أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - حسين القطبي - وزيرتـنا ورده














المزيد.....

وزيرتـنا ورده


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 1036 - 2004 / 12 / 3 - 08:31
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


ليس هنالك اجمل من لمسة المرأه في عالم السياسه، هي اشبه بضلال الدفلي البارده في صحراء، وهي واحة الاستراحه في شرق تحكمه الشوارب الكثة، واللحى، بالبنادق، وحبال الشنق منذ زمن لم يعد يتذكره احد، ولكن جنس المسؤوله، وزيرة كانت او سفيره، او حتى رئيسة للوزاره لا يكفي ليعم الرخاء في البلاد، بل تبقى الكفاءه هي المعيار الاساسي.
باسكال ايشو ورده، استلمت حقيبه المهجرين والمهاجرين في الحكومة المؤقته، وكان على طاولتها الكثير من الاضابير المستعجله، اكثر الحاحا من استبدال الزهور في نافذة المكتب، ومن عطر الممرات المؤديه لغرفتها، هنالك الملايين الذين ينتظرون قراراتها بعضهم في خيام لم يبرحوها منذ عشرين سنه، لم يشم رجالها رائحة القلونيا، ولم ترى الفتيات فيها ماشات الشعر، في رفحا والارطاويه وشوشتر وازنا وبنصلاوه وغيرها الكثير الذي من الزوايا المنسية التي ربما لم تسمع بها السيده ورده.
مئات الالاف من المهجرين الذين عادوا بانتظار اعادتهم للوضيفه، بانتظار اعادة جنسيتهم التي اسقطت، اموالهم التي صودرت، مساكنهم التي اخليت، عوائل بكاملها تعيش بضيافة الاخرين لعام ونصف بنتظار قرارت الوزيره، فهل هنالك ثمة فرمان ينصفهم وقعته السيده ورده؟
كل ما ظفر به المهجرون من تصريحاتها هو وعد، بان الدوله ستمنح لهم قطعا سكنيه بدلا عن دورهم المصادره، فهل اعتبرت مصادرة تلك الدور ايام النظام السابق قرارات شرعيه، وان مالكيها من منتسبي الاجهزه القمعيه والمخابراتيه التي وزعت عليهم باسعار رمزيه هم المالكين الشرعيين؟ وقررت استبدالها بقطع سكنيه او مجمعات صحراويه، وهل هذا هو شكل الشرعيه في القانون العراقي الجديد؟

في احدى لقاءاتها التلفزيونيه في لندن اكدت وبفصحى متساهله جدا على حرصها "على العراقيون المبهذلون في الخارج"، وتوقها لعودتهم. وبمثل هذا الدفق اللغوي الحنون تبدي دائما تعاطفها اللفظي الجم، مع هؤلاء المنكوبين، ولكنها تحبس عنهم نشاطها السلطوي التشريعي والا فاين استثمرت امكانياتها في الدفع باتجاه تطبيع حياة العائدين، هل مارست ادنى ضغط من اجل الحصول على تعويضات، ولو بسيطه للعوائل المهجره؟ هل قامت باعادة دار واحده لصاحبها؟ هل اعادت جنسيه واحده لمن اسقطت عنه؟
اذا تركنا المهجرين قسرا، الى المهاجرين "المبهذلين"، خصوصا اولئك المتطلعين للعوده، ولأخص ذوي الكفاءات المطلوبه في الوطن، هل غيرت السيده الوزيره في ضروف عودتهم كتقديم بعض التسهيلات في معاملات السكن، او تخفيف حدة البيروقراطيه في التوضيف، او تذليل العقبات القانونيه والحقوقيه التي تجابه نقل اقامتهم؟
لااتساءل هنا عن راتب السيده الوزيره، عشره، خمسة عشر، عشرين الف دولار شهريا، ولا عن رواتب وكلائها ونوابها ومدرائها العامين، والميزانيه المخصصه للوزاره، فالاموال طائله، وخزينة الانفاق الامريكيه تستوعب، مع اني اعتقد ان هذه الاموال لو وزعت على المهاجرين والمهجرين لحلت ربما جل مشاكلهم. ولكني اتساءل عن جدوى هذه الوزاره من الاساس، هل هي لاستكمال نسبة النساء في الوزارات، ام لها علاقة بالمحاصصة، ام لتخدير العائدين باحلام التوطن والاستقرار، وفي هذا اجحاف لهم لايقل كثيرا عن جرائم التهجير ذاتها، لا يمكن اعفاء السيده الوزيره من دورها ومسؤوليتها.

ابحث عن قرار اتخذته السيده ورده، لابرر لنفسي فرحتي في استيزار امرأه، او لالمح فارقا بين اللمسه اللطيفه، ضل الدفلي البارد، وتجهم العسكري في ساحة التدريب...
هنالك بالتاكيد قرارت مهمه تنتظرها ملايين العوائل، في داخل البلاد وخارجها تتوقف كلها على نشاطها وكفاءتها، واضابير مستعجله في مكتب الوزاره اهم بكثير من زهور النافذه، وعطر الممرات يا وزيرتنا ورده.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موضة الهجوم على الاكراد
- حزب للاكراد الفيليه .. لماذا؟
- هل تحب القتل؟
- شيخوخة الفكر القومي
- ما بين مقتدى الصدر وكاظم الساهر
- انتخاب رئيسان
- كركوك .. السؤال الغريب
- لكي لا تتحول الحوار المتمدن الى كتابات
- فضائيةايلاف، حشوة جديده للذهن العربي
- شرق اوسط .. حقنه
- سباق الغزالة والسلحفاة، الغرب والشرق
- بيوت المهجرين .. ورمضان
- اكتشاف امه جديده في العراق
- اين السوبروطنيين العرب ؟
- الاستقلال، ما الذي يجنيه الاكراد؟
- من يدفع الاكراد لل-ثأر-؟
- الاروهابيون
- المرأة السعوديه ... الرجل السعودي
- المثقف العربي، بين نار الارهاب، وثلج امريكا


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - حسين القطبي - وزيرتـنا ورده