|
الفرق الضالة..............سياسيا
نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..
(Nedal Naisseh)
الحوار المتمدن-العدد: 1035 - 2004 / 12 / 2 - 07:36
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
من يتابع هذا السيرك العربي المتواصل بعروضه المضحكة والمبكية والمفجعة والكارثية احيانا يدرك تماما كم يكتنز من الغدر والخيانة والتامر والمكر والخديعة والطعن في الظهور وكيف اصبحت ميثولوجيا الدم النازف جزءا من عقله الباطن والظاهر الذي اصيب بتشوهات مستديمة جماعية شاملة تتطلب تدخل منظمة الصحة العالمية WHO المعنية مباشرة بهكذا كوارث بيئية وعاهات نفسية وابادة فكرية. مجتمعات وشعوب ادمنت ثقاقة الاقصاء وفكر الالغاء وسلوك الاستئصال حتى اضحى جزءا من شخصيتها وعقليات تحرم الحوار والنقاش والراي الاخر وادمنت الاستئصال والاستبدادكمنهج وطريق حياة . وفي هذا الحديث عن الفئات الضالة سيتم التطرق الى الفئات التي ضلت السبيل والهدى السياسي السلطوي وخرجت عن مزاج الحاكم الاوحد والتي كانت في يوم من الايام الحمل الوديع في الحضن الدافىء وليست تلك التي وردت في الحديث الشريف عن الاثنتين وسبعين فرقةالتي ذكرها الرسول الكريم والتي اعتمد عليها التكفيريون فيما بعد في نشر مبادىء الاقصاء. فبعيدا عن تحليل وتفسير الفئات الضالة في الاسلام لاننا لسنا هنا بصدد اجترار الماضي وماسيه المرعبة فالقصة معروفة للجميع ومن اراد ان يتعرف على الفئات الضالة في الاسلام ماعليه سوىان يتفضل بزيارة تلك الموائد الالكترونية العامرة بما" لذ و طاب" عن الفئات الضالة وتعدادها وتاريخ نشاتها والدعوة مجانية والدخول للجميع وكل ذلك يتحقق ب"دوبل كليك" فقط من فأرتك الانترنتية التي اخترعها ذلك المشاغب بيل غيت. وبما انني لا اضع اية عمامة من اي لون ولم اغط رأسي يوما ما ولا حتى بقبعة كاوبوي امريكية فانني لن أحاول الغوص في موضوع الفئات الدينية الضالة الشائك والمثير للجدل وسنترك الامر لاصحاب الشان واهل مكة ادرى بشعابها.وسيتم التركيزعلى الفئات الضالة سياسيا تلك الفئات الملعونة قوميا والمفصولة حزبيا والمعزولة سلطويا والتي انكرت النعمة وهي غير موجودة سوى في قمعستان حيث تتوالد الفئات الضالة سياسيا بكثرة عجزت كل الموسوعات والقواميس عن احتوائها واللحاق بها.وان تهم التخوين والانحراف والخروج من الملة السلطوية جاهزة ويوجد ملفات اتهام لاناس لم يولدوا بعد كل ذلك بفضل العبقرية الامنية وادراك البعد التامري والمؤمراتي الاستراتيجي لحماة الشموليات البررة . وتهمة الفئات السياسية الضالة عادلة وديمقراطية وشاملة لكافة فئات الشعب واي واحد من الرعايا مرشح لان يكون عضو شرف فيها. وهي تضم بين جنباتها رؤساء سابقين ورؤساء وزراء ووزراء وجنرالات وضباط وجنود وطلاب وعمال ومثقفين وشرائح اجتماعية واسعة تجرأت وخرجت عن الارادة السامية والطاعة لفرقة الباب العالي الناجية سلطويا وضلت ذاك الطريق القويم والسديد وغالبا ما يكون اصحاب هذه الفرق الضالة بعد الفحص والتدقيق والتفتيش من المجانين والمختلين عقليا والذين اصاب ادمغتهم الخرف الاصلاحي والتنويري والمصابين بلوثة ضمير فجائية ولديهم فيروس الانحراف السياسي وطبعا تنشر نتائج هذه الفحوص المحايدة على الملأ بشفافية عالية هذا اذا كتب لاصحاب هذه الفئة المذمومة الحياة بعد انكشاف هرطقتها وزندقتها واذا لم يكن قد طبق عليها سلفا حد الردة السياسية عن ملة السلطان.والكل يتذكر ذلك الصنم القومجي المعبود البائد الذي ذهب ابعد من القتل وهو الوأد السياسي اذ كان يقتل مشاريع المعارضة في مهدها حيث كان يبقر بيده بطون نساء معارضيه في واحدة من غرائب البدع الشمولية وقد شملت هذه التصفيات احفاده انفسهم وقد شهد العالم مهرجان التصفية الدامي المؤلم هذا على الهواء مباشرة. وغالبا ما كانت يجرد هؤلاء الخوارج من كل مكاسبهم حتى ملابسهم الداخلية في الزنازين الباردة بعد ان كانت تنعم بالعز والجاه في قصر السلطان.وهناك فئات تربت وترعرعت في حضن وعلى موائد الفرق الناجية سياسيا مالبثت بين ليلة وضحاها ان اصبحت من الفرق الضالة......سياسيا واصبح نبأ قتل احد الضالين عنوانا رئيسيا في ماكينة الاعلام الناجية اعلاميا ايضا. وذاك الذي كان يعتقد بانه قط تبين فيما بعد انه حوتا ماليا واخرج من ملة السلطة بشكل درامي وماساوي. وكلنا نتذكر ذلك الفيلسوف الكاريزمي والاكاديمي الظلامي المتفوه والذي كان عرابا وزعيما روحيا لفئة شمولية عسكرية اصبحت من الفرقة الناجية سياسيا بعد الوثوب الفجائي الى القصر الرئاسي في ليلة ليلاء ولكن بعد الاختلاف على الغنيمة والبقرة الهزيلة التي لم تعد تحلب سوى الدم والوان الموت الاخرى صدرت فتوى شمولية استئصالية بتخوينه والحاقه مع الفئات الاخرى الضالة سياسيا في اقبية الفرقة الناجية سياسيا. وقد ذهب احدهم الى حد وصف بعض الخارجين عن ملته الثورية الاممية بالكلاب الضالة التي خرجت عن ذلك القطيع الثورجي الفضائحي العجيب وامر بقتلهم واصطيادهم الواحد تلو الاخر في العواصم الاوروبية فيما يقبع عدد كبير من المارقين سياسيا في سجون شموليات الاستبداد الاخرى الاشهر من نار على علم. وهناك ضالون ومارقون اقتصاديا واعلاميا وادبيا وفنيا وثقافيا وعلميا وكل من لاينضم الى حزب السلطان وملته السياسية يصبح من الخوارج في السياسة ويحل عله الغضب الساطع. وكل من خرج عن طاعة الحاكم الاوحد والزعيم الملهم الذي لا ياتيه الباطل لامن خلفه ولا من امامه ولا من بين يديه يصبح كافرا وملحدا قوميا. وهاانا اتابع اخبار العالم بلغاته الحية منذ عقود ومن قنواته البارعة وصحفه الواسعة الانتشار ومواقعه الاليكترونية الانيقة فلم اسمع عن وجود معتقلي للراي والضمير بهذا الشكل الفضائحي المخزي او شبيها لعمليات الابادة الجماعية السياسية الشاملة والتطهير الفكري والعقلي كما نراه ونسمع عنه في قمعستان.وعندما عرض مايكل مور فيلمه الاشهر فهرنهايت11 منتقدا وبالفم الملآن جورج بوش وسياساته ان في العراق او على الصعيد العالمي, تساءلت في نفسي ماذا لو قام احدهم باخراج فيلم بهذا الشكل لاحد الرموز الشمولية في قمعستان ماذا كان سيحدث له ولماذا لم يبعث جورج بوش دورية مخابرات وكتيبة من المغاوير الاشاوس لتعتقل هذا المرتد والزنديق والمارق سياسيا مايكل مور وتزج به في احد اقبيتها معلنة النصرالمبين والفتح الكبير والهزيمة النكراء لاحد عقولها العبقرية والفذة؟ وكيف انسحب كيري برسالة شكرقصيرة دون ان يخون ويكفر بوش وطنيا؟ولماذا لم يعتقل اثنار ثاباتيرو ويزج به في السجن قبل ان يسلبه المزرعة الاسبانية الحلوب؟ وكيف صافح كول بطل المانيا القومي في القرن العشرين وموحدها مع شرويدر" ببلاهة وغباء" وهو يغادر البوندستاغ حلبة النزال الوحيدة لهذه الامم الراقية؟ ولماذا تترجل تلك القوافل الطويلة من السياسيين المخضرمين من على صهوة الحكم وكراسيها المغرية في اعرق الديمقراطيات والامم صاغرة طائعة بود وأدب جم امام رغبات وامزجة الناخبين مكتفية باعلان اعتذار من على منبر متواضع ودون ضجيج يذكر او مهرجانات تاييد هوجاء وموالات ومبايعات بالسيوف والدماء وملوحة بايديها بوداع رومانسي بسيط وهادىء و مؤثر؟ والان وبعد هذا العرض الموجز للفئات الضالة والناجية سياسيا وكيف يتم تبادل الادوار والمواقع احيانا وكيف تكرس ثقافة الالغاء والاقصاء متوالية لامنتهية من التخوين والتخوين المضاد والرغبة بالانتقام وبرغم العبر والدروس والمواعظ فان احدا لا يريد ان يتعلم لغة التسامح والحوار مع الجميع وهي الكفيلة بالا يبقى فرقا ضالة واخرى ناجية سياسيا. وقد جرت العادة ان تخرج هذه من تلك والعكس بالعكس وبات واضحا ايضا انه لايوجد فرقة ناجية سياسيا دائما وانها ستصبح فرقة ضالة في يوم ما . انها الفرق السياسية..............فاحذروها.
نضال نعيسة كاتب وصحفي سوري
#نضال_نعيسة (هاشتاغ)
Nedal_Naisseh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
2-2العلمانية والجهل
-
شموليات القهر الجاهلية في الالفية الثالثة
-
مثلثات الموت القادمة
-
اوهام الاصلاح المستحيلة
-
العلمانية والجهل
-
مجتمعات الاقصاء الشامل
-
وعاظ السلاطين وبيان الليبراليين
المزيد.....
-
هل يمكن أن يعتقل فعلا؟ غالانت يزور واشنطن بعد إصدار -الجنائي
...
-
هيت .. إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم
-
ما هي حركة -حباد- التي قتل مبعوثها في الإمارات؟
-
محمد صلاح -محبط- بسبب عدم تلقي عرض من ليفربول ويعلن أن -الرح
...
-
إيران تنفي مسؤوليتها عن مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات
-
سيدة من بين 10 نساء تتعرض للعنف في بلجيكا
-
الدوري الإنكليزي: ثنائية محمد صلاح تبعد ليفربول في الصدارة
-
تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وقتال عنيف
...
-
هل باتت الحكومة الفرنسية على وشك السقوط؟
-
نتنياهو يوافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. هل تصعيد
...
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|