عادل الخياط
الحوار المتمدن-العدد: 3476 - 2011 / 9 / 4 - 12:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هناك حكيم متقاعد ذات سمة تكرارية مملة ومقززة تقول : " نعود ونكرر , أو اسلفنا سابقا , أو كررنا مرارا وتكرارا , تضيف لها إستشهادات مملة على ذات الوتيرة : قال العلامة علي الوردي عن ناس حوض النهرين إنهم ذات سمات مميزة , كيف تملكتهم تلك المميزات ؟ والرد هو : لا جواب ! مع ان المنطق يقول : أن ثمة بشر في شرق الصين أو أية بقعة من الأرض يحتملون نفس الصفات .. !! ولكون علي الوردي حسب ما أظن انه من النوع السلس والبسيط في تناوله للمعرفة من منطلق عدم الحدية والتي هي بالتـأكيد أحد صفات أو سمات صاحب المعرفة الحقيقي وليس المتنطع , فأعتقد إنه سيقول : من يعتقد ان ما تفوهت به هو بمثابة فسخ مُقدس فهو واهم وجاهل ومتخلف حتى آخر العنقود , وببساطة لأن، الأطلاق توصيف يلغي طبيعة الأشياء , نعم , المطلق في الرياضايات 1+1 = 2 , وفي الفيزياء : أن المادة لا تُفنى ولا تُستحدث , أما توصيفات العلوم الإنسانية تظل فرضيات قابلة للمخاض .. وبذلك فإن رد الوردي سوف يدمغ أي متنطع يستشهد بأقواله بنَفَسٍ غير طبيعي , بمعنى : إستشهد بالعالم الفلاني والعلاني لكن لا تضعه سكينا فاصلا للحقيقة المطلقة وعلى الأخص فيما يخص العلوم الإنسانية , كونها مُتموجة وليس فيها ثوابت يقينية , أما الحكيم المتقاعد - حديث الموضوع - فإنه عن جهل مطلق وإنتهازية لا ينفك عن تكرار تلك الإستشهادات السمجة , وبالطبع إذا كان لاينفك عن كل ذلك فسوف تتراكم سماجة التكرار لتغدو العملية بمجملها عبارة عن فكاهة مثيرة تعجز قبالتها مفردات الرصد الفكاهي !!
والمقدمة لا تلغي اللعنة , وهل ثمة لعنة اشد إيغالا من لعنة العراق والذي يحدث في هذا الدوار الجهنمي ,بمعنى سوف نضع صاحب التكرار الممل قبالة حقيقة موضوعية ملموسة لنر مدى ردات الفعل عنده إزاء تلك الحقائق , مع يقيننا انه من النوع الأنتهازي المحض في الإرتماء في محور السلك الحاكم المتنفذ ولا أمل في إنعتاقه من ذلك الشرك ..
ومحور جهنم سنضعه على هكذا إستنساخ : يقول أياد علاوي رئيس القائمة العراقية , يقول أو قال ذات مرة : أخشى أن يتحول العراق إلى دولة فاشلة !
بغض النظر عن النمونة الأخلاقية عن التكوينات السياسية المتنفذة الآن في العراق , لنرصد البعد المعياري , او الكفاءة السياسية لذلك اللفيف . ومن هذا
تستطيع القول عن أياد علاوي السياسي , إنه أكثر تطورا من رعيل السياسيين الإسلاميين في العراق الراهن , تصعد تنزل فسوف تظل المقارنة قابلة لترجيح علاوي وبدرجات على بقية الرعيل الإسلامي , جميع الرعيل الإسلامي ( حزب دعوة ومجلس أعلى وصدريين وغيرهم ) إضافة لخبرته السياسية , ومع ذلك فقد خانته تلك الخبرة في دقة التوصيف , فقد كان المفروض به أن لا يقول ذلك , كان المفروض أن يقول : أن العراق بالفعل قد أصبح دولة فاشلة وليس توقعا أو قاب قوسين ؟ , كان المفترض أن يسأل نفسه : ما هي إيحاءات الدولة الفاشلة , ما هي ثوابت الدولة الفاشلة ؟ والمحتمل ان احد اعضاء العراقية كان أشد إيضاحا أو إدراكا من مسؤوله , فلقد قال ضمن أحد اللقاءات الصحفية ما معناه : ان الفساد في مؤسسات الدولة العراقية قد أصبح حالة , أو على وشك أن يصير تكوينا من الصعب السيطرة عليه حتى مع تغير الحكومات , فهو يمتد في كيان الدولة مع مافيات اشد انضباطا من كل المافيات التي نقرأ عنها في خيالات الأدب المافيوي ! والمعنى انه حتى مع تغير الحكومات يصعب تغيير او الإطاحة بمنظومة الفساد !!
وعلى اي حال فقد كان كلام اياد علاوي مثيرا حقا حول عدم معرفته بمميزات الدولة الفاشلة.. ولا ضير في عدم معرفة السياسي او انه يتغاضى , وربما هناك اشياء لسنا بصدد إستدراكها عن السلوك العام لكننا سننقل إستنساخا مفيدا سينطبق على الدولة العراقية الحالية لنر مدى تطابق الحالة .. ما معناه نريد أن نؤكد هل نحن من ضمن سليقة التكوين التي تفصح بصراحة وتلقائية وحرص عن مصير هذا البلد : بلد النفط والنار والعاهات , أم اللصوص والمدافعين عن تلك اللصوصية - وتلك حقيقة نظل نهرج بها - أننا سوف نظل نذم بلا رحمة لفيف الإنتهازين , كتاب السلطات المتناوبة على على هذا البلد - !
سننقل نصا يثير الإهتمام عن ظواهر الدولة الفاشلة , نص أو ليس نصا , إنما تعقيب لأحد ما نسخناه من أحد المواقع ووقع على الهوى والمراد , والنص يقول الآتي :
" مسلسل : 9 / الراسل : سعدات جميل / الدولة : - - - -
تاريخ التعليق : الجمعة , 14 - 8 - 2009 الساعة : 2:47 صباحاً
--------------------------------------------------------------------------------
التقرير كامل
صنفت مجلة السياسة الخارجية الأمريكية اليمن واريتريا بين الدول الفاشلة التي
تمثل خطرا قادما على العالم من حولها في ما تراجعت إيران إلى الرقم 11 في
قائمة الدول الفاشلة دون أن يتراجع خطرها وقبلها مباشرة باكستان. كما تشمل
القائمة كل من السودان التي جاءت ثانية بعد الصومال، فيما حل العراق في المركز
الخامس.
كما شملت قائمة الفاشلين سورية ومصر ولبنان الذي احتل المرتبة 18 بعد كوريا
الشمالية مباشرة وفي حين تحتل الصومال الرقم الأول بين الدول الفاشلة فان
خطرها ليس كخطر كوريا الشمالية التي تحتل المرتبة 17 في قائمة الفشل الدولي.
جاءت هذه التصنيفات في عدد مجلة السياسة الخارجية الأمريكية الذي يغطي "يوليو
- تموز الحالي وشهر اغسطس - آب القادم" وتشرح المجلة المقاييس المعتمدة للدول
الفاشلة ومنها عجزها عن تأمين الأمن والغذاء لسكانها وعدم قدرتها على استغلال
التنوع الاثني لسكانها إضافة إلى فشلها في إدارة سياسات اجتماعية واقتصادية.
والسؤال الأساسي هو لماذا تحتل ثلاث دول عربية المراكز الأولى في قائمة الدول
الفاشلة ؟ ولماذا تأتي بعدها أربع دول عربية أخرى تدعي العراقة المدنية ؟
التقرير التالي يوضح الأسباب وقواعد الاختيار
منذ عام 2005 تصدر مجلة السياسة الخارجية (Foreign Policy) مقياسها السنوي
للدول الفاشلة (ailed State )، وهو ثمرة جهد مشترك بين المجلة مع صندوق السلام
The Fund For Peace. وفي عددها الأخير الصادر عن شهري يوليو/ أغسطس أصدرت
المجلة تقريرها السنوي الخامس عن الدول الفاشلة Index of failed states.
فلسفة المقياس
يتم تعريف "الدول الفاشلة" على أنها تلك الدولة التي لا تستطيع القيام
بالوظائف الأساسية المنوطة بها (توفير الأمن، تقديم الخدمات العامة، إدارة
آليات السوق، الإدارة الكفء للتنوع الاجتماعي في الداخل بل وتوظيفه)، بالإضافة
إلى معاناة مؤسساتها من الضعف الهيكلي والوظيفي. باختصار هي الدولة غير
القادرة على القيام بمسئولياتها السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية
على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. وتزداد خطورة هذه الدول مع ازدياد
حدة الأزمات لأن الدولة الفاشلة غير مهيأة لمواجهة المستجدات والمخاطر
الداخلية والخارجية، تلك الأزمات التي تبرز عوامل "الفشل" الكامنة في الدولة،
وتزيد من احتمالات تحول هذه الدولة إلى تهديد للسلام والاستقرار الدوليين.
يرتب المقياس 177 دولة حسب درجة إخفاقها في أداء وظائفها. ويعتمد التصنيف على
تحديد مؤشرات سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية قابلة للقياس الكمي تُعبر عن
وضع الدول في هذه المجالات. كما تعبر تلك المؤشرات عن كفاءة أداء ووظيفية نظام
الحكم القائم وقدرته على القيام بالمهام المنوطة بالدولة، بحيث تعكس النتائج
الإجمالية لهذه المؤشرات درجة فشل الدولة، لتصبح أعلى الدول حصولا على النقاط
هي الأكثر فشلاً والتي تحصل على رقم (1) في القائمة، وهكذا تنازليًّا حسب
مجموع النقاط وصولاً إلى أكثر الدول استقرارًا في نهاية القائمة صاحبة الترتيب
الأخير رقم (177). وتعتمد النتائج الصادرة على أكثر من 30.000 مصدر متاح
للمعلومات عن الدول.
لا يتم تصنيف الدول الفاشلة بشكل ترتيبي كمي فقط، حسب مجموع نقاطها الدالة على
الفشل، ولكن يُوزع المقياس الدولي إلى فئات بحسب درجة تهديد الدول للاستقرار
والسلام الدولي، بحيث تبدأ بالفئات بالأشد خطورة؛ وهي فئة الدول الخطرة
Critical وتليها فئة الدول المعرضة للخطر In Danger، ثم الدول المتاخمة للخطر
Border line ثم المستقرة Stable والفئة الخامسة هي الدول الأكثر استقرارًا
Most Stable. وتجدر الإشارة إلى أن الموقع الإلكتروني صندوق السلام يضع
تقسيمات فرعية مختلفة للدول الفاشلة من حيث العدد ومن حيث المسمى، هي: منذرة
بالخطر، معتدلة ومستقرة.
ويأتي المقياس هذا العام في ظل اندلاع أزمة مالية عالمية أثرت تأثيرًا بالغًا
على الدول المتقدمة ذات المؤسسات القوية، والتي كان لها تداعياتها الثقيلة على
الدول الضعيفة والأكثر ميلاً للفشل. ذلك الأمر الذي أثر بشكل كبير على ترتيب
الدول وحصول بعضها على نقاط نقلتها إلى ترتيب أكثر خطورة. وبتفسير كمي أثقلت
كفة المؤشرات الاقتصادية السلبية بما قدمها على أنها أكثر فشلاً. ومن أكثر
المفاجآت التي أثارها التقرير هذا العام هو تدهور وضع عدد من الدول بحيث تراجع
ترتيبها على المقياس مثل جورجيا، في حين تحسنت أوضاع دول أخرى بحيث أصبحت أقل
فشلاً. "
ووفق هذا التقرير سوف تطرح الكثير من الأسئلة عن حالة العراق , ليس لكونه صُنف ضمن المركز الخامس لتلك الدول الفاشلة , إنما ضمن التحليل الميداني للمواصفات التي اشار لها التقرير : الفساد والإثنية والطائفية والخطورة والأمن والفقر والجهل السلطوي وعدم المركزية والتحايل على فقرات الدستور ..
وعلى كل ذلك يتبادر السؤال عن المدى الذي يستطيع به سياسيو العراق الجدد على الحد من كل تلك التداعيات ؟ والأفق يقول سوف لن يكن بمقدور هؤلاء الجدد على خلق عالم أفضل , لأنهم ببساطة يحتملون نفس عقلية السابقين , بل ربما أشد طائفية وإثنية من السابقين , فلم نشهد تصفية للصابئة واليزيدية والمسيحيين مثلما نشهده الآن , فقد كنا في زمن صدام حسين نأكل معهم في ماعون واحد , وتلك حقيقة لا علاقة لها بتمجيد صدام وربعه , نعم ربما نظام صدام مارس طائفية على مستوى مؤسسات الدولة , لكنها لا ترقى لما تمارسه إيران وأتباعها في العراق اليوم .. فأي فشل أكبر من هذا ليقول لنا مسؤول العراقية أياد علاوي : أخشى أي يتحول العراق إلى دولة فاشلة ؟!
#عادل_الخياط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟