|
قرابين العيد
بركات العيسى
الحوار المتمدن-العدد: 3472 - 2011 / 8 / 30 - 17:19
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
قرابين العيد يحتفل العالم الإسلامي كلا على طريقته الخاصة بمراسيم عيد الفطر بعد رمضان دامٍ شهدت من خلاله دول عربية مختلفة دكاكين قصابة بمذابح ومجازر على مزاج الناحرين المجاهدين كثيرا ، ولم يقتصر هذا الجهاد الذي يقتل الله من أجل الله على مشاهد الثورات العربية فحسب بل وسع نطاقه كثيرا ليشمل بيوت الله غير الآمنة في العراق وغيرها من الدول التي تعيش تحت رحمة الدمويين الموهوبين ، شهر الخير والعطاء تغير عن سابقاته وبتطور بالغ تحول الى شهر القتل والحرق والتقطيع ، حرق مواطنين ليبيين كأنهم كانوا في صلاة الجماعة ! في إحدى القصور الآمنة للقذافي ، وقتل مواطنين سوريين بالجملة في الشوارع بمشهد يتصارع فيه النظام المتيقن بالرحيل والذي عماه الإسرار على قتل عدد لا يقل عما قتله أعضاء فريقه المطردين من الملعب ، وتقطيع أجساد بشرية في بيت من بيوت الله في عراق قد يرحل عنه الله بما تشهد بيوته من تهديدات واستهداف وكأنها مقار لسفارات إسرائيلية ! . المتشددين الإسلاميين جدا في العراق استهدفوا قبيل العيد جامع أم القرى وقتلوا فيها أناس صائمين بين جدران الله الإسمنتية ! ... يصلون في بيت يسمونه بيت الله .... يقتلون فيه أناس لإرضاء الله ورسوله والمؤمنين جدا ..... يقتلون الإسلام لنصرة الإسلام ... يفجرون بيوت الله في الأرض لضمان بيوته في السماء .... يحاربون الأقداح والسوائل واللحوم هنا لنصرة الدعارة في السماء وشفاء غليلهم من أنهار الخمر هناك .... يقتلون النهد هنا حتى يحصلوا على صدور الحوريات الطازجة في الجنة .... كل شيء هنا حرام .... وهناك الحلال الكبير ..... الإرهاب الشرقي الجديد يقتل فيه النظام شعبه ، وبالمقابل يقتل الشعب شعبيته ... هنا وبتفخيخ سكاكر العيد وإهدائها للأطفال تطمأن القلوب !! هنا يقتلون شعوبا وقبائل ومن قتل كثيرا أتقاه الله كثيرا .... الزمر الكثيرة هنا والتي تقتل الناس على رغباتهم وتعطشهم للدماء البشرية بمشهد يعيد فصائل اللايكينيين في فيلم (تحت العالم) أمام الأنظار ، والأنظمة العربية الآيلة للسقوط تستعين بأعدائها القريبين داخل الدولة ممن كانوا عائقا على أمن واستقرار إمبراطوريات رؤساء العرب المحصنة وهذه الزمر والعصابات اللاشعورية أصبحت السلاح الوحيد وعلى اختلاف تسمياتهم المصطنعة من لدن الشعوب الغاضبة بأيدي أزلام الدولة وأسرهم وعشائرهم .... فالنظام السوري الذي خلق الإرهاب وعلبه ودربه على القتل والتفخيخ بنحر المواشي والحيوانات الأليفة وقتلها بالرصاص تارة هناك حتى تتعلم تلك العصابات قتل العراقيين ونحرهم هنا ، بات يصارع نفس المشاهد التي عاشتها الحكومة العراقية التي لا تزال مضطربة نتيجة هدايا النظام السوري عبر الحدود ، فالأسد أرسل مصاصيه للعراق لنحر بغداد وشعبها والآن يستعين بأولئك المصاصين لنحر درعا ودير الزور ومدنه التي كانت ممسوحة من خارطته غير الثائرة مثله مثل أي منتظر له رأى الشعب خاتما أمينا لنظافة مخلفاته .... وهذا النظام الذي أصبح قريبا من حمله على الآلة الحدباء يرى من غير شيمته ألا يحرق خلفه كل الشعب وهذا ما خلفته الأنظمة التي تُركت تحت ركام ومخلفات الفقراء المغاضبين . ربيع تصفية الحسابات بين الأنظمة الحاكمة نفسها والتي تدفع بملفات الحسابات القديمة الى طاولة الواقع اليأس الذي يعيشه معظم قادة العرب حديثا ، وترافق تظاهرات معظم البلدان التي سقطت أنظمتها والتي تنتظر السقوط بمساندة ودعم بقية العرب مع كل العالم مما يجعل من الهدف سهل المنال ......... سوريا النظام استقبل الشعب برصاص الجيش وطائراتها التي حلقت ولا تزال تحلق فوق بيوت الله هناك وحملات الدهم والتفتيش التي تطال تلك البيوت وما يختلف في المشهد عن هنا داخل بيوت الله لم يستعمل الأسد بعض أشباله لنسف تلك البيوت ........ الأسد الذي صلى صلاة العيد في بيت الله الذي يحمل أسم حافظ الأسد يأمر مخربي بيوت الله من جيشه المعتدي على ممتلكات الله في أرض سوريا بهتكها وإذا طلب الأمر اليقين يقتل الشك بحرق المحتجين داخل تلك البيوت للتحول الى أفران الله ! حين يغضب أي رئيس عربي أو يضطرب أجوائه أو تمس شعرة من عرشه الذي بناه أبديا بمخيلة تم توريثها من عظماء العرب القدامى لا يترك فرصة ضرب بيوت الله أبدا .... فالأسد الصغير هناك صلى ببيت أهداه الله للأسد الكبير .... وأمر بقمع بقية البيوت التي أهداها الله للشعب ..... الرئيس السوري كما الحال مع بقية الرؤساء يطيعون الله الذي يحمل أسمهم فقط .... الرؤساء كما الإرهابيين في العرب يقتلون الشعوب على حساب ربهم المختلف عن رب الشعوب ...... ففي البيان الأخير للقاعدة وعدوا بلاد الرافدين الدمويين بتنفيذ مائة هجمة خلال شهر رمضان نصرا لله وفتح مبين في بيوته وثارا لحبيب ( الله القاعدي) أسامة بن لادن بمعنى أن الثار لا يقتصر على ارض دون آخر ، وقتل الإسلاميين وما تحتهم من القوميات الأخرى في العراق بمثابة قتل ألف جندي أمريكي حسب شريعة القاعدة ....... ما يدنس عليه الجندي الأمريكي من أرض ، حلال على القاعدة ...... فكنائس واشنطن وبيوت الله هنا وجهان لانتحاري واحد ...... الأنظمة تقتل ومثلها القاعدة والشعوب ليست سوى قرابين العيد بما شرعه الله وأهداهم حلالا للمبشرين بالجنة .
#بركات_العيسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من يرفع السيف إذن؟
-
العراق نقطة تحول دون ولاء
-
وينقلب الله شرا على عبيده ........ حين تبرء الله من ايزيديته
...
-
العراق نِعمة الله للفاسدين
-
حين تبرهن الحكومة العراقية إيرانيتها
المزيد.....
-
5 قتلى و200 جريح.. أحدث حصيلة لضحايا هجوم الدهس بألمانيا
-
من هو السعودي المشتبه به في هجوم الدهس بألمانيا؟ إليكم التفا
...
-
مراسل CNN في مكان سقوط الصاروخ الحوثي في تل أبيب.. ويُظهر ما
...
-
المغنية إليانا: عن هويتها الفلسطينية، تعاونها مع كولدبلاي، و
...
-
هجوم بطائرات مسيّرة يستهدف مدينة قازان الروسية ويتسبب بأضرار
...
-
ناقد للإسلام ومتعاطف مع -البديل-.. منفذ هجوم ماغديبورغ بألما
...
-
القيادة العامة في سوريا تكلف أسعد حسن الشيباني بحقيبة الخارج
...
-
الجيش اللبناني يتسلم مواقع فصائل فلسطينية في البقاع الغربي
-
صحة غزة: حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي بلغت 45.227 شخصا منذ بد
...
-
إدانات عربية ودولية لحادثة الدهس بألمانيا
المزيد.....
-
مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة
/ سالم سليمان
-
تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني
/ عصام البغدادي
المزيد.....
|