باسم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 1034 - 2004 / 12 / 1 - 07:38
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
هما أمران أحلاهما مرّ
ليس في مصلحة السيد إياد علاوي وأتباعه من وزراء ومدراء عامين و ضباط وموظفين كباراً وصغاراً أن تجري الإنتخابات في يومها الموقوت في نهاية كانون الثاني القادم، كما لا تكون هذه الإنتخابات في صالح من هم في الحكم حالياً من الأحزاب الأخرى والمنتفعين والإنتهازيين الذين يقضمون مال الشعب قضمة الإبل نبتة الربيع، مع الإعتذار لسيد البلغاء الإمام علي على التحوير، كما لا تصب هذه الإنتخابات في صالح القوات المحتلة، التي لم تدع الشعب العراقي يهنأ بفرحته بعد أن أسقطت أبشع نظام دموي عرفه تأريخ العراق، وتغاضت عن السيطرة على الإرهاب وأعطت الضوء الأخضر بإعادة البعثيين إلى السلطة شيئاً فشيئاً. فما دام الوضع الحالي في مصلحة هؤلاء جميعاً، فلم المغامرة إذاً في الإنتخابات التي لا يُعرف ما تأتي به مما يتعارض ومصالح من هو ممسك بما لديه بملء شدقيه، وقد يكون من لا يرغبون فيه حاكماً ومسيطراً، فيفقد السيد علاوي منصبه ويفقد الإحتلال نشوته ؟ وهل يعقل ذو بصيرة أن يتخيل أن قد يأتي من معطف الإنتخاب من ( يعكّر ) على الإحتلال صفو عيشه أو من يقول له ( أخرج من هنا ) فيمتثل للأمر صاغراً و(يلملم) معداته ويرحل قائلاً (باي باي !Take care) ؟ ثم إن التعامل مع شخص معروف أو فئة واضح اتجاهها خير من مجهول لا يعرف كنهه. إذا فلا بد من كسب الوقت بالتأجيل لبقاء السيطرة بأيديهم و للتخطيط باستمرارها كما يشاؤون. إنَّ ( اقتراح ) التأجيل لمدة ستة أشهر، من أحزاب معينة، تشمل حزب السيد علاوي وعدم (موافقة) السادة في البيت الأبيض والسيد علاوي عليه هو مسرحية ليس فهمها بعسير. ستكون محاولات عديدة للتأجيل، فإن أخفقت، فستجري الإنتخابات ولكن ليس كما يتوقعها الشعب العراقي، والويل من التزوير المتوقع، الذي قد يجرّ كوارث لا يعلمها إلا الله والراسخون في علم السياسة والدهاء.
أرى تحت الرماد وميض نار
ويوشك أن يكون لها ضرام
و قد يعيد لنا التأريخ دويلات بني الأحمر والفردوس المفقود الذي لن يعود!
#باسم_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟