|
الدين الاسلامي يتعارض مع الحياة المعاصرة
سامي كاب
(Ss)
الحوار المتمدن-العدد: 3470 - 2011 / 8 / 28 - 10:33
المحور:
المجتمع المدني
الدين الاسلامي يتعارض مع الحياة المعاصرة
الدين لا يتعارض مع الحرية نعم صحيح لكن الاسلام تحديدا يتعارض معها الى درجة الالغاء التام والتحريم والعقاب عليها باعتبارها كفر وحرام ومن الكبائر احيانا الدين لا يتعارض مع الدولة المدنية نعم صحيح لكن الاسلام تحديدا يتعارض معها فهو يلغيها ولا يعترف بها لان منهج الحياة الشامل في الاسلام هو القران فهو لا يعترف ولا يقبل بدولة المؤسسات والبرلمان بدلا من مجلس الشورى والدستور بدلا من القران والقوانين الوضعية المدنية بدلا من السنة الدين لا يتعارض مع حكم الشعب نعم صحيح ولكن الاسلام تحديدا ينفي حكم الشعب ولا يقبل به لان الحكم لله وحده الدين لا يتعارض مع توزيع الثروة بالعدل لكل ما يستحق حسب جهده وانتاجه ولكن الاسلام يعارض هذا ولا يقبل اللا بتوزيع الثروة حسب الشريعة ونصوص القران والسنة الدين لا يتعارض مع العلوم الطبيعية والتطور التكنولوجي والتطور والنمو في مختلف ميادين الحياة الانسانية ولكن الاسلام تحديدا يتعارض ويلغي وينفي ويجرم ويكفر لان العلم في الاسلام فقط هو علم القران والسنة وما اتى به الاسلام من عند الله عالم كل شيء وكل مستحدث في الحياة بعد نزول القران من علوم وتكنولوجيا وتطور في ميادين الحياة مرفوض وغير معترف به وان تم الاجتهاد من قبل ائمة الاسلام وقبوله تجاوزا لمواكبة التطور والنمو الطبيعي للحياة فان الفكر الاسلامي المنغلق لا يترك هامشا للمؤمن في حرية الاعتقاد والخروج عن النصوص الملزمة والموجبة والفرضية واي خروج عنها يعتبر كفرا او ارتدادا
ولهذا عندما يطرح الدين في اي مسالة من مسائل الحياة يجب ان يستثنى الاسلام من الديانات لخصوصيته لانه ببساطة مختلف عن باقي الديانات كلها من الامور التالية : - الاسلام منغلق وثابت في حدود القران اللذي لم يتغير ولم يتطور بالتعديل والحذف والزيادة كباقي الكتب السماوية مثل التوراة والانجيل وكتب باقي الديانات مثل الزرادشتية والبوذية وغيرها حيث ان كل الكتب الدينية في باقي الديانات عدا الاسلام تطورت اي جرى عليها تعديل وتغيير وتطوير تبعا لتطور حياة الانسان وحضارته بالتوازي مع تغير الزمان والمكان ومستجدات الحياة وحيثياتها مما جعل الدين منسجما مع الواقع ومتلاحم مع حياة الانسان فالدولة المدنية مثلا لم تتعارض مع الديانة المسيحية او اليهودية او البوذية او غيرها لان الكتب الدينية والنصوص المقدسة واكبت وتغيرت وتعدلت وتطورت لغة ومفهوما ومنطقا وفلسفة وجوهرا واسلوبا ونظرية وقانونا ودستورا مع كل المراحل الحضارية اللتي اوصلت الانسان الى مرحلة الدولة المدنية واللتي نتج عنها مفاهيم حديثة مثل مفهوم الحرية والعدالة والديمقراطية وغيرها في الوقت اللذي لو تتبعنا التاريخ الاسلامي منذ ظهوره الى يومنا هذا نجده ثابت جامد نمطي تقليدي رجعي غير قابل للتطور ولم يجري عليه تطور اصلا ناهيك عن ان الاسلام ظهر في بيئة صحراوية نمطية ثابتة المعالم كل عناصرها رمال وجمال وغنم وخيام لم يكن هناك تنوع بيئي مثل الماء والاشجار والتضاريس وتعدد مقومات الحياة ومقدرات العيش ووسائل الانتاج وعلاقات الانتاج بحيث يفرض هذا التنوع والامتداد الحياتى افقيا وعموديا على توسع هامش الحرية في الاعتقاد والاجتهاد اللذي يستوجب تطور الاسلام واستعابه لتطور الحياة ومواكبته نهاية اذا كان هدف الدين كدين هو توفير حياة افضل للانسان والحفاظ عليه من الاندثار وبناء حضارة تضمن له حياة كريمة ورفاه وسلام وعدل وان هذه المعادلة قد اصبحت واضحة للانسان بفضل النمو والتطور الطبيعي له عضويا سواء في جهازه العصبي او جسده وقد اصبح يدرك بطريقة علمية منطقية من خلال قدراته على الفهم والاستيعاب اللتي لم تكن متوفرة عندما اعتمد الانسان على دستور الهي لتنظيم حياته فهو اليوم يقدر ان يصنع دستورا ينظم حياته بكل فروعها وتخصصاتها على اكمل وجه دون اللجوء للاله اللذي هو مجرد صورة وهمية صنعها الانسان في مخيلته نظرا لقلة معرفته وعلمه لطبيعة مادة الحياة وتصرفها وعلاقته معها ونظرا لقلة توفر الامكانيات الذهنية والجسدية المتوفرة لديه حينها ونظرا لقلة ممارسته للحياة واكتساب المعرفة والخبرة وتقنية الحياة اذن بهذه الرؤية الواضحة والبسيطة اصبح الانسان ليس بحاجة للدين سواء كان هذا الدين يتعارض مع الحياة او لا يتعارض سواء كان ابيض او اسود لا يهم الانسان بشيء وان الله كمصدر للتشريع ومراقب للسلوك ومحاسب ومعاقب ومجزي ومرشد لم يعد يلزم الانسان ايضا فكل اهداف الايمان بالله موجودة ومتوفرة لدى الانسان الحديث بفضل وعيه وادراكه وفهمه ومعرفته وعلمه واجتهاده وقدرته على التفكير الابتكاري والابداعي الى درجة انه يقدر ان يصنع من ذاته الها حقيقيا وليس صوريا تخيليا وهميا كالاله السابق وبهذا نكون قد تحولنا من حيز الفكر الغيبي الذي ينتج عنه الارهاب والرجعية والتخلف والعجز والمرض والفقر والماسي والحروب ويتعارض مع تطور الحياة وسعادة الانسان ورفاهيته وبناء حضارته بالشكل الافضل الى حيز الفكر العلماني اي الفكر المادي الطبيعي اللذي ينتج عنه العلوم الطبيعية والتقنيات الحياتية والمعارف والخبرات وتطور الانسان ذاته عقليا ونفسيا وجسديا وتطور مادة حياته بالشكل الانسب والافضل نحو بناء حضارة تقدمية متطورة يحيى الانسان ضمنها برفاه وسعادة وامن وسلام وكرامة يمارس انسانيته من خلالها ويحصل على كل حقوقه الحياتية بفضل دستورها وقانونها اذن يتطور الانسان من مرحلة الفكر الغيبي الى مرحلة الفكر العلماني او المادي الطبيعي ومن مرحلة الدين الى مرحلة العلم والمعرفة ومن مرحلة التخيل والتصور والاعتقاد الى مرحلة العمل وممارسة الحياة واكتساب الخبرة والمهارة والمعرفة والتقنية في مجال تطويع المادة لخدمته وبناء حضارته وخلاصة القول هي لا اله والحياة مادة
#سامي_كاب (هاشتاغ)
Ss#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
متى يعرف العرب معنى الثورة ؟
-
عدوانية الاسلام
-
الدين لا يصنع الخلق في الانسان انما ينظم السلوك فقط
-
وصايا من العلمانية
-
نحن كعلمانيين ضد الدين اي دين
-
فتاة تحررت من سجن الوهم الالهي
-
جريمة الخزي والعار
-
الى كل امراة في بلاد العرب والاسلام
-
المسلم المنتسب والمسلم المنتمي
-
شروط ايماني بالله ان اردت الايمان
-
ايها العرب المسلمون
-
العقل العربي الخامل
-
الحوار ومفهومه
-
صورة واقعية يومية في بلاد العرب والاسلام
-
العلمانية والغيبية
-
لنهاجر يا صديقي
-
الحب الحقيقي
-
رسالة تصف معاناة امراة في بلاد العرب
-
الحرية الجنسية
-
نداء من الشباب العربي العلماني الحر
المزيد.....
-
عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت
...
-
إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص
...
-
وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو
...
-
هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو
...
-
الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال
...
-
العفو الدولية:لا احد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا منتخ
...
-
المفوضية الاممية لحقوق الانسان: نحترم استقلالية المحكمة الجن
...
-
المفوضية الاممية لحقوق الانسان: ندعم عمل الجنائية الدولية من
...
-
مفوضية حقوق الانسان: على الدول الاعضاء ان تحترم وتنفذ قرارات
...
-
أول تعليق من -إدارة ترامب- على مذكرة اعتقال نتانياهو
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|