتقونهم من أنظمة بيئية حقيرة هدفها الأول والأخير تهميش العقلاء والشرفاء والمثقفين ومن عاشر المستحيلات أن أصدق بأن المجتمع الإسلامي كان له تأثيرا قويا على صنع القرار في الدولة الإسلامية في ظل نظام حكم إقطاعي أو نظام اقتصادي مختلط بين الإقطاع وبين النظام الاقتصادي النقدي, وكانت أصلا العملة النقدية نادرا ما يتم تداولها بين الناس نظرا لأن الجميع يعملون إما على ربع المحصول وإما على خمس الإنتاج من المحصول, طبعا هذا في النظام الزراعي أما في النظام الرعوي فلم يكن هنالك أي إنتاج يذكر وكان الرعاة يعتمدون على السرقة وعلى الجباية والضرائب والأتوات ونظام العشر من محصول الفلاحين الذين يقعون تحت سطوتهم وهذا كله بفضل غياب نظام العملة النقدية, وبالتالي فإن نظام الشورى كان عبارة عن دهلزة وزعبرة على الشعوب المحكومة بالنار وبالحديد, فلم يكن للمجتمع الإسلامي قيمة تُذكر بل كانت القيمة للنخبة التي تعيش بكد العامل وتعبه حتى أن الدولة الإسلامية لم تكن إلا دولة رعوية معطلة الإنتاج تعيش على حساب الجباية والسرقة والسطوة لأنهم بدو أعراب لا يعملون في أي مهنة سواء أكانت زراعية أو صناعية, فلم يكونوا صناعيين نظر لغياب المصانع ولم يكونوا زراعيين نظرا لأن أراضيهم غير صالحة للزراعة بسبب طبيعة التربة وطبيعة المناخات القاسية وكان النقص الدائم في موارد المياه سببا في إشعال الحروب بين القبائل أما الأنظمة الزراعية غير البدوية فقد كانت فيها الباشاوات وأصحاب العِزب الزراعية يعيشون بكد العامل وتعبه فكان السلطان يقتطع مثلا 100 فدان أو 100 أو 1000دونم من الأراضي لرجل واحد أي كان رجل الإقطاع يحكم القرى الزراعية بما فيها من زرع وضرع وحيوانات و(بني آدميين )وفي ظل هذه الأنظمة لم يكن للشعب فيها أي قيمة تذكر في العصور الوسطى الإقطاعية وحتى تلك التي تحكم بأنظمة حكم اقتصادية مختلطة أو أنظمة من نمط الإنتاج الآسيوي الخامس وفي ظل النظام الإقطاعي لم يكن أي كاتب أو أي مؤرخ باستطاعته أن يرى الحِراك الشعبي والجماهيري وهو يسيطر على الدولة وطبيعة الحكم, هذا طبعا بخلاف ما كنا نسمع عن ثورة المدينة المنورة ضد الخليفة عثمان بن أبي عفان والتي لم تكن تهدف إلى إقامة حكم برلماني بل كان الحِراك كله فقط لا غير من حق النخبة الحاكمة وكان الشعب بلا أي قيمة وهذا معناه بأن حياة الإنسان وموته لم تكُ ذات أي قيمة فكان العامل يعمل حتى يموت جوعاً أو قهرا أو بردا أو بضربة شمس في يوم شديد الحر ولم يكن الشعب أو الجمهور مؤثرا في صنع القرارات السياسية فكيف سنقتنع بوجود نظام حكم سياسي إسلامي يعتمد على مجلس الشورى!!!!, ولم يك أي فيلسوف أو مؤرخ يرى الشعب وهو يسقط بالملوك وبالحُكام من أجل أن يحكم نفسه بنفسه سواء أكان ذلك في أوروبا أم في آسيا أو حتى في أفريقيا على طول الامتداد الطويل لنهر النيل, وظهر الشعب كصاحب حِراك سياسي واجتماعي فقط عندما ظهرت المصانع الكبيرة والشركات ذات الأيدي الضخمة والطويلة, فعندما ظهرت المصانع كانت الشعوب مسجونة في الأراضي الزراعية ولم يكن الإقطاعيون يقبلون بأن يتحرر العبيد والفلاحون من القبضة الحديدية التي تتحكم بالعمال المرابعين أو المخمسين أي الذين يعملون على ربع الإنتاج أو خمسه, لذلك اضطر الشعب والفلاحون بشكل عام إلى التظاهرات والتجمهر للمطالبة بحريتهم لكي يتركوا العمل في الأراضي كمرابعين وكمخمسين لينتقلوا للعمل في المصانع والشركات, وهذا النمط من الإنتاج هو الذي دفع بالدول الصناعية إلى استعمار الدول ذات الخامات التي تحتاجها المصانع من حديد وفولاذ وبترول, وهذا طبعا إلى اليوم لم يكن متوفرا على الإطلاق في الدول العربية وذلك نظرا لغياب المصانع فمن المحيط إلى الخليج العربي لا توجد فيها شركات كبيرة لذلك لا يوجد حتى اليوم نقابات عمالية نظرا لغياب المصانع, ولا توجد مؤسسات تطالب بتحرير المرأة نظرا لأنه لا توجد مصانع تطلب يد المرأة للعمل كما يطلب الرجال يد المرأة للزواج ...إلخ.

لذلك كانت هذه المحاولة لأول مرة في التاريخ يظهر فيها النظام الاستعماري أي أن النظام الصناعي في الدول الصناعية فقط هو الذي أوجد معضلتين هامتين هما الاستعمار وثانيا انتشار ثقافة حقوق العمال كنقيضين لبعضهما البعض, ولم يكن قبل المصانع الشعب له تأثير كجناح أو كطبقة اجتماعية لها رغبة بالتحرر وعن طريق العمل في المصانع تحرر الفلاحون من قبضة الإقطاع ليقعوا مرة أخرى في قبضة الشركات والبرجوازيين الذين يعيشون بكد العامل وتعبه وعرقه لذلك ظهرت النقابات المهنية والجمعيات كمؤسسات تدافع عن حقوق العمال والشغيلة واضطر الرأسماليون لمساندة المرأة في التحرر وفي المساواة وذلك من أجل الاستفادة من يد المرأة العاملة التي تحولت بهذا الفضل من عاملة في بيت الرجل بالمجان إلى عاملة في المصنع بأجور مدفوعة على حسب ساعات العمل مثلها في ذلك مثل الرجل وكانت هذه البذرة هي النواة الأولى لظهور مبدأ المطالبة بالمساواة بين الجنسين وعن هذه الطريق ظهرت النقابات والمؤسسات المدافعة عن حقوق العمال وكل هذا أدى بالنهاية إلى إظهار قيمة الشعب بعد أن كانت الشعوب مهمشة ولا تظهر على أرض الواقع وبدأت النخبة الحاكمة تشعر بقيمة الشعب لذلك ظهرت حقوق الإنسان والبرلمانات الحقيقية وحقوق العمال والمستخدمين وسُنت الأنظمة والقوانين لمواجهة الإضرابات عن العمل وسن قوانين جديدة تحدد شكل العلاقة بين العامل وبين رب العمل, وتم اقتلاع الأشجار من غاباتها هذه المرة ليس بهدف حرقها بل بهدف طبخها لصنع الأوراق التي تشتريها مصانع الطباعة لذلك بفضل المصانع ظهرت الصحف وانتشرت الكتب انتشارا سريعا بفضل تقدم الطباعة وصناعة الأوراق وهذا أدى أخيرا إلى انتشار الثقافة وبدأ الوعي بين الجماهير بالانتشار وأصبح للبني آدم قيمة وتأنسنت الأشكال المختلفة من العلوم, وبكلمة أخيرة: الدول العربية اليوم تفضل استيراد التكنولوجيا ولا تفضل صناعتها في الداخل وذلك حتى لا تخرج المرأة للعمل وتقوم الدنيا وتقعد وهي تؤسس بمؤسسات ونقابات مهنية ولجان المرأة وحقوق المرأة, فكل المؤسسات المجتمع مدنية لا يمكن أن تعمل طالما المصانع غير موجودة والعمال نائمون في البيوت أو يأكلون ويشربون على حساب وزارات التنمية الاجتماعية وصناديق المعونة الوطنية, فهذا على قلب الحاكم العربي أهون بكثير من فتح المصانع ووجع الرأس الذي سيأتي من النقابات والأحزاب السياسية التي ستطالب بحقوق العمال الذين يعملون في المصانع وستبقى المرأة في البيت لا تخرج منه بتاتا طالما لا توجد مصانع تعمل بها.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آخر الصرعات الفلسفية
- أول 500 جامعة في العالم
- ضاع الأمل
- ليس ذنبي
- تحيه كاريوكا
- ايحاء الكلمة
- مهارات لغوية
- مي زياده2
- مي زياده 1
- حبر على ورق وكلام أفلام ومسلسلات
- الاسلام والأمراض العقلية
- الكلمة الأخيرة
- دنيا الوهم والخيال
- المرأة الضاحكة
- أين كان الحب مختفياً عن القرآن
- كاتب وعاشق بإحساس
- حقوق الضعفاء
- الحكم الذاتي للسكان الأصليين
- الهيراركية-hirearchy الاسلامية
- أين أهرب؟


المزيد.....




- “سجل هُنـــا minha.anem.dz“ كيفية التسجيل في منحة البطالة 20 ...
- البطالة بالمغرب تصل 21.3% والهرم السكاني يتجه للشيخوخة
- تجدد الاشتباكات في جنين وإضراب تجاري للمطالبة بوقف الاقتتال ...
- “أهم التعديلات”.. زيادة رواتب المتقاعدين في العراق وحقيقة رف ...
- إضراب لـ -الدفاع المدني السوري- بدمشق بسبب -الخوذ البيضاء-
- الحكومة توضح.. رفع الحد الأدنى للأجور إلى 300 دينار فى الأرد ...
- 100 ألف دينار عراقي في حســابك!!.. وزارة المالية عن زيادة رو ...
- موعـد صرف رواتب المتقاعدين شهر يناير.. وزارة المالية توضح هل ...
- “200.000 زيــادة وزارة المالية“!! زيادة رواتب المتقاعدين 202 ...
- وزارة المالية توضح/ موعد زيادة أجور المتقاعدين في المغرب 202 ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - جهاد علاونه - نظام الشورى الاسلامي