أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وهيب أيوب - فنُّ علي فرزات وفنون بشار الأسد..!














المزيد.....

فنُّ علي فرزات وفنون بشار الأسد..!


وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 3474 - 2011 / 9 / 1 - 12:33
المحور: حقوق الانسان
    


عبر التاريخ القديم والحديث، كان أكثر ما يُرعِب أنظمة الطغيان والاستبداد هو الكلمة الحرّة الشجاعة، والمغامِرة إلى حدِّ الموت في سبيل الإجهار بالرأي وفضح أولئك الطغاة.
وسواء كانوا هؤلاء شعراء أو أُدباء وكتّاب ومفكرين وفنانين، فإن نظرة الطغاة إليهم واحدة، لأنهم يُدركون مدى خطرهم على أنظمتهم وعروشهم، لِما يملكون من قدرة على كشف طغيانهم وتعريتهم أمام الناس، لهذا فهم يخصّونهم بأقسى العواقب والعقاب، وبأبشع صور القتل والتنكيل. لذلك، تدأب أنظمة الطغيان إلى كسب هذا القطّاع المهم من شريحة المثقفين والكتاب والفنانين والإعلاميين بشتى الوسائل والطُرق، لاستخدامهم كدرعٍ واقٍ من خطرِ بعض الذين أصرّوا على شقّ عصا الطاعة والخنوع، وهم على كلِّ حال يمثّلون أقليّة ضمن هذه الشريحة الواسعة، ولهذا يدفعون أثماناً غالية جرّاء استفراد الطغاة بهم، فيذيقونهم أشد العذاب وأشنع طرق الموت والاغتيال.
في كتاب الدكتور يحيى الجبوري "محن الشعراء وما أصابهم من السجن والتعذيب والقتل والبلاء"، يوضِح ما تعرّض له بعض الشعراء في التاريخ العربي الإسلامي من قتلٍ وتنكيل، وصل إلى حدّ أن أحدهم، وهو الشاعر العكوك "علي بن جبلة"، أمر الخليفة المأمون بأن يُسلّ لسانه من قفاه بسبب قصيدة كتبها. أما الشاعر ابن مقلة "أبو علي محمد بن علي"، فقد قُطعت يده ولسانه، وحُبِس وضُرِب بالمقارع وأُحرِقت داره ثلاث مرّات، وأُجبِر على الشرب من بوله حتى مات في السجن. ولا ننسى أن الأديب العبّاسي ابن المُقفّع قد قطّعت أطرافه ورُميت في النار وأجبروه على الأكل منها. هذه بعض النماذج فقط، فالسلسلة طويلة كألف ليلة وليلة.
هذه بعض فنون الطغاة القدماء، فماذا عن طغاة عصرنا الحالي...؟ ببساطة شديدة، ما أشبه اليوم بالأمس.
مخابرات الطاغية السابق حافظ الأسد، والد الطاغية الصغير بشار، اغتالت الصحافي سليم اللوزي عام 1980وأذابت يده اليُمنى بالأسيد حتى تآكل العضم، وغُرِست أقلام الحبر في أحشائه من الخلف. وفي ذات العام، أمطروا نقيب الصحافة السابق رياض طه بالرصاص في رأسه وعنقه وصدره، وأردوه قتيلاً.
تصريحات رامي مخلوف سابقاً، أنّ أمن سوريا مرتبط بأمن إسرائل، يُظهِر بأن جميع الذين اغتالهم النظام السوري و"حزب الله" هم أشدّ أعداء إسرائيل، كما للنظام السوري، فما هذا التقاطع الغريب..؟
من هنا، ليس من المفارقات العجيبة، أنّه ومنذ دخول جيش النظام السوري إلى لبنان عام 1976 وحتى تأسيس حزب الطاغية حسن نصرالله عام 82 وحتى الآن، فإن جميع الاغتيالات التي تمّت على الأرض اللبنانيّة، من قادة ومفكرين وإعلاميين، كانت توجّه أصابع الاتهام إلى جهتين اثنتين لا ثالث لهما، الموساد الإسرائيلي أو المخابرات السورية و"حزب الله"، بمن فيهم الذين اغتيلوا داخل دمشق نفسها!
فيا للمقاومة والممانعة ...!!
فزعيم الحركة الوطنية اللبنانيّة كمال جنبلاط، اغتالته المخابرات السورية، وشتّتت الحركة الوطنية اللبنانية، ثم قضت على حركة المقاومة، مخلية الجو لـ"حزب الله"، الذي تكفّل باغتيال عدد من القادة والمفكرين الوطنيين والشيوعيين. ففي عام 1987 دخلوا بيت المفكر حسين مروّة وقد جاوز الثمانين وهو مُقعَد، فأفرغوا عدداً من الرصاصات في رأسه وصدره وقتلوه. وقبلها بعام اغتالوا المفكر مهدي عامل وسهيل طويلة، ثم تتابعت سلسلة الاغتيالات من رفيق الحريري وسمير قصير وجبران تويني وجورج حاوي إلى آخر القائمة، وهؤلاء جميعاً تم اغتيالهم على أيدي النظام السوري أو ذراعه الآثمة "حزب الله" صنيعة ولي الفقيه الإيراني، أو كما يحلو لبعضهم اتهام الموساد الإسرائيلي....لا بأس، فهذا يُعزّز وجهة نظرنا.
لأن هؤلاء جميعاً أعداء لإسرائيل، كما هم أعداء للنظام السوري و "حزب الله".
فنان الكاريكاتير ناجي العلي، تلقّى التهديدات من جميع طغاة العرب، بسبب رسوماته التي تفضح سياساتهم ومواقفهم، كما كانت تُهاجم إسرائيل بذات الوقت. وعندما اغتيل ناجي العلي، احتار العرب والعالم بمن اغتال ناجي العلي، أهو الموساد الإسرائيلي، أم إحدى أجهزة المخابرات العربية...؟!
بشار الأسد، هذا الطاغية الصغير، يقتفي سيرة الطغاة وسلوك أبيه من قبله، فمن شابه أباه ما ظلم!
فعدا استخدام المدافع والرشاشات والدبابات وطائرات الهيلوكبتر في قمع السوريين، بالغ في أساليب التعذيب والتنكيل، من قلع الأظافر وتقطيع الأوصال وحرق الأجساد وتشويه الجثث، إلى حدّ قطع العضو الذكري للطفل حمزة الخطيب، وحزّ حنجرة إبراهيم القاشوش، وصولاً إلى التنكيل بالفنان علي فرزات الذي تجرّأ من خلال رسوماته خلال الثورة في سوريا على تعرية أكاذيب النظام وكشف جرائمه، فقاموا بتشويه وجهه بالضرب المبرّح وكسر يده وسحق أصابعه حتى لا يُعاود الرسم. وبهذا أراد الطاغية الصغير التفوّق بفنون التعذيب على فنون من سبقوه. فكان رد الفنان علي فرزات بلوحته الأخيرة، بأن يُظهِر آثار التنكيل به وهو مُلقى على سرير المُستشفى وقد لُفّ معظم أجزاء جسده بالضمادات، مع إشارة بسيطة يُظهر فيها إصبعه الوسطى مُنتصبة...
هي لوحة علي فرزات الفنيّة وإحدى إبداعاته في تحدّي الطغاة، مقابل لوحة التنكيل التي أبدعتها فنون بشار الأسد على جسد الفنان المُبدِع.

وهيب أيوب
الجولان المحتل/ مجدل شمس



#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين سكّين الجزار وحنجرة القاشوش
- حسن نصرالله - زعيم شبّيحة النظام السوري الإقليميين
- لماذا وجَبَ إسقاط النظام السوري...؟
- استبداد النظام السوري وجرائمه في عصر الثورة الرقميّة
- أفواه ومدافِع
- المتواطئون والمخدوعون
- بلا دراما بلا زراطة ...
- الشعبُ السوري وامتحانُ التاريخ
- أأُسودٌ على حوران وأرانب في الجولان..؟!
- ( الأعداء ...! )
- الشعب يريد إسقاط المطر...!
- النظام في سوريا - ممنوع من الصرف وغير قابل للإصلاح
- فنّانون ومثقفون سوريّون -عضاريط-
- طافَ الاستبداد فأبدع طائفيّة...!
- بيان لسوريين من الجولان المحتل / -أنتم الصوت ونحن صداه-
- سُمُّ الإسلاميين في دَسَمِ الثورات ومخاطِر أُخرى
- متى ال - طوفان في بلادِ البعث -...؟
- كرةُ النار البوعزيزيّة تتدحرج
- لبنان ليسَ وطناً
- احتراقُ البو عزيزي يُنبِتُ الياسمين


المزيد.....




- الأونروا: أكثر من مليوني نازح في غزة يحاصرهم الجوع والعطش
- الأونروا: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- الاونروا: الحصول على وجبات طعام أصبح مهمة مستحيلة للعائلات ف ...
- الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
- غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وهيب أيوب - فنُّ علي فرزات وفنون بشار الأسد..!