أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كمال سبتي - ..حين يبيع الغشيم شعرنا رخيصاً














المزيد.....

..حين يبيع الغشيم شعرنا رخيصاً


كمال سبتي

الحوار المتمدن-العدد: 1034 - 2004 / 12 / 1 - 07:44
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ثلاثاء الكتابة
أقرأ أحياناً كلاماً عن الشعر ، فأتذكر الكلمة في اللغات الأوربية :Inocente في الإسبانية و Innocent في الإنجليزية و كل واحدة من اللغتين تمثلان بالطبع عائلتيهما : اللاتينية والجرمانية.
والكلمة معناها : بريء ، وسليم النية وبسيط القلب وساذج وغير رشيد وأضيف معنى إليها لا يقوله القاموس : غشيم.
فأنت لا تصف صديقاً أوروبياً بهذه الكلمة في حوار لأنه سيغضب عليك ، لكنه سيتمنى سماعها من القاضي في المحكمة حين يكون متهماً بجرم مّا ، فهي كلمة (بريء) المستخدمة في قرارات القضاة ، ووقتها سيفرح بها ويقيم احتفالاً.
وفي العربية نفصل بين المعنيين ( البريء والساذج) بمفردتين مختلفتين ، كما لا يخفى ، وإن وضع بعضُ القواميس (البريءَ) شرحاً للغشيم.
لكن لنبقَ في الكلمة الأوربية.
فإنني أتذكرها حين أقرأ كلاماً يبيع به صاحبه شعرنا العراقي رخيصاً لأدونيس .
وليس ثمة عقدة شعرية عند صاحبنا الشاعر العربي أحكمَ من الشعر العراقي.
مؤكد أن الكلمة الأوروبية لا تذكّر بأدونيس ، لا قليلاً ولا كثيراً ، أي أن أدونيس ليس غشيماً كمن كتب ذاك الكلام.
فلم يمتدح يوماً شعر العراق "للاشيء" في كلمة مكتوبة.
لكنه كان يهينه ويجد عراقياً يردد إهانته في الصحافة العراقية.
لا يمتلك أدونيس حضوراً فنياً قوياً في الشعر العراقي ، كما كان يشيع هو.
والشعر العراقي لا يعيش أزمة كما يشيعها هو بين جلاسه العراقيين من غير الشعراء.وإن كان أحد يعيشها منذ عقود فهو أدونيس نفسه.
الشعر العراقي متطور فنياً بمحطات كثيرة مقارنة بالشعر العربي في بلدان أخرى ، لا بأدونيس المتوقف عن النمو وغير القادر على الخروج من المأزق اللغوي البارد الذي أوقع نفسه فيه منذ مرحلة مبكرة.
الشاعر العراقي وهو في السبعين من العمر يجرب أشكالاً جديدة في الكتابة ، عكس أدونيس تماماً. وتلك لعمري هبة قدرية من ربة الشعر ، يفعلها الجواهري ، كان ، ويفعلها مواطنوه من الشعراء في الكتابة الحديثة ، الآن.
لم يفتقر شعر في التاريخ المعاصر إلى دراسة اتجاهاته الفنية دراساتٍ منهجية مستمرة ومتعاقبة كالشعر العراقي بسبب من المأزق السياسي الطويل الذي يعيشه العراق. فلم تركز انجازاته في الذهن نهائياً .هي انجازات معلومة لكنها غير موثقة منهجياً وثابتة في التاريخ .
القصيدة العمودية هي قصيدتنا ولم يرحل فتاها وشيخها الجواهري إلا قبل أعوام ، وقصيدة التفعيلة هي قصيدتنا ولنا فيها الأسماء كلها ، ومنها المعلم بدر.
وقصيدة الكتابة الحديثة المتطورة كثيراً على قصيدة النثر التي كان لنا فيها باع ، هي قصيدتنا التي دخلت أروقة الجامعات الأوروبية والأميريكية وقاعات درسها نموذجاً كونياً للكتابة الشعرية الحالية في العالم.
والشاعر العراقي شاعر مثقف تراثياً وحداثياً فهو ، بعامة ، متمكن من لغته العربية أولاً قبل أن يتمكن من لغات أخرى أيضاً..
وقد تكون ميزة عراقية ألا يذهب الشاعر منا إلى الحداثة ما لم يتمكن من معارف كلاسيكية أساسية في الأدب ، حتى سئلتُ ذات مرة في لقاء صحافيّ في الصحافة اللبنانية عن قوة التقاليد في الشعر العراقي. فأجبت فرحاً : ( نعم هناك تقاليد قوية في الشعر العراقيّ ، لكنها تقاليد لصالح الكتابة الشعرية لا ضدَّها.)
فأنْ يباع ، شعر العراق رخيصاً في كلام يُنشَر في بغداد ، فأمر لا يذكرني إلا بالكلمة الأولى وبمعناها الذي أضفته أنا : غشيم. فكاتب ذاك الكلام غشيم. ولأنه ليس متهماً بجرم البيع عن سبق اصرار فهو بريء بمعنى الكلمة ذاتها.
وليزن كلماته لاحقاً بميزان..
وليتروَّ قبل أن يطلق قولاً مّا عن شعرنا..
وإن أراد مدحَ أحدٍ آخرَ فليفعله باسمه وبدون أن يجرّ شعرنا معه ليُذبَحَ بالغشامة قرباناً إلى الممدوح ، فلا أحد خوّله تضحيةً بشعرنا كهذه..
ولن يخوّله أحدٌ تضحيةً كهذه أبداً..



#كمال_سبتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الآباء الثلاثة والشغل اللغوي المحض
- توضيح من الشاعر كمال سبتي
- موقع لجماعة الزرقاوي يسميني ابنَ علقمي وعميلاً صهيونياً
- نسباءُ أصوليون
- سِنْخ وطبيعة
- جنود مقتولون
- الآخر ، العدو عند إدوارد سعيد والشعراء العرب..
- الشاعر والذنبُ القديم
- صخر
- أبناء المطلق
- لو أنَّ عبد الرزاق عبد الواحد
- المأموم
- أنعتبُ على أدوارد سعيد وهو غائب عنا ؟
- الخمرياتُ الأربع
- تعليقات سياسية
- ذكرى الهرب من البلاد
- عن الثقافة
- رسالة إلى الأستاذ أحمد الجلبي
- أين فقهاء العراق ؟
- ..إيران


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كمال سبتي - ..حين يبيع الغشيم شعرنا رخيصاً