أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - في الذكرى الأولى لرحيلهأبو علي مصطفى باق وأن غابت طلته..















المزيد.....

في الذكرى الأولى لرحيلهأبو علي مصطفى باق وأن غابت طلته..


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 234 - 2002 / 8 / 30 - 03:10
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 

بعد عام من رحيل القائد الفلسطيني الكبير أبو علي مصطفى, لم تتراجع حدة الانتفاضة بل زادت توهجا وعنفوانا ومقاومة. ومع رحيله المأساوي عبر اغتياله وهو في مكتبه في رام الله بواسطة صواريخ موجهة من طائرات الأباتشي الأمريكية الصنع وبقرار من أعلى المستويات السياسية والأمنية والعسكرية الصهيونية، فقدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أمينها العام وقائدها المنتخب وأحد مؤسسيها الأوائل إلى جانب كل من القائدين البارزين الدكتور جورج حبش, حكيم الثورة الفلسطينية المستمرة, والقائد المميز والأصيل الدكتور وديع حداد " أبو هاني".

وقد تنحى حبش بإرادته، لظروفه الصحية، عن منصب الأمانة العامة تاركا لرفاقه في الجبهة اختيار خليفته, وكان الخليفة الشهيد أبو علي مصطفى الذي تولى المنصب عن استحقاق وجدارة، وبأحقية نضالية أهلته لموقع المسؤولية الأولى. أما الدكتور وديع حداد " أبو هاني" فبفضل نهجه الثوري المميز والذي لا يعرف المساومة والمهادنة اعترف العالم بشرعية الحقوق الفلسطينية وبشرعية منظمة التحرير الفلسطينية وبالهوية الوطنية للشعب العربي الفلسطيني، بعد أن كان قبل ذلك في عداد الشعوب المنقرضة كما هو الحال مع قبائل الهنود الحمر في أمريكا الحديثة والسكان الأصليين في استراليا والمحيط. حيث لم يكن أحد يتحدث عن مأساة الفلسطيني ولا حتى يبحث في أسبابها وطرق حلها.

ولد أبو علي مصطفى في قرية عرابة قرب جنين سنة 1937 والتحق بالعمل الفدائي مبكرا حيث ساهم في تأسيس الجبهة الشعبية وفي قيادة جناحها العسكري, وكان من القادة البارزين في منظمة التحرير الفلسطينية وعضوا في لجنتها التنفيذية ومجلسها الوطني, كما كان قائدا محبوبا ومحترما بين رفاقه وبقي كذلك حتى اغتياله يوم 27-8-2001.

لقد كان لعودة الشهيد أثرا كبيرا على ساحة العمل الوطني الفلسطيني خاصة بعد التحولات الكبيرة والخطيرة التي شهدتها الساحة الفلسطينية بعد حرب الخليج الثانية وعاصفة الصحراء ومن ثم عاصفة الانهزام والتسليم باملاءات إسرائيل وأمريكا عبر الموافقة على وقف الانتفاضة الأولى بلا مقابل حقيقي وكذلك التوقيع على إعلان المبادئ في أوسلو ومن ثم ما ترتب على ذلك من اتفاقيات وانعكاسات على الأرض تجسدت بسلب الحقوق الفلسطينية وبتعرية القضية وبدفن الحلم الفلسطيني والكيان الفلسطيني المتمثل بمنظمة التحرير الفلسطينية, وكذلك أمنيات شعب فلسطين في ثلاجة أوسلو الباردة.

يوم عاد أبو علي إلى وطنه فلسطين بعد غياب قصري استمر لمدة 32 عاما تعددت الآراء والمواقف التي رحبت والأخرى التي لم ترحب بعودته من باب أوسلو وبواسطة نهجها المهزوم والمأزوم. فهو من معارضي أوسلو وكذلك الجبهة الشعبية. لقد شكلت تلك العودة صدمة قوية للكثيرين من أعضاء الجبهة الذين لم يقبلوا بها لأنها جاءت من خلال موافقة الاحتلال وبطلب من السلطة المنبثقة عن اتفاقية أوسلو التي رفضتها الجبهة ولازالت ترفضها. أما أبو علي فاعتبر الاتفاقية واقعا سياسيا يجب التعامل معه والعمل من أجل تحسين ظروف التنظيم والساحة الفلسطينية في وجه الاحتلال ومن اجل لجم التجاوزات السياسية والقانونية والأمنية التي تقوم بها الأجهزة المختلفة التابعة للسلطة. وفيما بعد أثبت أبو علي صحة تحليله للأمور وضرورة عودته إلى الوطن الفلسطيني ولو من بوابة أهل أوسلو. فبعد عودته ومجموعة أخرى من القيادات والشخصيات الوطنية الفلسطينية بدأت الساحة السياسية الفلسطينية تستعيد حياتها وأعيد بعض التوازن لحجم القوى الوطنية والمعارضة في صراعها الطبيعي مع نهج السلطة الحاكمة. وهذا قادنا بالتالي إلى تفجر الانتفاضة وعودة الروح الأصيلة لنهج المقاومة ونهاية زمن أوسلو.

من الواضح أن القيادة الإسرائيلية لم تأخذ بحسبانها أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعلى الرغم من تراجعها لازالت تنظيما قويا وفاعلا له قيادته وكوادره وقاعدته الصلبة. هذه القاعدة التي سرعان ما توحدت خلف الجبهة وطالبت القيادة برد موجع ومؤلم وقوي ويناسب الحدث الجلل. وهذا ما كان بالفعل, إذ سرعان ما ترجمت الجبهة تهديداتها القوية بالرد والانتقام لاغتيال زعيمها, فكانت عملية اغتيال الوزير المجرم زئيفي أحد أهم رموز الإرهاب اليهودي العالمي، حيث تمت تصفيته في فندق في القدس. لقد أكدت الجبهة أن باعها أيضا طويلة وان مدرسة وديع حداد وجيفارا غزة وأبو علي مصطفى لازالت قادرة على بعث الحياة من جديد في جسد الثورة المغدورة والمنظمة المغيبة.

كانت عملية تصفية زئيفي بمثابة الضربة القاضية التي وجهت لجبهة أوسلو المنهارة, فانهارت معها كافة الحدود وغابت الخطوط الحمراء والسوداء والصفراء, وقرر شارون ومعه طاقمه الإرهابي إعادة احتلال الأراضي الفلسطينية وتقويض مؤسسات السلطة أو إجبار الأخيرة على القيام باعتقال منفذي عملية اغتيال زئيفي وعلى رأسهم أحمد سعدات الأمين العام الجديد للجبهة. وهذا ما تم فعلا, فقد قامت السلطة باعتقالهم وحبسهم ومحاكمتهم وأكثر من ذلك حاولت اتهامهم بالعمالة والخيانة والعمل لحساب الشين بيت والشاباك.

ثم وبعد حصار مقر الرئيس عرفات في المقاطعة في رام الله قامت السلطة بعقد اتفاقية مع إسرائيل تم خلالها نقلهم إلى سجن أريحا حيث لازالوا مسجونين تحت إشراف وحراسة الأمن الأمريكي والبريطاني. بينما لم تطلب السلطة حتى ولو من باب حفظ ماء الوجه محاسبة قتلة أبو علي مصطفى ومنفذي عشرات عمليات الاغتيال والتصفية التي أودت بحياة عشرات الكوادر من أبناء فلسطين. كما أنها لم تستجب لنداءات ومطالب شعبنا وقواه الحية بإطلاق سراح أبطال عملية الثأر لمصرع الشهيد أبو علي مصطفى, لأن مجرد سجنهم ومحاكمتهم, يعتبر خيانة لدماء الشهداء ووقاحة سياسية تستلزم محاسبة مرتكبيها أمام الرأي العام الشعبي الفلسطيني.

في ذكرى رحيل القائد أبو علي مصطفى نقول لشعبنا إن الدرب طويل ومعقد لكنه قدرنا وخيارنا في زمن الإرهاب الأصولي اليهودي الذي يعيث في بلادنا ظلما وقهرا وموتا. والوفاء لأبي علي وكافة شهداء فلسطين والأمة يكون عبر تواصل الانتفاضة بكل قوة وعدم انتظار العون من أحد لا من العرب ولا من غيرهم. فسواعد أبناء فلسطين التي تقبض على الجمر والحجر هي السواعد التي ستطرد الاحتلال والمستوطنين وستفك أسر الأبطال في المعتقلات الصهيونية وكذلك في سجون السلطة التي لازالت تدير الظهر للرأي العام الفلسطيني وتقبل باللقاءات الأمنية مع العدو وبمرجعية تينيت رئيس السي أي أيه.

أبو علي مصطفى باق معنا وفينا.. باق في حجارة فلسطين ومع أزهار عرابة وجنين, باق رمزا للاستشهاد والمقاومة والعطاء في زمن السفهاء..

*الكاتب فلسطيني يقيم في العاصمة النرويجية "أوسلو".



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ناجي العلي والمقام العالي..
- تموز 1987 ناجي العلي المقام العالي
- الصهيونية شكل من أشكال العنصرية, مع سبق الإصرار..


المزيد.....




- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - في الذكرى الأولى لرحيلهأبو علي مصطفى باق وأن غابت طلته..