أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهى سيلين الزبرقان - مسألة -خلق القرآن-














المزيد.....


مسألة -خلق القرآن-


نهى سيلين الزبرقان

الحوار المتمدن-العدد: 3478 - 2011 / 9 / 6 - 08:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما ان تفتح القرآن الا وتصادفك هذه العبارات : " ويبقى وجه ربك" أي أن الله له وجه ، " يد الله فوق أيديهم" أي له يد ، "وهو السميع البصير" اي أن الله يسمع ويبصر، "وتجري بأعيننا" أي له أعين، " الرحمان على العرش استوى" أي اثبات الجلوس "المادي" على شيئ "مادي" العرش بمعنى الكرسي ، حي، مريد،غاضب، راض،قادر،عليم . ..الخ وهذه كلها صفات اعطاه محمد لله في القرآن. يعني هذا الاله لا يختلف عن البشر في شيئ ويحمل نفس صفات البشر، وحتى بعضها من صفات الحيوان مثل السمع والبصر. أما صفة الكلام كما في الاية " وكلم الله موسى تكليما" أي أن الله كلم موسى، هذه الصفة خلقت أكبر مسألة في تاريخ العهد الاسلامي ألا وهي " خلق القرآن"...
في بادئ الامر كانت هذه الصفات ليست بمشكلة لدى المسلمين، لكن بعد فترة ومع ظهور التيار العقلاني باتت هذه الصفات تشكل معضلة لدى بعض العلماء لأن هذه الصفات تجعل من هذا الله يشبه البشر، وبمأنهم كانوا يؤمنون بقدرة العقل ومنطقه ، قالوا أن هذه الصفات منافية للعقل و مناقضة لمنطق أن الله "ليس كمثله شيء" لذا لابد من نفي هذه الصفات على الله، وقالوا لا تشبيه ولا تجسيم و الله ليس مثل الأجسام أو الموجودات الحسية و ليس هناك أي تشبيه بين المخلوقات والله"، والآيات التي تفيد التشبيه لا يقبلها التيار العقلاني على ظاهرها بل يقومون بتأويلها تأويلا عقليًا ينفي دلالتها المادية الظاهرة ، أي أنهم صرفوا الألفاظ ذات المدلول المادي عن معانيها اللغوية المباشرة الى معان مجازية، أو الى دلالات رمزية : فاليد مثلا تشير الى القدرة وهكذا
ومنه انقسم علماء المسلمين الى مؤيد لصفات الله وناف لها. فالسلفيون-وهم امتداد لكل التيارات السنية الأسلامية في وقتنا الحالي- يؤكدون أن الايمان بصفات الله واجب والسؤال عنها بدعة. اما التيار العقلاني والذي مثله المعتزلة في ذلك الوقت نفت كل هذه الصفات وجعلتها عدمية و ثابتة ومن المستحيل أن تكون صفات الله، لكن لم تصمد هذه العدمية والثبوت امام صفة الكلام، ووضعت المعتزلة في مأزق كبير اذا ان صفة الكلام ليست عدمية وثابتة بل هي صفة متغيرة كما تبينه آيات القرآن فيها االنهي والامر ومنها الأخباري والوصفي..الخ، فهذا الله كلم موسى والقرآن كلامه ، وبمأنهم لم يستطيعوا تأويل آيات "الكلام"-مثل مافعلوا مع اليد والوجه- و للخروج من هذا المأزق وللحفاظ على أنسجام التوحيد الألهي وتنزيه ذات الله ونفي صفة الكلام قالوا أن القرآن لا يمكن أن يكون كلاما الهيا بل هو محدث ، وهو ماسُمي مسألة "خلق القرآن".
أي لو ترجمتها للغة عصرنا الحالي و بصراحة، هؤولاء العلماء العقلانيون ارادوا أن يقولوا ان القرآن هو كلام محمد ومن المستحيل أن يكون كلام الله، فمحمد هو من خلق القرآن. لذا تنبه السلفيون في ذلك العصر لهذه النقطة الخطيرة وحاربوهم أشد حرب منذ بروز فكرهم ، حما المأمون والمعتصم هذا التيار العقلاني لكن في عهد المتوكل وبعده تعرضوا للقتل وأُحرقت كل كتبهم ولم يصلنا من كتباتهم الا ما كتبه خصومهم من السلفية. أن أهم مناهج هذا التيار العقلاني مقولة : "العقل أعدل الاشياء قسمة بين الناس" ، انا عارفة أني بسطت فكر هذا التيار العقلاني، ففكرهم هو أبعد و أعمق من هذه السطور القليلة التي كبتبتها، و اختم بما قال ابو نصر ابو حامد "وأيا كان تقويمنا لجهود المعتزلة، فالذي لا شك فيه أنهم حاولوا مخلصين رفع التناقض بين العقل والشرع من جانب، وبين النصوص المتعارضة ظاهريا في القرآن من جانب آخر. وكانت جهودهم في مجالات المعرفة واللغة والمجاز إنجازا له آثاره العديدة"

للمزيد من المعرفة عن التيارالمعتزلي -نشأته، فكره..الخ - فيه كتب كثيرة منها كتاب النزعات المادية، و فيه أيضا محاضرات للدكتور نصر حامد أبو زيد الذي درس فكر المعتزلة ، اليكم هذه الفديوهات "المعتزلة والتأويل اللاهوتي "، للاسف المحاضرة غير كاملة
http://www.youtube.com/watch?v=NTILc0VqiQE&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=zFxPew23QxM
http://www.youtube.com/watch?v=KWd2ZHNHIAU&NR=1



#نهى_سيلين_الزبرقان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجبال و وهم الاوتاد
- من هم الاعجازيون و ماهي قدراتهم العلمية لكي يشرحوا العلم على ...
- من هم الاعجازيون و ماهي قدراتهم العلمية لكي يشرحوا العلم على ...
- ماهي نظرية التطور أو النموذج التطوري الدارويني ؟


المزيد.....




- وزيرة داخلية ألمانيا: منفذ هجوم ماغديبورغ له مواقف معادية لل ...
- استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان ...
- حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان ...
- المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
- حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب ...
- ماما جابت بيبي ياولاد تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر ...
- ماما جابت بيبي..سلي أطفالك استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- سلطات غواتيمالا تقتحم مجمع طائفة يهودية متطرفة وتحرر محتجزين ...
- قد تعيد كتابة التاريخ المسيحي بأوروبا.. اكتشاف تميمة فضية وم ...
- مصر.. مفتي الجمهورية يحذر من أزمة أخلاقية عميقة بسبب اختلاط ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهى سيلين الزبرقان - مسألة -خلق القرآن-