أحمد الجنديل
الحوار المتمدن-العدد: 3474 - 2011 / 9 / 1 - 13:17
المحور:
حقوق الانسان
من حصة الفقراء الثورة على مَنْ ظلمهم ، ومن حقهم الاصطفاف في خندق المعارضة ضدّ مَنْ أهانهم وسرق حقوقهم كمواطنين في هذا البلد الغارق ببحر الخيرات والثروات .
ومن حق الفقير أن يسرق إذا لم يجد فتات رغيف يسدّ به رمق أطفاله الجياع ، وهو يرى مشهد النهب والسلب والاختلاس والتبذير والإسراف من قبل سماسرة الشعارات الفارغة الذين كانوا يرفعون اسمه عاليا ، ثمّ انقلبوا عليه أثناء كرنفال توزيع الكراسي والمناصب فيما بينهم .
ومَنْ كان شجاعا من الفقراء ، فمن حقه أن يرفع صوته بوجه مّنْ زرع الفقر في دهاليز الوطن ، ونثر بذور الذل ، وحوّل البلاد إلى مستودع يفيض بالمال والجاه والبطش ، وآخر لا ترى فيه غير الرماد والجفاف والإحباط .
ومشروع الفقراء يكمن في انتزاع السوط الذي ألهب ظهورهم ، ليلهبوا به ظهور الذين احتالوا على طموحاتهم وأمانيهم في حياة كريمة .
ومَنْ أراد الإصلاح والتصفيق ، لعل في ذلك نفعا له ، فعليه الهرولة إلى مكامن العفاريت ، حيث لا يراه أو يسمعه أحد ، فالجميع هنا مشغول حتى فروة رأسه بسرقة أموال البلاد والعباد .
من حق الفقراء الثورة ، وهذا الحق موقوف لهم دون غيرهم ، ولا نستثني أحدا ، كون الاستثناء يتقاطع مع أخلاق المنطق ، ويتجافى مع منطق العقل ، فالجميع ساهم في خلق الفجيعة التي حلـّت بالبلاد ، والجميع سعى إلى تعميقها وتوسيعها ، دون أن نرى إصبعا يلوّح بالإنكار ، ولا صوتا يرتفع بالاحتجاج .
وإذا كان من حق الفقير سرقة ما يحتاجه لكي يعيش ، فليس هذا الحق من نصيب الذين ارتدوا أثواب الطواويس ، وألصقوا بالصمغ تاج الهدهد على هاماتهم ، لأنهم سرقوا حتى امتلأت خزائن المصارف بالمال الحرام ، وتزينت شوارع وساحات الكون بعقاراتهم ، وشمل تبذيرهم وإسرافهم كل ملاهي الدرجات الممتازة ، وجيوب الحسناوات العاهرات فيها ، ورغم كل ما فعلوه فلا زالوا يخرجون كل صباح وبلا حياء وهم يتحدثون عن الوطن والوطنية ، والمثل العليا والشرف الرفيع ، و حتى صغار الجن وديدان الأرض تعرف ، أن لا شرف لسارق ، ولا وطنية لقاتل ، ولا فضيلة لمنتهك عرض ، ولا أخلاق لخائن ، ولا دين لمن يتوضأ بدموع الأرامل والأيتام ، ويتيمم بلهاث الجائعين والمحتاجين لرغيف الخبز .
وثورة الفقراء والجياع ستكون عاتية ، بحجم مأساتهم وخيبتهم ، وستطيح بعروش وكروش ، كما فعلت بالطغاة الذين لم يسمعوا صوت شعوبهم ، ويحترموا إرادة مَنْ يتطلع إلى أمانيهم ، فما حصل بالأمس القريب كان شاهدا على إرادة هذا الشعب الصبور ، فهل يتعظ المتكبرون !!؟
#أحمد_الجنديل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟