|
إفطار على عتبة مفرزة أمنية
هدير هادي
الحوار المتمدن-العدد: 3477 - 2011 / 9 / 5 - 23:17
المحور:
حقوق الانسان
تعود القائمون على بسط الأمن في العراق ومحافظاته قبل كل مناسبة دينية أو وطنية أو عطلة رسمية .. أن يخبروا المواطن عبر وسائل الاعلام عن وضع خطة أمنية ليس لها مثيل لسد المنافذ على الارهابيين وقطع الطريق على من تسول له نفسه العبث بأمن المواطن ، وإذا ماخرقت هذه الخطة الامنية هل علينا من يمسك زمام الامور ليقول إن هذه الاختراقات ماكانت لتحدث لولا وجود مندسين وعاملين في مفاصل حساسة في الدولة ينتمون الى خلفيات مذهبية وآيديولوجية ويرتبطون ارتباطا وثيقا بدول اقليمية لها اجندات واياد تخترق الداخل العراقي. وحيث ان هذه التصريحات المتكررة لاتشفي غلة ولاتبرئ علة بل تزيد الطين بلة كان من الواجب على القيمين على الامن ان يأتوا بجديد ليس من التصريحات والتنظير وتبرير القصور والتقصير فغاية المواطن هو التطبيق الفعلي ممن يمسكون الارض ويسيطرون على زمام الامور والا فكيف سيثق المواطن بقياداته الامنية اذا كانت بكل ماتملكه من مقومات واجهزة استخبارية وامنية لاتستطيع السيطرة على من يفسدون في الارض وينخرون في الوتد العراقي سواء كانوا من المجاميع الارهابية او حتى هؤلاء المندسين التي اكتفت ازاءهم بالتلويح بالعصا وإلقاء التصريحات الرنانة مفادها إكتشاف رأس الخيط الذي سيطيح بهذه الزمر محاولة الضحك على ذقن المواطن الذي بات يعرف سلفا ان وراء كل هذه التصريحات فشل وعجز بالغ في تفعيل الجهد الاستخباري .. وإلا كيف يفسر لنا من ينطقون باسم عمليات بغداد ان بعد كل خطة امنية محكمة اختراق امني محكم ومخططات وتفجيرات ارهابية بالغة الدقة في المكان والزمان .. وكأن هذه الزمر التي اسست لنفسها وزارات للحربية والمالية والاستخبارية غير منتظمة في دولة هي التي تضحك على ذقون القيادات الامنية العراقية. وماحدث قبل شهر رمضان الفضيل وكالمعتاد ان المواطن وعد بخطط امنية ستفوت الفرصة على الارهابيين في تنفيذ مخططاتهم وتعكير اجواء رمضان الذي ما ان هل على بلد حتى تفضل عليهم بالخيرات والبر كات والرحمة وتهدئة النفوس ، لكن النتيجة وكالمعتاد ايضا ان محافظات العراق تعرضت الى سلسلة تفجيرات ارهابية استهدفت الشرطة في الكوت ومبنى تابعا للشرطة في النجف ووحدة لمكافحة الارهاب في تكريت ومحافظات اخر والرسالة كانت غاية في البيان مفادها انهم قادرون على الوصول والنفاذ الى عمق الدولة ومؤسساتها وان تحصنت وتسلحت وتترست، وبعد خراب البصرة لايجد الناطق بأسم عمليات بغداد مناصا من ان يهيب بالمفارزالامنية التشديد في التفتيش والتمحيص في مستمسكات المواطن متناسيا ان بعض افراد هذه المفارز لايجيدون القراءة وانهم ينظرون في مستمسكات المواطن فقط كي لايكونوا محل تهكم المواطن وحالهم كمن يضرب بالسيف وهو أعمى. ولا ينوب المواطن من هذه الاجراءات إلا تعطيل حاله وهدر وقته في رمضان لاهب، وقد نالت بعض المناطق التي كانت فيما مضى حاضنة للأرهاب النصيب الاكبرمن هذا التشديد الذي لايجدي نفعا خصوصا بعد فوات الاوان.. فبعد ان خرج علينا السيد قاسم عطا ليبلغنا عبر وسائل الاعلام انه تم القبض على مفرزة للاغتيالات في حي العدل مسؤولة عن اغتيال عدد من ضباط الجيش العراقي وافراد الصحوة وتفجير مركز للشرطة في الطارمية.. قامت المفارز الامنية في هذه المناطق ذات الغالبية السنية بالتضييق على مرور المواطن وعودته الى بيته غير مبالين بعطش او تعب او جفاف ريق.. فراحوا يمطرون المواطنين بالاسئلة الساذجة والمستفزة .. وقد صادف اني كنت من هؤلاء الناس الذين ضيقت عليهم المفارز الامنية المرور وبلغت اجراءات التفتيش من التعقيد ان قارب وقت الفطور والسيارات صف طويل لاينتهي ولايتحرك واذا كانت الرحمة هي اساس العدل فلماذا لم تتحرك مشاعر القائمين على التفتيش وهم يرون المواطن الصائم الذي لاحول له ولا قوة يستنزف آخر ماتبقى له من صبر خصوصا ان المؤذن أذن والافطار وجب والمحال اغلقت ابوابها والشارع خلا من المارة .. والجميل والمؤثر في الامر ان اصحاب البيوت من سكنة هذه المناطق الذين اتهمهم البعض في الزمن الذي ولى بالعمالة والايواء قاموا بحملة انسانية ليست غريبة على العراقيين الاصلاء والشرفاء اذ راحوا يوزعون الماء والتمر واللبن والفواكه على اصحاب السيارات المتوقفة في مشهد جميل ورسالة لكل من يتهم العراقيين بالطائفية والاحتراب ان العراقي للعراقي ظهير بالحق والرحمة. وقد افطرالصائمون وافطرت انا في الشارع بجوار مفرزة امنية تحدونا الآمال بأن تنتهي هذه الازمة التي عكرت صفو هذا الشهر الفضيل وان يغلق الملف الامني وان تزال الصبات والمفارز وان لايسأل المواطن (منين رايح ومنين جاي) وان يديم الله علينا مواقف الوئام والتلاحم، كما دعونا الله ان يمن على القائمين على التفتيش بالفراسة والحس الامني كي يجيدوا التفريق بين العراقي الاصيل والدخيل، كما نتمنى من قياداتنا الامنية مراجعة مجمل الملف الامني والوقوف على اسباب الخروقات وعلاجها الناجع وأن لاتكتفي بالتصريحات وتفسير الماء بعد الجهد بالماء، والأمر والادهى ياقرائي انه في نفس اليوم فجر ارهابي بجبيرته جامع ام القرى في الغزالية والمسلسل قائم والرسائل تترى .. ولأجل كل ماحدث ويحدث وسيحدث يحق للمواطن ان لايثق برموزه السياسية وقياداته الامنية وأن يصفهم بحق (أسود غاب لا نيوب لهم) وسلامتكم.
#هدير_هادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ليس كل من أثار العجاج عنترا
-
ضحك ولعب وجد وحب
-
لبعض الحمير حظوظ !
-
البعض يفضلها بدينة
-
دعوة للفرح
المزيد.....
-
الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة
...
-
الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد
...
-
الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي
...
-
الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
-
هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست
...
-
صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي
...
-
الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
-
-الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
-
ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر
...
-
الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|