جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3474 - 2011 / 9 / 1 - 23:48
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
بعكس فكرة bathroom التي هي مبنية على الغسل في الانجليزية و الالمانية و الفرنسية فان فكرة الحمّام في العربية مبنية على الحرارة التي تؤكد الاستعارة عبرالارامية من اليونانية - الرومانية (البيزنطيية) خاصة ان كلمة الحمّام استعيرت ايضا في الكردية و الفارسية اضافة الى العبارات الفارسية - الكردية (گرمابه) و (گرماو) التي تبدو انها مترجمة من الارامية لان الكلمات الكردية - الفارسية مبنية ايضا على الحرارة و الارامية كانت لغة lingua franca في الشرق. لربما لهذا السبب بنيت الحمامات الاولى في الشرق في الاردن في القرون الوسطى.
لايعني الحمام بالضرورة حمام بخاري رغم ان الفكرة تستند على الحرارة و يختلف الحمام عن sauna البخاري المشهور في فنلندا. طبعا كان الاستحمام يختلف سابقا في البلدان الشرقية عن اليوم. كنا نستحم على الاكثر مرة بالاسبوع بسبب التقنية البسيطة و القدرة المالية ولم يكن الحمام بهذه الدرجة من الاهمية لانه كان صغيرا لا يتوفر فيه وسائل الراحة الى ان بدأت ثقافة الحمامات الشعبية (العامة) التي تطورت في حجمه و بنائه الى ان وصلت الى اعلى درجات الترف و البذخ في الشرق.
اما اليوم و خاصة في اوربا فان الناس تستحم يوميا لا تبالي بتبذير الماء و تلوثه و لكنها لاتتفنن في الاستحمام مثلما تتفنن الناس في الشرق. للمرأة ايضا قصتها مع الحمام و هي الاكثر اهتماما من الرجل و سر من اسرارها خاصة العروسة و صورة المرأة المستحمة اثارت اهتمام الرسامين سواء من الناحية الجنسية او الجمالية. حمامات اليوم عند الاغنياء تجمع كل شيء اي انك تستطيع ان تشرب و تأكل و تشاهد افلام سينمائية... و هي اغلى من ثمن دار باكملها.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟