الراحل الجميل عبد الرحمن النعيمي

علي الشرقاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3476 - 2011 / 9 / 3 - 10:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

النعيميُ
كلامُ الريحِ في زنزانةِ الوقتِ
و تاريخُ المسافات
و أحلام بذورِ الحبِ في أفقِ الشجرْ
النعيميُ
أياديه نهاراتُ المنافي
وخلاياهُ عراجينُ القمرْ
النعيميُ
صريحٌ كالمرايا
وفصيحٌ مثلما الفعلُ الذي حرّكَ أشواقً النهرْ
للزغاريد وعيد البدء للقمةِ من ليلِ الحفرْ
معه كنا تغني
عن صدى حمرين
عن تين البراكين
وعن فرحةِ فلاحين بالعزفِ على لحنِ ظفارْ
معه كنا نعيد الضوء للذبذبة الأولى
و للحلمِ الجماعي الذي غطته في الماءِ الأوالي
مساميرُ مئات الأسئلةْ
النعيميُ صلاةُ السنبلةْ
للفضاءات التي تهبطُ من شمعةِ آذارٍ
لتروي حارة الحورة باللحنِ العمانيِ
وبالغيمات تنمو في زواياها
رياحين بريد الكهرباء
من ترى يذكر في البحرين ما كانت عليه الكهرباء ؟
النعيميُ صباحُ الحبِ
قد يجهله الهاربُ عن رمانةِ الدهشةِ
لا يعرفه القاربُ في الساحلِ
لا يعرفه غير الذي صار لما يأتي مدارْ
النعيميُ فوانيسُ الأماني وفنارْ
لأغانينا التي قامت كأن الموج
هزَّ الريحَ في قاعِ البحارْ
النعيميُ رفيقي
ورفيق الحفر في ذاكرة الدنيا
يزف النسمة الشهلاء للبذرة
يرويها بفعل الاخضرارْ
ربما كان قليلا في دياميس حياتي
إنما كان كثيرا في نواميس المسار
لمشاوير العصافير التي تطرقُ في العتمةِ أبوابِ النهارْ
ربما عشنا على كسرةِ حلمٍ
و التحفنا بالليالي
وتراشقنا على جغرافيا الصمتِ
شظايا من كتابٍ تاهتْ الصفحة منه
بين بغداد وبيروت وتهنا
عن فوانيسٍ كتبناها على صدر جدارْ
ربما جئنا إلى الحلم قبيل الحلمِ
أو جئنا إلى الوقتِ قبيل الوقتِ
أو ..
النعيميُ لمن يحلم بالعشق بساتين مددْ
النعيميُ مواعيد وعدْ
النعيميُ صلاةُ الماء في لحن جسدْ
ما الذي يجعل شعرية نيران المسافات قواميس بلدْ ؟
ما الذي يمنحُ طيرُ الهجرة الأولى جناحا امميا
حيثما حل على طينٍ مع الروحِ اتحدْ ؟
النعيمي رفيقي
ورفيق الخطوة الأولى
شهيق الشعر في بغداد
يا صحوة أيامي التي غصت بأرزاء الرمدْ
أيها النادرُ في الأرض كلحن الماء في روح عذارى
أيها الصاهلُ كالنهام في شوق الصواري
للمحطات ، وللبندر ، للراحة ، اعني للموانئ
لحنان الأهل بين البحر والبحر
وللساحل ، حيث الحد، والبحرين، لا تنسى احدْ
أيها الصانع مجدا
من شرارت المدى السري
يا الغازل من حبل المنافي
لغة أخرى هي التنوير
يا من جمّد الصخبَ
لتنمو في المسافات شجيرات العرقْ
دون أن يصفعها الوقت بأشواك القلقْ
النعيميُ
ملاذ الطير في غصن الغسق
أيها الراكض بالرايات في لحن السلام
لك أن تهدا في الحلم طويلا
لك أن ترحل في الحلم كما كنت جريئا
لك أن يرحمك الله
كما يرحم أصحاب اليمينْ
مثل كل الطيبين
لك ، بإذن الله ، أن تدخل في جناته
المفتوحة الأبواب مرفوع الجبين.
لك أن ترحل مخفورا بأنغام الرياحين
وطيب الياسمين
ولنا، للأهل، للأحباب، للأصحاب، للبحرين
أن نذكر : من كان على الأرض جميلا
سوف يبقى كالصدى في لحمة الوقت جميلا
يا الأبُ الروحيُ، أنت النبضُ للأيامِ
أنت الريحُ في تجوالها اليومي عاما بعد عامْ
انتهى كل الكلامْ
لك أن تهدأ في قلبي كما يهدأ
في البيت الحمامْ
لك أن تهدأ في روحي كما يهدأ
تاريخ الغواويص، رفيقي
لك أن ترجع للبيت
وفي قلب الأساطير
وأحلام الجماهير.. تنامْ

#علي_الشرقاوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات