صائب خليل
الحوار المتمدن-العدد: 1033 - 2004 / 11 / 30 - 11:13
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
بمكان ما, قرأت "النكتة" التالية:
بينما كان الثور الاول يقضم العشب تحت اشعة الشمس الدافئة, لمح صاحبه, الثور الثاني, يهرول نحوه.
انزعج الاول وتوجس تعكير هدوء وجبته, لكنه استمر يقضم بنفس الايقاع حتى وصل صاحبه وهو يدلي لسانه ناهتا من التعب. وبعد ان اخذ الثاني بضعة انفاس قال بقلق شديد: " أعرفت مم يصنعون الهامبركر؟"
اجابه الاول بنظرة عتاب دون ان يتوقف عن المضغ : "الم اقل لك اكثر من مرة انني لا اهتم بالسياسة؟"
* * *
قبل حوالي سنة قالت لي ابنتي "يارا" وكانت في العاشرة : "اين سنذهب يا بابا في العطلة؟"
"لا اعرف الان يا "يارا"...سأخبرك عندما اقرر"
" لماذا انت تقرر يا بابا..اتسمح ان اشارككم في اختيار المكان؟"
ابتسمت للطريقة "الغربية" في الكلام وقلت لها: "ليش بابا..ما عندك ثقة ان بابا وماما يعرفون يختارون؟"
ترددت قليلا محرجة, ثم اضافت: "لا, لكن ربما ما تعتبروه مكانا جميلا, لا اعتبره كذلك. مثلما حدث سابقا"
"اطمئني..هذه المرة سنختار سفرة تناسبك انت ايضا"
"...لكن...ممكن انا اختار معكم ايضا ؟ "
ضحكت في سري واضفت:" ولكننا" بابا وماما" ولسنا غرباء حتى نختار ما لايناسبك. الا تعتمدي على بابا وماما في اختيار سفرة صغيرة؟"
".......هي سفرتي انا ايضا, وانا لست صغيرة!"
* * *
قبل شهر كنت اتمشى على ساحل بحيرة روتردام, فاتصل بي صديق من الحزب الاشتراكي الهولندي يطلب مني المساعدة في الترجمة واستقبال وفد عراقي سيأتي غدا الى بناية البرلمان.
كانت مجموعة صغيرة رائعة الحماسة والفهم, وتحدثنا بعد الجلسة الرسمية كثيرا عن الوطن من جوانب كثيرة لكن اكثر ما بقي في ذاكرتي ما قاله لي رئيس الوفد, محمد جاسم محمد عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي رئيس تحرير جريدة طريق الشعب:
"مشكلتنا الاساسية حاليا هي ابتعاد الناس عن السياسة"
#صائب_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟