أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلطان الرفاعي - في ضيافة الامن السياسي---3














المزيد.....

في ضيافة الامن السياسي---3


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1036 - 2004 / 12 / 3 - 08:30
المحور: حقوق الانسان
    


يتفق الجميع اليوم،على أننا في سوريا ،في حالة مخاض ،إذا جاز استعمال هذا التعبير،لوصف ما يحدث الآن في الوطن.مخاض سياسي اداري ونفسي واقتصادي وأمني.مخاض، كالعاصفة التي تهز الأشجار لا لتقلعها ،بل لتكسر أغصانها اليابسة وتبعثر أوراقها الصفراء.مخاض يفرز الأحرار المصلحون المتحمسون عن المنقادين الرجعيين .مخاض يفرز أولئك الذين ينتظرون يوم الولادة بفرح ،ليباركوا،ويرقصوا،ويترنموا بمجد الوطن،عن أولئك الذين يريدون أن يحولوا الطرب إلى نواح،والرقص إلى قرع الصدور،وشق الأثواب.مخاض يلقي إلى الخارج،كل من مسح الوطن جسده بالزيت والبلسم،واثخن هو جسد الوطن جراحاُ وتمزيقًا.مخاض الآتيين إلى النور مقابل الذاهبين إلى الظلام.مخاض من يريد أن ينفع أمته,لا أن ينتفع من أمته.مخاض مع ما يرافقه من ألم وصراخ وكتابات ومقالات واعتقالا.



من ينتظر المولود الجديد؟؟؟؟؟؟



مجموعة من العجائز محدودبي الظهور يسيرون متوكئين على العصي العوجاء،ويلهثون منهكين مع انهم ينحدرون من الأعالي إلى المنخفضات،يحملون كروشهم الكبيرة بين أيديهم،وظهورهم تنوء بالأثقال ،لا يريدون للمولود الجديد الخروج .



مجموعة ثانية تتمثل في فتيان كأن في أرجلهم أجنحة ،يهللون كأن في حناجرهم أوتارا،يكتبون كأن في أقلامهم بلسم وشفاء،يقودهم شبل مقدام،فجر عهد جديد ،غصن مزهر ،يفوق ما في غابة يابسة،سنبلة قمح تتمايل في وجه الشمس،

2

لماذا يجب أن نتحدث فقط عن الجانب المظلم ؟؟لماذا لا يجب أن نتحدث عن اللون الأبيض؟؟أسئلة علينا أن نجيب عليها بصراحة.

بعد شهر من الاعتقال ،وطبعا معي نبيل فياض،واعتقد أننا ظُلمنا معا،فنحن لم نرتكب ما نستأهل عليه هذا الشهر من الاعتقال،ولكن الامر الجيد في الموضوع،كان طريقة المعاملة التي عُوملنا بها في فرع الامن السياسي،ومن حقهم علينا ان نذكرها،اذكر في إحدى المرات ،واثناء كتابة التحقيق من قبل أحد المساعدين،تطرقنا إلى اسم نبيل فياض،وكنت اعلم انه معتقل معي ،ولكن لم اكن أراه أبدا،قال لي المساعد وبالحرف الواحد:أننا جميعا هنا نعامل نبيل باخوة،ونعتبره أخ لنا وكل طلباته مجابة،ولا حاجة لان أتأكد من صدق أقواله،فقد عايشت ذلك بنفسي مدة شهر تقريبا،ورغم أنني اقر بأنني أخطأت في بعض الأمور،ولكن اعتقد أنني ظًلمت مع نبيل،وفي اليوم الأخير يوم تم الإفراج عني،اشهد أنني خرجت من دون أي ضغينة ،وقلت ذلك للضابط المحقق،ولم يصدق أحد،إنسانية المعاملة،وحضارتها،وكل من تحدثت معه في الموضوع،يجيب متهكماً،أكيد لم تكن معتقلاً في سورية!!!!!!!

إذا تكلمت عن الجانب المضيء الذي عايشته بنفسي،هل أكون في طريق خيانة مبادئي،لا اعتقد فأنا لا زلت أؤمن أن الاعتقال أمر كريه،ومؤلم،للمعتقل ولأهل بيته،ولكن كلمة الحق يجب أن تقال،إذا أردنا أن نكون موضوعيين،وشهود حق ،لا شهود زور،والحقيقة أن هناك فجر جديد يطل على الوطن،ولا اعتقد إلا أننا جميعاً ،نرحب بالنور،وننتظر الإشراق الكبير،والمولود الجديد.

3

في مقال للكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد ،رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط سابقاً،والذي يدير قناة العربية الفضائية في الوقت الحاضر.يتحدث فيه عن الخوف والقلق ،الذي كان يلازم الحكومة السعودية ،من الطلاب الذين أوفدتهم إلى الغرب للدراسة،في بعثات حكومية،والاطمئنان والامان من الطلاب الذين اوفدتهم الى باكستان والهند للدراسة في المعاهد الدينية.ويستنتج في نهاية مقالته أن الذين ذهبوا إلى الغرب ساعدوا بلادهم كثيراً،على عكس الذين ذهبوا إلى المعاهد الدينية،حيث لم يقدموا،إلا الحديد والنار لوطنهم.

ذكرت هذه الحالة ليس تمجيداً في الغرب،ولكن فقط لأذكر كيف أن الميل السياسي للإنسان ،وقد يكون عرفانا للجميل،يتأثر بتلك البلاد التي قدمت للإنسان علومه وشهاداته،مع العلم ان هذه العاطفة ،قد تكون من النوع الذي يبني حجراً،لكنه يهدم من جهة أخري جداراً.

السؤال المهم الآن:إذا كانت بضع سنوات من عمر الإنسان،إضافة إلى شهادة علمية،أو أدبية،جعلته،شاكراً حامداً مطبلاً مزمراً،بفضل تلك الدول،فكيف الحال بمن تعلم في الوطن،وأنكر جميل الوطن عليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ضيافة الامن السياسي----2
- في ضيافة الامن السياسي
- المسار الليبرالي--مبدأ المنفعة العام--الثقافة العقلية--المرض ...
- المسار الليبرالي----مبدأ المنفعة العام------المصلحة
- حوار مع صديقي البعثي
- شبلي الشميل---رأي في الاشتراكية
- المرأة المسحوقة لا ترفع رأسها
- شبلي الشميل --اراء قاسية في الشعر والادب العربي
- الحق الطبيعي --الذي سلبته مننا الحكومة والامن
- التجمع الليبرالي موجود ---شكرا سيد فراس سعد
- مجرد اقتراح---من يتبنى سوريا
- المسار الليبرالي---نظرية العدالة--جون رولس
- المسار الليبرالي----------------العقلانية
- المسار الليبرالي-------توزيع الثروة الوطنية
- كرامة الانسان------المسار الليبرالي
- لا تصدقوا الاسلاميين-----------
- الى كامل عباس وحسين عجيب,ظلمكم اذهلني-----
- حزب البعث,احد اسباب الازمة السورية الراهنة
- بيان المسار الليبرالي السوري
- مناظرة اولى بين مرشحين في دولة عربية لمنصب الرئيس


المزيد.....




- إسرائيل تقصر الاعتقال الإداري على الفلسطينيين دون المستوطنين ...
- بين فرح وصدمة.. شاهد ما قاله فلسطينيون وإسرائيليون عن مذكرات ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بحرب الإبادة في غزة ولبن ...
- 2024 يشهد أكبر خسارة في تاريخ الإغاثة الإنسانية: 281 قتيلا و ...
- خبراء: الجنائية الدولية لديها مذكرة اعتقال سرية لشخصيات إسرا ...
- القيادي في حماس خليل الحية: لماذا يجب علينا إعادة الأسرى في ...
- شاهد.. حصيلة قتلى موظفي الإغاثة بعام 2024 وأغلبهم بغزة
- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سلطان الرفاعي - في ضيافة الامن السياسي---3