نعيم إيليا
الحوار المتمدن-العدد: 3479 - 2011 / 9 / 7 - 13:54
المحور:
المجتمع المدني
إنّ حرية نقد الأديان حقّ من حقوق المفكرين والكتاب والأدباء؛ وهو حقّ لا مراء فيه. فأما التأليب بين أصحاب الديانات، فجريمة يعاقب عليها القانون.
ومن عجب أن الأستاذ رزكار عقراوي - وهو مواطن أوروبي - يعلم حق العلم أنّ التحريض على الكراهية والخصومة والاقتتال أشد ما يكون نكراً واستهجاناً واستحقاقاً للردع والملاحقة القضائية، ومع ذلك فإنه لا يبالي أن ينشر في صدر صحيفته مقالات تؤجج الأحقاد على المسيحيين، وتدعو دعوة صريحة إلى الانتقام منهم.
ولَكُنَّا التمسنا له العذر، لو أنه لم ينشرها في صدر صحيفته. فإن ما ينشر في صدر الصحيفة، يعبر في العادة عن رأي إدارة الحوار المتمدن، فإن لم يعبر عن رأيها، فقد عبر عن عطفها واستحسانها.
قرأنا مقالات كثيرة صدرت تندد بجريمة النروجي. وكان التنديد بها واجباً إنسانياً تنص عليه الأعراف والدساتير، وتدعو إليه النخوة. بيد أن أكثر الكتاب المسلمين استغلوا الجريمة النكراء في الكيد للمسيحية وهي من الجريمة براء. إن الطعن على المسيحية جائز وهو في غيرها جائز أيضاً، ولكنّ الافتراء عليها وعلى غيرها مرفوض في العقل والضمير. وقد جاءت مقالة الأستاذ حميد كشكولي – وهو محرر في صحيفة الحوار المتمدن - لتفصح عن تورط الحوار المتمدن في نهج مريب.
وإذا كان الافتراء على المسيحية، مما لا يلفت النظر، ولا يستدعي المشاحنة، فإنّ التحريض على المسيحيين في مقالة السيد عزالدين عناية، يثير القلق، ويستوجب الاستنكار والشجب والقصاص.
يتهم الكاتب مسيحيي بلاد الشام بمؤازرة النظام، وغايته من ذلك أن يخلق الذرائع للفتك بهم والانتقام منهم إثر انتصار الثورة السورية.
وقد كنا نتوقع أن يتصدى له كاتب سياسي مثل الأستاذ جريس الهامس، أو زوجته الأديبة مريم نجمة، أو - على الأقل - أن يعبرا عن دهشتهما لتعليق (التحريض) في صدر صحيفتهما، وأن يحتجا على نبذ الردّ اليتيم المفحم للأستاذ طلال الخوري بالمجرى السريع للمقالات التي لا قيمة لها في نظر إدارة الحوار.
المطلوب من إدارة الحوار المتمدن أن تقدم اعتذاراً لقرائها المسيحيين في بلاد الشام والأقطار الأخرى، إن كانت حريصة على تمدنها.
#نعيم_إيليا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟