أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محيي عيدان - الفينومينولوجيا















المزيد.....

الفينومينولوجيا


محيي عيدان

الحوار المتمدن-العدد: 3475 - 2011 / 9 / 2 - 21:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفينومينولوجيا أو الظواهري هي الفلسفة التي أقامها الفيلسوف الألماني ادموند هوسرل (1859 ــ 1938)، على أساس الشعور المجرد (المحض) وذلك لكونه المجال المحايد للمعرفة اليقينية، ولأتصافه بصفة القصدية (Intentionnalite) دائما وبالضرورة، وهذه الصفة جوهرية وأساسية في الفلسفة الظواهرية، فمن خصائص الشعور انه يتجه (قصدا) إلى الأشياء التي تواجهه وذلك من اجل أن يدركها فيحولها إلى (ظواهر ذات طبيعة ماهوية ثابتة)، تكون هي الأساس التي تبدأ منه كل معرفة يقينية ) فكرة ( قصديه الشعور) استعارها هوسرل من أستاذه الفيلسوف وعالم النفس النمساوي فرانس برنتانو (1838 ــ 1916) الذي أشار إليها في واحد من أهم كتبه وهو ( كشف النفس) وهو محاولة من جهة برنتانو لوضع (تخطيط منطقي للتصورات الذهنية باعتبارها تمهيدا ضروريا لأي علم نفس تجريبي)، وقد جاءت الإشارة إلى القصدية من طرف برنتانو في أكثر فكرة وافق عليها هوسرل، ولعل أهمها هي الفكرة التالية لبرنتانو: (حالات العقل الرئيسية ينبغي أن توصف أساسا بما لها من مهمة قصدية) أو الاتجاه ــ نحو ــ الأشياء، لان جميع الحالات هي حالات ( عن) أشياء ( سواء أكانت حقيقية أم غير حقيقية) وان حالات العقل المختلفة هي حالات عن موضوعاتها بأشكال متباينة). تأثير برنتانو على هوسرل كان هائلا، فقد درس هوسرل على يديه ( علم النفس القصدي ) إن ظهور كتاب هوسرل (أفكار لتأسيس فينومينولوجيا خالصة ولفلسفة فينومينولوجية) قد احدث تغيرا هائلة تعادل الانقلاب في علم النفس الذي كان يهيمن عليه (المنهج الطبيعي) الذي يحوله إلى علم تجريبي، مهمة الفينو مينولوجيا هي العثور على تكوين الشعور الباطني في علم النفس: (وذلك لان الفينو مينولوجيا علم للشعور الباطني قائم على تحليل المعاني باعتبارها ماهيات تدرك بالحدس في رؤية واضحة، ومن ثم تصبح شرطا لقيام علم النفس بل ولقيام كل علم إنساني. فإذا كانت العلوم الرياضية ــ خاصة الهندسة ــ قد نجحت في العثور على بناء عقلي للطبيعة على يد غاليلو) فمهمة الفينومينولوجيا هي العثور على تكوين الشعور الباطني في علم النفس). (سارتر، تعالي الأنا موجود، ترجمة وتعليق الدكتور حسن حنفي حسنين) فالمنهج الفينومينولوجي أسهم في إرساء أسس علم نفس فينو مينولوجي عند سارتر الذي (وظف) هذا المنهج ( الهوسرلي) في دراساته الخاصة التطبيقية على ) الخيالي ( والانفعالي). تفسير سارتر للقصدية: ظهور الفينو مينولوجيا في ألمانيا وذيوع صيتها في أوربا دفعت سارتر في عام (1933) إلى السفر إلى ألمانيا وذلك لدراسة هذا العلم الجديد، لم يتلقى سارتر بهوسرل، إلا انه تعامل مع الفينومينولوجيا كمنهج أكثر منها فلسفة، وسارتر لم يسلم كليا بأفكار هوسرل، فأعاد صياغة البعض منها برؤية وجودية (انطلوجية ) والهدف هو تأسيس علم وجود خاص به، فعلى سبيل المثال فان سارتر لا يرى في القصدية إلا إخبار (إعلام) بان الوجود يكشف عن نفسه فيقول: (أن القصد المتبادل، يعني إن التعالي هو البناء المكون للشعور، أي إن الشعور يولد محمولا على وجود يكشف عن نفسه من خلال القصدية ليس هو معنى القصدية الذي لم يعرف هوسرل خاصيته الجوهرية هذه) (تعالي الأنا موجود، صفحة 28)، فالشعور عند سارتر هو واضع العدم، وهو بوصفه (أنا موجود) في العالم ومع الآخرين. إن تأسيس الفينومينولوجيا على الشعور، أراد منه هوسرل انجاز هدفين رئيسيين: الأول هو ( فهم) معنى الوجود من خلال نافذة الشعور وذلك عن طريق إدراك ماهيات الوجود التي تتمثل في الشعور الذي له طبيعة قصدية موجها نحو الموضوع، الماهيات تدرك بالحدس والاستبطان. الهدف الثاني هو دراسة الشعور نفسه والتعرف على خواصه وعلى آليات الإدراك فيه، هذه الدراسة قد شكلت نقطة البداية في تلمس (المعرفة اليقينية) فطريقة فحص ودراسة الشعور أشرت بان الفينومينولوجيا هي ليست فلسفة فقط وإنما هي علم شعور جديد يقوم بادراك ماهيات الأشياء فيه، فهوسرل ينظر إليها كامتداد للفلسفة اليونانية القديمة والأوربية المعاصرة بالإضافة إلى إنها بداية العلم الكلي اليقيني الذي يسعى لتأسيسه هوسرل يعترف بفضل الفلسفتين على فلسفته، فتأثيرات أفلاطون وأرسطو، وديكارت وكانط كانت واضحة وبالإمكان التعرف عليها بسهولة في ثنايا مؤلفاته وأفكاره، حتى فكرة العلم الكلي اليقيني لم تكون فكرته هو وإنما فكرة أفلاطون، وأرسطو، وديكارت، فقد استفاد في محاولاتهم، ووظفها في محاولته لتأسيس علمه الكلي اليقيني، الذي سيقوم بانتشال الفكر الأوربي (علوم مختلفة وفلسفة) من أزمته المتمثلة في التناقض والاختلاف والفشل في تحقيق هدف الوصول إلى الحقيقة الكلية اليقينية بسبب تبعثر جهود هذه العلوم والفلسفة، فالجهود غير موحدة ( وهي جهود جزئية لا كلية). فالأزمة التي حصلت في العصر الذي عاش فيه هوسرل هي التي كانت السبب في ظهور الفينومينولوجيا، ظهورها كان رد فعل على الأزمة لقد أرادها (هوسرل) أن تقوم بمهمة إصلاح العلوم المختلفة والفلسفة وان تكون بمثابة العلم الكلي اليقيني أو بداياته وان تتجاوز (الفينومينولوجيا) النزاع الحاصل آنذاك بين المنهج الموضوعي والمنهج الذاتي خصوصا في العلوم الإنسانية التي هي السبب الرئيسي في أصل الأزمة، لقد أراد هوسرل للمنهج الفينومينولوجي أن لا يكون منحازا إلى تحليل مسبق وان لا يكون مشبعا بآراء مسبقة قد تؤثر على المعرفة ( الخالصة) المستحصلة في الشعور بواسطة الحدس أو الكشف الباطني أو الاستبطان، هوسرل لا يخضع الشعور الى المنهج التجريبي (التجريبيون يتعاملون مع الشعور على أساس مادي، وليس ذاتي) والفينومينولوجيا تلتزم الصمت عندما تدرس الظواهر في الشعور، فتقدم (وصفا) لها فقط، أي أنها (تعلق الحكم عليها) وهذا احد أسس المنهج الفينو مينولوجي المهمة ويسمى بالرد الظاهري (الفينو مينولوجي) ويعني (الامتناع عن إصدار أية أحكام فيما يتعلق بالواقع الموضوعي وتجاوز حدود (الخالص)، أي التجربة الذاتية)، وهناك أساس آخر يشترك في بنيان المنهج الفينومينولوجي، وهو الرد المتعالي الذي يعتبر موضوع المعرفة وعي خالص متعال (أي متجاوز من الموضوعية إلى الذاتية). الظواهرية تركت تأثيرا هائلا على مارتن هيدغر وجان بول سارتر في سعيهم لإقامة علم وجود خاص لكل واحد منهم.
ملاحظة: ماهية الشيء: معناه جوهر الشيء الداخلي. اليقينين:ما يبرهن عليه برهانا يتجاوز كل نقاش وهو يعني (الصدق المطلق) الذي عنى به ارسطو.



#محيي_عيدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهية الفن عند سوزان لانجر
- لإسقاط projection عند يونج: سبيل إلى الإبداع الفني وصياغة ال ...
- : بنديتو كروتشه الفن حدس ورؤيا
- وظيفة الفن عند هيجل
- المستقبلية.. إعلان موت لفن الماضي
- نيتشه.. الحياة والميتافيزيقا
- الحياة مرة أخرى وأخرى والى الأبد ..


المزيد.....




- ماذا فعلت الصين لمعرفة ما إذا كانت أمريكا تراقب -تجسسها-؟ شا ...
- السعودية.. الأمن العام يعلن القبض على مواطن ويمنيين في الريا ...
- -صدمة عميقة-.. شاهد ما قاله نتنياهو بعد العثور على جثة الحاخ ...
- بعد مقتل إسرائيلي بالدولة.. أنور قرقاش: الإمارات ستبقى دار ا ...
- مصر.. تحرك رسمي ضد صفحات المسؤولين والمشاهير المزيفة بمواقع ...
- إيران: سنجري محادثات نووية وإقليمية مع فرنسا وألمانيا وبريطا ...
- مصر.. السيسي يؤكد فتح صفحة جديدة بعد شطب 716 شخصا من قوائم ا ...
- من هم الغرباء في أعمال منال الضويان في بينالي فينيسيا ؟
- غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أ ...
- طهران تعلن إجراء محادثات نووية مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محيي عيدان - الفينومينولوجيا