أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - من عالم إلى أخر 10














المزيد.....

من عالم إلى أخر 10


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3476 - 2011 / 9 / 4 - 11:33
المحور: سيرة ذاتية
    



(أريد لحظةً في الزمان
أكون فيها أكبر مما تُقتُ اليه
وتكون فيها أحلامي.. كلها..
على مرمى دقة قلب
وتعود الإجابات.. كلها.. إليَّ وحدي
هبني لحظة في الزمان
أسابقُ فيها المصير
عندها.. في تلكم اللحظة لا غير
سأحسُّ بالأبدية)*

سأعود ‪ مجددا إلى أحاديثي التى جرت مع والدي علي ضوء ما ذكرته في الحلقة 3 من هذه السلسلة: المشهد الأتي يروى ما حدث في إجتماع رسمي عُقِدَ في مكتب محافظ أربيل، كان الأجتماع برئاسة نائب رئيس مجلس قيادة الثورة عزة الدوري، حضره: رئيسا المجلسين التشريعي والتنفيذي لمنطقة الحكم الذاتي، عدد من الأمناء العامين، رؤساء الدوائر الأمنية ، رؤساء بعض الدوائر المدنية ومراسل لوكالة الأنباء العراقية. إسترسل النائب في الكلام ذات النغمة الحزبية المألوفة، وأكد على أن الهدف من حضوره هو الوقوف على المشاكل والمعوقات، طلب من الجميع أن ينقلوا إليه الصورة بأمانة، و ما يرونه بحاجة إلى تدخل القيادة. ولم يكن الطابع (الصوفي) غائبا عن كلامه أيضا. ثم بدأ ينقل بنظره، ببطء، بين الحاضرين في الأجتماع مبتدأ من الجالسين على يمينه واحدا بعد الأخر موحيا بأنه ينتظر من يُريد أن يتكلم. عندما لم يجد منهم من يفعل ذلك، حول وجهه باتجاه اليسار، وعندما وصلني الدور (كنت جالسا قبل الأخير) رفعت يدى للأستئذان بالكلام وقلت:

ــ فلان إبن فلان مدير بلديات محافظة أربيل. لدينا مشكلة كبيرة في كويسنجق، إنها محرومة من المشاريع الجديدة ........
النائب: هل الموضوع يتعلق بالتخصيصات المالية؟
ـــ لا، السبب يعود إلى عدم إمكان تخصيص الأراضى للمشاريع..
النائب: ما هو المانع ؟
ـــ عدم تصديق التصميم الأساسي المعد للمدينة منذ سنوات، كلما نفاتح هيئة التخطيط العمرانى بصد د الموضوع يأ تينا الجواب بصيغة (لم تحصل الموافقة على التصميم) دون ذكر الأسباب لمعالجتها.
النائب: ماذا يكون السبب في تقديرك؟
ـــ في تقديري الحركات العسكرية تُمانع..
النائب: لماذا؟
ـــ لم تُوضِحْ الأمرلنا أية جهة.
النائب: في نظرك؟
ــــ لقد بنوا، في السنوات الأخيرة، قلعة عسكرية كبيرة داخل حدود بلدية كويسنجق، قد يريدون نقل المدينة إلى مكان أخر بهدف تحقيق الضوابط الموجودة حول حتمية وجود فراغ تمتد لعدة كيلومترات على الأقل لفصل المعسكرات عن المدن ، لا أدرى كيف تُنقل المدن، إنها لا تقتصر على الأبنية والشوارع، وماذا عن التأريخ والوشائج التي بنتها المدينة مع ماتحيط بها من قُرى على مر الدهور ، كما وإن ظاهرة تلاصق المعكسرات مع المدن ظاهرة طبيعية وموجودة في مختلف أرجاء المحافظة.
النائب: هل أنت مدير بلديات أو مُخرب؟
ــــ مدير بلديات، أُستاذ..
النائب: لا، أنت مخرب وتستحق الأعدام.....

في هذا الأثناء تدخل الأمين العام للصحة والشؤون الأجتماعية وقال : كلامه غير دقيق سيدى، نحن نبني الأن مركز صحي في كويسنجق...وتكلم بعده معاون المحافظ مباشرة وقال : نحن، في الأدارة المحلية كذلك، باشرنا ببناء قسم داخلي هناك قبل فترة قصيرة سيدي.
النائب : فهموا الأ فندي! دار وجهه نحوي مجددا، موجها كلامه لي مباشرة: أنا متأكد بعد أن تُغادر هذا المكان تتوجه مباشرة إلى حيث يوجد المخربون وتبدأ بالبكاء أمامهم وتمسح دموعك بمنديل أبيض وتقول.....ولكننا أحرص منكم على الأكراد.........................................................................

وإستمر بالكلام على هذا المنوال المُمِل إلى أن أعطاه عبدالله فاضل إشارة ما بحركة من يده، كما لا حظت، حيث كانا جالسين خلف مكتب المحافظ، وذلك بعد حوالي ثمانية دقائق من الأنفعال، حيث كانت ساعة حائط معلقة على الجدار، كنت أشغل نفسي بحركة عقرب الثواني فيها بشكل لا إرادي من دون أنبس بكلمة إضافية، ربما لتحاشي تلاقي النظرات مع النائب مكتفيا بمراقبة الوضع بطرف من عينى. وكان عبدالله فاضل يتأمل في ملامحى وجهي عندما كان النائب يُوجه كلامه العنيف لي، حيث كان جالسا إلى يسار النائب، بينه وبين الحائط على كرسي واطئ نسبيا، كان النائب متكئا بمرفقيه على المكتب طوال الأجتماع. عندها حول النائب وجهه باتجاه الطرف الأخر وأخذ يوجه الأنتقاد الشديد (للكبار) يمكن إختصاره بعبارة مختصرة : لو تكلمتم أنتم لما وجد هذا الموظف الصغير الفرصة ليتكلم.......الجميع كانوا صامتين وساكنين كالحجر . ثم قال: قبل أن أنهي كلامي أرجع إلى موضوع السيد مدير البلديات. وبدأ بتوجيه الكلام لي قائلا: إنك قد لا تعلم بأنني مسؤول التنظيم الداخلي في القطر وإنني أعرف ما يحدث في هذه المحافظة قبل أن يصل الخبر إلى هؤلاء(مشيرا إلى المحافظ و رؤساء الدوائر الأمنية) في أربيل وقبل أن يصل الخبر إلى (السيد الرئيس) في بغداد أيضا، الكلام الذي قلتَه كله صحيح، رغم توقعي بأن يُدافع عنك المحافظة كلها، لكنني أتهمك بالتقصير في فهم مبادئ الحزب والثورة، وسأرسل لجنة للتحقيق في كل ما قلته. عندها قام من مكانه وأنهى الأجتماع. وودعَ من قبل (نخبة) من الحاضرين في الأجتماع.
حال مغادرة البقية لغرفة المحافظ إلتقيت ب(محمدأمين شمديني)، كان أمينا عاما للداخلية، و يبدو عليه علامات عدم الأرتياح وقال لي بصوت سمعه الأخرون: كل واحد منا في قلبه أكثر مما هو فى قلبك ولكن من لديه مثل هذه الجرأة!
يتبع

*مقطع من أغنية : (لحظة فى الزمان) للمغنية الأمريكية وتني هيوستن ترجمة الد كتور ماجد الحيدر

http://www.youtube.com/watch?v=tYFHAvULvJ0&feature=related

بالأمكان الأطلاع عل الترجمة الكاملة للأغنية و مشاهدة نسخة أخرى منها وهي تُعبرعن الوجه الأخر(المؤلم) للحياة ، إنها جديرة بالمشاهدة على الرابط :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=273625



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من عالم إلى أخر 9/5
- من عالم إلى أخر9 /4
- من عالم إاى أخر 9/3
- من عالم إلى إخر 9/2
- من عالم إلى أخر 9/1
- من عالم إلى أخر9
- من عالم إلى أخر 8
- كان لدينا من أمثالهم أيضا!
- من عالم إلى أخر 7
- من عالم إلى أخر 6
- عندما تُفاجئ نملة صغيرة فيلا عملاقا لا يتأمل إلا في ظّله!
- ثلاثة أسئلة تنتظر الأجابة من البروفيسور كاظم حبيب
- من عالم إلى أخر 5
- من عالم إلى أخر4
- من عالم إلى أخر 3
- من عالم إلى أخر 2
- من عالَم إلى أخر 1
- لقد طرق بابي حامل الرسالة حمد (الأخيرة)
- لقد طرق بابي حامل الرسالة حمد 3
- لقد طرق بابي حامل الرسالة حمد 2


المزيد.....




- عزيز الشافعي يدعم شيرين ويوضح موقفه من إصدار أغنيتها الجديدت ...
- أمريكا تجدد دعوتها لسوريا للإفراج عن الصحفي -المختطف- أوستن ...
- قصف مدفعي إسرائيلي من العيار الثقيل يستهدف مجرى نهر الليطاني ...
- متهم بالعمالة للحكومة المصرية يتوصل لصفقة مع السلطات الأميرك ...
- في ختام اليوم 313 للحرب على غزة.. آحدث تفاصيل الوضع الميداني ...
- مصراتة الليبية تعلن إعادة تفعيل المجلس العسكري ردا على نقل ص ...
- السلطات الفرنسية تمنع دخول الفرقاطة الروسية -شتاندارت- موانئ ...
- العاصفة إرنستو تضرب بورتوريكو وسط تحذيرات من تحولها إلى إعصا ...
- ماكرون يعلن مقتل طيارين فرنسيين جراء تصادم مقاتلتي -رافال-
- -حزب الله- ينشر ملخص عملياته ضد مواقع وانتشار الجيش الإسرائي ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - من عالم إلى أخر 10