ضيا اسكندر
الحوار المتمدن-العدد: 1034 - 2004 / 12 / 1 - 07:34
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
أدفع نصف راتبي الشهري هكذا, حسنة لوجه الله تعالى, إذا ما تكرّمتْ عليّ أمانة سرّ مجلس الشعب وزوّدتني بأسماء الأعضاء وصورهم الذين صوّتوا لصالح المادة ( 137 ) من مشروع القانون الأساسي للعاملين في الدولة . والتي تجيز تسريح العامل دون ذكر الأسباب, ولا تسمح له بالطعن أمام القضاء. وذلك قبل أن يتمّ تعديلها في اليوم التالي ليصبح تسريح العامل من صلاحيات رئيس الجمهورية بدلاً من رئيس مجلس الوزراء.
وطبعاً لن أذيع سرّاً إذا ما صرّحت عن سبب اهتمامي بمعرفة أولئك الأعضاء الذين خذلوا الطبقة العاملة وصوّتوا منصاعين لأوامر القيادة القطرية. وأجزم أنهم كلهم من الجبهة الوطنية التقدمية.
أما سبب حرصي على معرفتهم فهو أنني سأقوم بالإجراءات التالية حيالهم إذا ما أتيحت لي الفرصة والتي سأسعى جاهداً لتحقيقها:
- إذا صدف والتقيت أحد النواب في الشارع, فمن المؤكد بأنني لن ألقي عليه التحية, بل سأعبس بخلقته مدمدماً بصوت مسموع: ( الله يلعن الساعة اللي انتخبتك فيها ). وإذا ما أوقف سيارته ودخل أحد المحلات, فسوف أسارع لتنفيس دولاب سيارته وألوذ بالفرار.
- لا بدّ أنه سيأتي يوم ويلقي فيه خطاباً أو كلمة ما في إحدى المناسبات, ومن الطبيعي ألا أصفق له. بل ربما أتجاسر وأقوم بالصفير مقلداً زمور سيارة الإسعاف لكي أنغّص له عيشته.
- إذا كنت جالساً إلى جانب أحدهم على مدرّج ملعب رياضي نراقب معاً مباراة لكرة القدم. فسوف أشجع فريق الخصم نكاية به. وإذا ما حصل شغب في الملعب, سأغتنم الفرصة وأرشقه بما يتيسّر لي ( عبوة فارغة, عرنوس درة, حجر... ) أصلاً في هذه الحالات تكون الطاسة ضائعة, وما حدا لحدا.
- رغم شهادتي الجامعية, فإنني سأعمل نادلاً في المطعم الذي يرتاده أحدهم. وأضع صرصوراً في صحن الشوربا وأقدّمه له... وعليّ وعلى أعدائي يا ربّ!
- إذا باغتني أحدهم وزارني في بيتي فسوف أضع له الملح بالقهوة عوضاً عن السكر, بحجة أنني سهوت. لاعناً الشيطان أمامه للتمويه. وسوف أضيّفه فواكه معطوبة وأضع إلى جانبها بكرة محارم خاصة بالمراحيض. لأجعله يقرف ويختصر زيارته غير الميمونة.
- من المؤكد أنّ جلّهم سيرشحون أنفسهم بالدورة القادمة لانتخابات مجلس الشعب, وسيقومون بزرع دعاياتهم في كل الأماكن, ملصقين صورهم على الجدران. ومن الطبيعي أن أنتقم منهم وأخربش على صورهم؛ هذا أضع له عصابة على إحدى عينيه ليبدو كالقرصان. وذاك أرسم له نابين كبيرين في فمه يقطران دماً مثل ( دراكولا ). وذانك أكتب تحت صورته: ( انتخبوا هذا المنافق! ) وهكذا ...
حتى يتعلموا كيف يبصمون ويصادقون على ما يضرّنا ويؤذينا.
( العمى! أي والله شي بحط العقل بالكف! )
ضيا اسكندر - اللاذقية
#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟