أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حميد كشكولي - الخليج، عربيّ أم فارسيّ؟..فتلك مشكلة القوميين العرب و الفرس ، فليتناطحوا في حلبتها














المزيد.....

الخليج، عربيّ أم فارسيّ؟..فتلك مشكلة القوميين العرب و الفرس ، فليتناطحوا في حلبتها


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 1034 - 2004 / 12 / 1 - 08:02
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


نشرت مؤسسة " نشنال جيوغرافيك" في عدد مجلتها الأخير خريطتها السنوية للعالم ، و اظهرت إلى جانب اسم
" الخليج الفارسي" و بين قوسين اسم " الخليج العربي" . فهاجت و ماجت القطعان القومية الفارسية معترضة على مؤسسة ناشنال جيوغرافيك ، و مهددة إياها بالويل والثبور ، وقد هاجم حزب الأمة الإيراني النظام الإيراني لتخاذله أمام الأنظمة العربية ، و طالبه بالتحرك في سبيل " صيانة كرامة و شرف تاريخ ايران .. الخ من الدجل و النفاق.. " ، و الأنكى من ذلك أن الجمهورية الإسلامية على اتفاق تام مع القوميين الفاشست في توجهاتهم العنصرية. فالدبلوماسية الإيرانية بعد رحيل الإمام الخميني و بعد توقف قادسية العربان رسميا ، باتت تتابع وتلاحق كل المؤسسات الدولية والإقليمية ، و توابع الأمم المتحدة في كل ما يمت بالتسميات الجغرافية و التاريخية . و كلما ورد اسم " الخليج العربي" أو " الخليج " بدون " الفارسي" هرعت و ألحت على تغييره إلى " الخليج الفارسي" . و مرات قبل سنوات عديدة قرأت في " كيهان هوائي" الناطقة باسم النظام الايراني في الخارج انتقادات لمنظمة مجاهدي خلق لاستخدامها كلمة " الخليج" مجرّدة من " الفارسي" . و لكن مجاهدي خلق كان يستخدم هذه التسمية على مضض ، بسبب علاقتهم القوية مع البعث و تواجدهم على أرض العراق.
و يتذكر من تابعوا في حينه أن الراحل الخميني بعد سقوط نظام الشاه اقترح تسمية " الخليج الإسلامي" أو
" خليج الإسلام " ، إذ في تلك الفترة خفتت إلى حد كبير المشاعر القومية في ايران . لكن قادسية العربان و التكالب العروبي العنصري ضد ايران أثارت النزعة العنصرية الفارسية ضد العرب ، ونكأت جروحا تاريخية ظلت منذ مقتل الخليفة الثاني على يد أبو لؤلؤة ، اعتبار مقتله مؤامرة فارسية صهيونية ضد الأمة العربية تم تنفيذها بيد الموالي المجوس " حتى لو كانوا معتنقين الإسلام " و مرورا بفترات استبداد بني أمية و بني عباس و مظالمهم بحق الشعوب الأقوام الإيرانية .
إن الصراع على تسمية الخليج برز في زمن عبد الناصر أيام صراعه مع الشاه. و من المعروف تاريخيا أن اسم " خليج فارس " قد ثبت منذ مئات السنين و قد ورد نفس الإسم في التراث العربي القديم . و إنّي أتذكر ان الخريطة في كتب الجغرافيا من العهد الملكي العراقي سجلت " خليج فارس" . و ان تسمية " الخليج العربي" جاءت مع الخطاب القومي لناصر.
إنّ ما أريده قوله هو أن الجماهير الواسعة من شعوب ايران أو العربيا ليست لها ناقة أو جمل في هذه التسميات التي تتاجر من ورائها الجماعات القومية بعقل وارواح الناس الأبرياء. إن القوميين الفرس لا يرضون إلا بالتسمية التي هم يريدونها. و في سبيل تحقيق مآربهم يقومون بحملات تعبئة عنصرية ضد العرب ، متناسين أنهم يجرحون مشاعر مواطنيهم أيضا الناطقين بالعربية و الذين يعدون بعدة ملايين.
فالعربي في البلدان العربية قد تربى منذ طفولته و بدون ارادته أن يقول الخليج العربي ، فما ذنبه لكي يهاجمه القومي الإيراني و يشتمه ؟ فالقومي الإيراني حين يقول " عرب" لا يميز بين صدام أو عمر بن الحطاب أو العامل أو الفلاح أو الشحاذ ، فكلهم عرب، و كذلك القومي العروبي يعادي الفارسي و كل الايرانيين ، و لا يريد مصادقة أي واحد منهم، بل بالعكس أنه يرى في كراهية الايراني والفارسي و حزازاته ضد العرب نعمة الهية يجب تنميتها و تغذيتها لكي تستمر وتدوم ما أنزل الله من سلطان. فلا يهم عرابو القومية الفاشية أن يمزق الناس بطون بعضهم لاختلاف السنتهم أو لكناتهم .
القومي لا يمكن أن يكون إنسانيا . فالشخصيات التاريخية التي ارتكبت ابشع الجرائم بحق الشعوب و رعاياها يحتفي بهم القوميون و يقدسونهم . و اللأمثلة كثيرة من كل الجهات في هذا المجال.
إن القوميين سواء العرب أو الإيرانيين يرفعون لواء القومية ، و يمنحون مواطنيهم هويات على أساسها ، مجرّدين إياهم من الهوية الإنسانية و الطبقية . و بذلك يبذرون بذور الشقاق و الحروب القومية ، التي يروح ضحيتها الناس الأبرياء. و هم أي القوميون يرفلون في جناتهم التي بنوها ويبنونها بجماجم و دماء ضحاياهم. لم تأت قادسية صدام على غفلة من التاريخ ، و هذا ما يعلمه الجميع. فجراح الحروب غالبا ما تعود لتلتهب إذا لم يتم علاجها نهائيا على يد من هم صادقون في علاجها.

فيسأل المرء نفسه ، ترى ماذا يتغير من حال الصيادين في الخليج إذا تغير اسمه و هو يعمل لشركات الصيد العالمية . الجواب لا شيئ. لكن التسميات و النعرات القومية والطائفية تكمن وراءها مصالح سياسية واقتصادية لفرسان القومية .



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الإنتخابات العراقية: ألا مِن ُممثّل يمثلّني؟
- المدينة الصناعية وقصائد أخرى
- دماء شيوعية
- أرملة قائد الثورة ستقاتل في سبيل الثروة
- بمناسبة ثورة أكتوبر العظمى
- الليل في ثياب رومانية
- ابن لادن باحثا عن أسياد جدد
- اللبراليون الجدد والقدماء- لو خلتْ منهم لانقلبتْ
- تشومسكي - المهاجم الذي لا يحسن الدفاع
- المستفيدون من عدم قبول تركيا في الإتحاد الأوروبي
- شتّان بين التعاليم الدينية و سلوكيات شعب العراق السمحاء
- لماذا تراجعت الثقافة التقدمية و التحررية في العراق؟
- شفاه الموت
- بين المادة التاسعة من القانون الأساسي في العهد الملكي و الما ...
- الأديب السويدي المنتحر ستيغ داغرمان و حفرياته في النفس الإنس ...
- الحياة مثل العشب
- صلاح الدين و صدام
- أحلام خضراء تخضب خطواتي
- الشرق و الغرب التقيا في اسطنبول قلبيا
- عربدة مقتدى زوبعة في فنجان


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حميد كشكولي - الخليج، عربيّ أم فارسيّ؟..فتلك مشكلة القوميين العرب و الفرس ، فليتناطحوا في حلبتها