أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - أيها السوريون: دعوني أقَبِّل رؤوسَكُم














المزيد.....

أيها السوريون: دعوني أقَبِّل رؤوسَكُم


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 3473 - 2011 / 8 / 31 - 16:48
المحور: حقوق الانسان
    


كم وددت أن أبعث إليكم تهئة العيد بسقوط الصنم الهش كما فعلت مع المصريين والليبيين والتونسيين، ولكن لا بأس فقد تأتي التهنئة المتأخرة حاملة معها بشائر نصر قادم بسقوط طغاة آخرين في عالمنا العربي الذي تجمعت كل فصول العام فيه ربيعاً حتى لو أصر أسياد الوهم على جعله خريفا يقطعون فيه رقاب شعوبهم، ويضاعفون أعداد المفقودين لعل الشمس تخفي وراءها ما تبديه في شوارع المدن الحزينة.
كل الثورات الشعبية تثلج صدري، وأي حالة غضب ضد الخنوع والخضوع والقهر ينبغي أن نحتفل بها كما نحتفل بأعيادنا كلها خاصة أن هتافات السوريين ضد جزّارهم بدتْ لي نغمات موسيقية لحـَّنتها السماء، وعزفتها حناجر طاهرة ترفض أعتى قساة العصر.
ما أجمل ثورتكم الرائعة وهي تلعن شبلا ضعيفا أقنعه المنافقون والأفـَّاقون والأوغاد أنه أسد، وأن جُحره الذي يرتعد فيه خوفاً هو عرين، وأن كلابه لا تنبح ضد اللصوص، ولا تهز ذيلها فرحاً إلا بمَقـْدم الشبـّيحة.
تحيرني قدرة سفاح دمشق على المجيء بعشرات الآلاف من رجال الجيش والاستخبارات والفن والأدب والإعلام والدبلوماسية وقد ارتدوا جميعاً أقنعة المـَذلة والمسكنة والعبودية وهم يلعقون حذاءه، ويمرغون أنوفهم في التراب تحت قدميه فيصطادون الأبرياء من فوق أسطح المنازل، ويمارسون كل أنواع التنكيل والتعذيب والغلظة مع من أوقعهم حظهم العاثر في قبضتهم.
لا أخاف من استمرار نظام الأسد الشبل، فمن يملك أبسط القدرات على استشراف شروق شمس اليوم التالي لا يخالجه أدنى شك في أن دراكيولا الشام يـُعِدّ حقائبه للهروب إلى الشاطيء الآخر من خليجنا العربي، لكنني خائف من وجود أعداد كثيفة وهائلة محسوبة على السوريين والشياطين في نفس الوقت، يملكون هوية قلب العروبة ويحلمون مثلما حلم سعد حداد وأنطوان سعد بالأرتماء في أحضان فتيات إسرائيليات على شاطيء إيلات، ومكافأة شهرية من جيش الدفاع الاسرائيلي(!) لكل الخدمات التي قدمها عملاؤه في الجنوب اللبناني!
أخاف يوم يعلن أحرار سوريا بعد هروب عائلة الأسد أو قتلهم أو إعدامهم أن المقابر الجماعية يزدحم بها باطن الأرض العربية المحررة، وأن أوغاد الحـُكم لم يكونوا تحت تهديد السلاح والترويع والترهيب، لكنهم تبرعوا من جراء كراهيتهم الإبليسية لأبناء بلدهم، فمارسوا كل صنوف التعذيب والاخضاع والسيطرة والقهر بلذة ومتعة وغبطة لن تعطي فرصة في سوريا الجديدة للقول: اذهبوا فأنتم الطلقاء!
أيها السوريون:
ملحمتكم درس سيتعلمه أبناؤكم في المدارس والجامعات كما يتعلمون دروس العبادة، وعندما صلى الأسد وخدمه وعبيده ومتزلفوه صلاة العيد في الوقت الذي كنتم تتظاهرون، وتعتصمون، وتفقدون البريء تلو الآخر، فإن العلي القدير كانت له، سبحانه، حسابات خاصة، وأظن، وبعض الظن يقين، أن صلاتهم لم تصل إلى السماء الدنيا، وثورتكم هي الصلاة الحقيقية التي تقبـّلها الله بغض النظر عن دين أو مذهب أو فـِرقة الثائر، فالجنة تحت أقدام الثوار.
كنت أريد أن أبعث لكل السوريين الذي أعرفهم، وبعض الذين لا أعرف، تهنئتين: واحدة بعيد الفطر، والثانية بالنصر، لكنني لم أفقد تفاؤلي وأكاد أرى ثورتين جديدتين لغضب شعبي عارم في بلدين عربيين عانا من الطغاة ردحاً طويلا من الزمن.
أيها السوريون:
هتافاتكم تتفوق على أي كونسرتو أو عزف جماعي أو أناشيد وطنية يطلقها ربيع الوطن العربي الهادر غربا وشرقا، والغاضب شمال وجنوبا، والثائر مدناً وحضراً، وعندما كتبت في شهر يناير( أكاد أرى سراويل مبللة) كنت فعلا أراها على أجساد جبناء يعادونكم من القصر الجمهوري بدمشق إلى درعا، ومن اللاذقية إلى بانياس، ومن حِمص إلى حماة.
مدن سورية ستلهم كل الخاضعين من أبناء العروبة في المستقبل روحَ المقاومة، وسيعرف المتبرعون بدماء لأنياب الأسد أن السوريين تحرروا حتى لو لم تتم إذاعة البيان رقم واحد، يستتبعه خبر القاء القبض على بشار وماهر وبشرى وأسماء وهم يحاولون الهروب من الحدود العراقية أو اللبنانية استعداداً للقفز في أحشاء طائرة إيرانية جاثمة فوق مطار أقيم لمن أراد أن يلحق بزين العابدين بن علي وعلي عبد الله صالح وليلى الطرابلسي.
أيها السوريون:
دعوني أقبـّل رؤوسـَكم، وأدعو الله أن يرحم شهداءكم الأبرار،وأستعد لزيارة أرض البطولة والأمجاد، وأستمع لقصص المئات عما لم تستطع الشاشة الصغيرة أن تحكيه أو تقصّ على أسماعنا وعيوننا بعضا منه.
إنها خطوة واحدة .. بل هزة واحدة ويتهاوى أعفن أنظمة الاستبداد، وإلى أن تضعوا القيد الحديدي في يدي سفاحكم الأشر، فإنني أنتظر بصبر نافد بشائر نصر لاحت أكثر وضوحاً من شمس دمشق في ظهورها وظـُهرها وهي تتوسط كبد السماء .



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار بين علماني و .. سلفي!
- أيها الجزائريون .. انتفضوا يرحمكم الله!
- نهاية الطاغية البلياتشو
- 26 أغسطس .. جمعة تحرير سورية من أنياب الأسد
- مصر كبيرة .. مصر صغيرة
- اليوم .. كلنا نرويجيون
- رسالة حب إلى ميدان التحرير
- الخطاب الأول لرئيس سلفي
- رسالة من بلطجي إلى المصريين
- مصر بدون مبارك كما شاهدتها الحلقة 5
- الفتاوى الصحيحة في الرد على العلمانية القبيحة
- رسالة مفتوحة إلى مصاص الدماء!
- عودة مواطن مصري من الجبهة
- مصر بدون مبارك كما شاهدتها الحلقة 4
- مصر بدون مبارك كما شاهدتها الحلقة 3
- سيدي القاتل .. نضمن لك خروجا آمنا
- مصر بدون مبارك كما شاهدتها الحلقة 2
- أعداء مصر في 27 مايو
- مصر بدون مبارك كما شاهدتها .. الحلقة 1
- هنا القاهرة .. لكنني لا أُصَدِّق!


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - أيها السوريون: دعوني أقَبِّل رؤوسَكُم