داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 3470 - 2011 / 8 / 28 - 12:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كان من اليسر والسهولة على من يريد ان يقضي على خصمه ان يرميه بالزندقة ويوشي به الى الخليفة او الحاكم ، وبمجرد ان يفعل ذلك فما يتوان الخليفة الا ان يستدعيه ليعترف بذلك امام الملا لينال فيما بعد جزاءه العادل ،وعادة ما يكون ذلك الجزاء ضرب عنقه بالسيف ما لم يقر ثم يستتب ويعترف على نفسه حتى وان لم يفعل ذلك ،والخليفة بدوره ان اراد عفى وان اراد نفذ العقوبة .وحوادث من هذا النوع كثيرة على ما سوف نشرح ذلك في فصول قادمة .
فالذي كان ينفرد في رأي ويميل الى قول قد يخالف فيه ما هو مشهور يتهم بالزندقة ،وانه يقول ما يخالف الدين ويريد الطعن بالاسلام ،وهذا يشمل الناس البسطاء اما الخليفة او الحاكم فهو منزه وفوق الشبهات ولا يجوز لاحد ان ينتقده اذا ما بدر منه قول او رأي ،او اذا مال الى اللهو والمجون ،مثلما فعل يزيد بن معاوية وقد بالغ بشرب الخمر واستهتر بالدين وانكر ان محمدا قد نزل عليه الوحي ،وذلك حينما تمثل بقول ابن الزبعري :
لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل
فلم يذكر لنا التاريخ ان ثمة فقيها او عالما قد تصدى له واتهمه بانه كان زنديق ورد عليه قوله .وكذلك ما فعل الوليد بن يزيد بالقرآن وكان يستهزء به حتى جعله هدفا للسهام وهو ينشد :
اتوعد كل جبار عنيد فها انذا جبار عنيد
اذا ما جئت ربك يوم حشر فقل يا رب مزقني الوليد
بل ان هناك من الفقهاء والذين يسميهم عالم الاجتماع العراقي وعاظ السلاطين كانوا يبررون ذلك ولم يتهموه بشئ .وايضا حينما قام الخليفة العباسي المأمون بجمع العلماء ودعاهم الى القول بان القرآن مخلوق ، فالذي رفض ذلك قد تعرض للعقوبة والسجن ،ومنهم من اجبر على ذلك ،وقد سميت تلك الحادثة بحادثة خلق القرآن .ونحن قد نتعرض لها بالتفصيل في فصول قادمة من هذا الكتاب.
#داود_السلمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟