أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - شمسان دبوان سعيد - أزمة اغتراب الذات














المزيد.....

أزمة اغتراب الذات


شمسان دبوان سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3474 - 2011 / 9 / 1 - 00:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يطول النهار ... ويطول الليل أكثر ... يمر الوقت ببطء وكدر شديدين .... لا احد لا احد يلتفت إليّ ... لا أرى صورة بشر ... لا أرى صورة شجر ... لا املك من صور البشر إلا ما احتفظ بها من مخزون ذكرياتي اليومية والأسبوعية .... لكنني غير قادر على استرجاع صور مضى عليها ثلاثين يوما .... فحبي يتجدد كل يوم ... كل ساعة ودقيقة .... ما بين الحين والأخر ..... قضت قدرة الله بالتغيير كل يوم .... مناخ بين الحر والبرد .... حياة بين الموت والحياة ... والموت والحياة لا يجتمعان إلا في موقف واحد وهو العيش وحيدا منفردا بدون حبيب أو صديق جار طيب ..... لا احد يخفف عني قسوة الفراق .. لا احد يؤنس وحدتي وانفرادي ..... أعيش أيام واقضي ليالي .... لا اسمع اصواتا ..... لا أرى وجوها ... لا أرى إلا الجدران وأوراق اقلبها .... أعيش في سطورها بذهن شارد وجسد بلا روح .... فيزداد الوقت طولا ...... ويزداد معه إحساس بالكدر والضيق واليأس ...... أنام ساعات من الغيبوبة امتد على الفراش .... شاعرا بالتعب والإرهاق ..... لكن عيني لم تغمض إلا عندما تشعر بالإرهاق والتعب .... كل ما افعله هذا من اجل الوقت ولأجل الوقت .... لكن الفراغ يترصدني ويتوعدني بمزيد من الكدر والضيق واليأس والشعور بالغربة في النهار والاغتراب في الليل ...... اذهب إلى العمل واليأس راسما على وجهي ابتسامة تفاؤل .... ينظر اليّ الآخرون بعين الحسد ويتمنون أن يحذو حذوي ... ولو امتلكوا نصف ما أوتيت لعاشت الأمة تحت ظل الوحدة والغربة النفسية والشعور باليأس والإحباط .... البس من الثياب ما بدا لي انه يبدوا نوعا ما نظيفا ولا اهتم بالأناقة .... أعود إلى البيت وارمي الثياب في اقرب مكان ولو في غير موضعه لأصبح في حيرة ما ارتدي من الثياب ...... لا يوجد في هاجسي أي هموم سوى التفكير في ماذا البس غدا ..... وما أتناول من طعام للإفطار والغداء أما العشاء فلا وجود لها في قاموس الوجبات ؟.... أعيش بعيدا عن الصوت الشجي واجلس بعيدا عن الوجه الحسن ..... لم استند إلى شجرة خضراء استظل بظلها واستنشق من ريحانها .... وأتذوق من ثمارها .... احتمي بها من حرارة الشمس .... احتمي بها من غبار الرياح وأتربتها ..... ابني منها سكني .... واصنع منها ملابسي ..... أصبحت لا افرق بين البكاء والضحك .... بين الحزن والفرح .... بين لذة العاطفة ولذة التعقل وبين السرور الزائل والسعادة الباقية .... وهنا تعجز جميع قواميس الحزن في التعبير عن هذه الحالة ... فهذه هي قسوة القسوة ..... وظلم الظلم .... ويأس اليأس .... حياة لا تأخذ في وبالها شي .... فلا هي حياة الطفل البريئة ولا هي حياة المجنون البريء ..... بل هي حياة رجل بكامل قواه العقلية والنفسية ... لكنه يعاني ويلات الوحدة والانطواء والعيش بعيدا في عالم الوحدة والانطواء ....... انه إفلاس عاطفي وأزمة عاطفية تجتاح قلبي وتهدد حياتي في العيش كانسان .....
وفي يوم العيد أقف محتارا أمام العديد من الأسئلة ... لمن اهدي بطاقة معايدة كتب عليها حبيبي .... من أول من أرى في يوم العيد ..... من أول من أهني في يوم العيد ..... مع من اقضي ليلة العيد ..... وأنا ما زلت أعيش وحيدا ... وما اخرس النبض في عروقي .... وأضاع الحروف في كلماتي .... وجمد أرصدتي العاطفية في بنك مشاعري .... أن ارتدي ثياب العيد وأتساءل من سيمتدحها .... استحم بالعطور الزكية وأتساءل من سيلبي دعوته وينجذب ورائه .... أسئلة لا تأخذ في وبالها سوى المزيد من الآلام والجروح ...... وإعادة ذكريات لا تنسى حفرت في ذاكرتي ولم استطيع نسيانها ...... تعلمت من خلالها إن أصعب أنواع البكاء هو الضحك أثناء المحنة والمعاناة ..... أصعب أنواع الوقوف هو الوقوف على ارض هشة .... وأصعب أنواع الوقوف هو الشموخ أثناء الشدة ..... وان نزف الجرح لألمه أكثر بكثير من بتره واستئصاله .... وان انتظار الموت افجع من وقوعه ....
آلام العيش وحيدا مشكلة لا يحل طلاسمها العلم الحديث ولا كثرة المال ولا تحتاج في التردد على الأطباء والصيادلة ..... المشكلة في اقل وصف لها ما هي إلا أزمة عواطف وأحاسيس ومشاعر يتسبب في وجودها جزء مهم بالنسبة لي .... ولهذا خلق الله ما يكمل حياة الرجل في هذا الجانب ..... كما يكمل الله الليل بالنهار هناك وسيلة الإنسان البالغ العاقل لبناء الأسرة التي يقضي فيها حياته ويعمل من اجلها يجد من يرعاه ويهتم به ويعطي للحياة معنى نفسيا وقيمة إنسانية ومكانه اجتماعية ..... هناك وسيلة للرجل يجد من خلالها من يهتم به وبحياته وصحته وملبسه ..... الحياة بدون حب صعبة جدا .... ومع الحب الحياة أصعب... فالحب هو الجزيرة التي تحيط بها العواصف من كل اتجاه .... ومن هذا التناقض العجيب يولد فيما يسمى الحب ..... فانا كائن حي أعيش في الظلام وأنام في الضوء ..... أتغذى على الانطواء والوحدة ... واشرب من بحر العذاب .... ارقص على طبول الخيال وأصوات البنادق .... ولا أجيد لغة الحب ..... اللهم أني اشكوا إليك وحشة الحياة .... فلا رجاء إلا رجائك ولا رحمة إلا رحمتك .... فلا تجعلني من إخوان الشياطين ولا من الأشرار .... اللهم إني اشكوا إليك وحدتي وأنت ارحم الراحمين . اللهم اكفي بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك اللهم باعد بيني وبين معاصيك كما باعدت بين المشرق والمغرب .



#شمسان_دبوان_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غربة أم اغتراب ؟ المغترب اليمني في الخارج
- الطب مهنة إنسانية أم عائد اقتصادي ؟
- معنى الشجرة في ... حياة الحب ومقبرة الفراق
- -العاشق البصير-
- الطريق إلى الحب (2 )
- الطريق إلى الحب (1)
- جمعة الحمد لله على السلامة أم جمعة التحدي؟؟
- آل سعود الوجه الأخر لإسرائيل
- حياة الحب .... ومقبرة الفراق
- الضمير البشري ... صراع بين الخير والشر
- التشدد والغلو في مذهب السلفية وال سعود
- التربية والتعليم حصاد للمعرفة أم المؤهلات ؟
- المرأة السعودية تصنع أفاق التغيير
- صالح في نظر الموهوبين ؟
- أيوب طارش رمز من رموز الوحدة اليمنية
- الانسان قيمة اجتماعية أم بشرية؟
- اليمن - ثورتنا ثورة سلمية
- الجنة الحلم الضائع لدى الفرقة الضالة
- نداء عاجل - السفاح صالح يبحث عن اقرب الطرق إلى الموت
- رياح التغيير


المزيد.....




- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
- فيديو مروع يظهر هجوم كلب شرس على آخر أمام مالكه في الشارع
- لبنان.. عشرات القتلى بالغارات الإسرائيلية بينهم 20 قتيلا وسط ...
- عاصفة ثلجية تعطل الحياة في بنسلفانيا.. مدارس مغلقة وحركة الم ...
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من الشرطة في هجوم قرب السفارة الإسرائ ...
- اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا ...
- العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال ...
- سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص ...
- شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك ...
- خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - شمسان دبوان سعيد - أزمة اغتراب الذات