أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - لماذا التخوف من مابعد ربيع الشرق الاوسط؟















المزيد.....

لماذا التخوف من مابعد ربيع الشرق الاوسط؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3469 - 2011 / 8 / 27 - 16:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من المؤكد ان الثورات التي اندلعت و وصلت شرارتها في هذه المنطقة الى الاجزاء المختلفة منها لم تنحصر في بقعة او بلدما، او تخص شعب معين او قومية دون غيرها، مهما كان الانتشار بطيئا و متطلبا و اخذا لوقت اكثر مما يستحقه، و ان كانت الظروف الموضوعية و الذاتية التي دفعت لاتقاد شرارة هذه الثورات موجودة في هذه المنطقة باكملها بما فيها من الشعوب و المكونات المختلفة الاشكال و الاجناس و الاعراق، فان الثورة ستعم المنطقة لا محال اليوم كانت ام غدا، اي المسالة ليست الا ما تحتاجه من الوقت الملائم من اجل انتشارها كالنار في الهشيم .
المفرح في الامر انها عبرت الحدود و لم تعر اي اهتمام يذكر بنوع او شكل الحكومات و خصوصياتهم، لا بل استلهمت الشعوب طريقة النضال و العمل المشترك من بعضها البعض، لما هم فيه من الصفات و السمات التي تضم العوامل المشتركة لدفعهم نحو التضحية بما يملكون دون ان يعيروا اي اهتمام بالنفس و الممتلكات، كل ذلك نتيجة ارتفاع نسبة القهر و القمع و الاعتداءات التي عانوها، و الى حد لا يمكن ان تطاق في هذه المرحلة التي توفرت فيها على الجانب الاخر الملامس لهم و المناقض، من العناصر و وسائل الترفيه و السعادة و الحرية التي يتبنون فيها كل ما يؤمنون و يضمنون سعادتهم و رفاههم، و الدافع الكبيرالاخر لهذه الثورات كان التواصل و الاحتكاك نتيجة التطورات الاتصالاتية و المنفعة التي احسوا بها دون اي عائق يذكر سواء طول المسافة بينهم كان ام اختلاف الاعراق و الالوان و الافكار .
اذن الثورات التي تجزأت و اخذت مسافات و ابعاد مختلفة و هي مرحلية حتما، ليست الا ثورة واحدة و انما تتالت و تسلسلت من بقعة لاخرى و ستستمر و انها بمثابة عملية جارفة لكل ما يعيق التواصل الانساني بين الشعوب، مهما كانت وسائل و قوة مدبروا و منفذوا من يريدون اخماد هذه الثورات و اعتماداتهم، فمن المتوقع ان تستدام و تستمد دوافعها من الافكار و الخطط الحديثة على الرغم من عدم وضوح كينونتها بشكل كامل، ومن المتوقع ان تتخللها شوائب في مرحلتها الاولى الا ان جذوتها ستبقى متقدة، و لا يمكن اخمادها طالما كانت الاسباب و العوامل قائمة، و انها ستبقى على حالها لان الاوضاع و الاسباب تبنت على الاستراتيجيات و الخطوط العريضة، و لا يمكن تصحيح مسارما هو القائم على الحكم الا بفناء مصادره المتنوعة لاستمراره، و لا يتم هذا الا بالثورة العارمة .
لو نظرنا و استكشفنا نظريا ما يجري، ربما يراودنا شك و تخوف بسيط من مضمون مايجري و من مسار العملية و من ورائها، و ربما نعتقد من اول وهلة الى انه يمكن حدوث ردات قوية عما يمكن ان نصل اليه في اخر المطاف، نتيجة الانتقال الفجائي من المرحلة المستقرة منذ مدة ليست بقليلة الى مرحلة او فترة مهزوزة، اي ربما نرى لفترة معينة ما يمكن ان يجبرنا على السير خطوة الى الوراء شكلاو ليس مضمونا، اما لو تمعنا بشكل دقيق و بوعي وافر لما يجري استنادا على التركيز في جوهر التغييرات و فحوى العملية الطويلة المدى التي نعتمد بشكل عام و من كافة الجوانبعليها ، في الوقت التي يجب ان نعيد الى الاذهان مراحل التغيير العالمية و ماجرى من الانتقالات العظمى في مسار حياة الامم، سوف نتفائل بما نحن فيه و ما يمكن ان نصل اليه بعد حين، و ان كانت العملية سائرة ببطء شديد ، و هذا له اسبابه العديدة، و لكن النتيجة و ان انتظرناها ربما طويلا فانها ستكون لصالح ما تفيد الانسانية بشكل اعم و تخص الجانب الايجابي للمعيشة البشرية جمعاء ، و قبل الكل هنا في الشرق الاوسط او ما تسفيد من معطياتها و ابعادها المناطق المتقدمة من العالم ايضا.
لو دققنا و دخلنا من الابواب الى ماوراء الستار، وحللنا ما يتصف به القائمون على العملية المتعددة الجوانب من الثورة من الجوانب الفكرية و الثقافية بشكل عام ، و اليوم يدخل الجانب العقيدي ايضا في فوران الثورة اكثر من غيره، يمكن ان نتردد لوهلة في بيان ما نتوقعه ، ثم ان حاولنا الاستدامة في قراءة مابعد هذه المرحلة بما فيها و مستوجبات الانتقال المطلوب، سنكشف ما يدفع الى الخروج من الظلمة المؤقتة التي يمكن ان نتحسسها في المرحلة الانتقالية، و هذا نتيجة طبيعية لما نحن فيه وما نتطلع اليه ما تتمتع به الشعوب من ما فرضته الاعتقادات و الثقافة العامة و موروثات التاريخ و مستوى الوعي العام على كافة الاصعدة، و مما يمكن ان يندفعوا بها من اجل التقدم و تقديم التضحيات المطلوبة التي لا يمكن انجاح الثورات من دونها، و ان كانت اهدافهم و ما يرنون اليه غير ما تصل اليه المرحلة بعد حين، و ربما سيصابون بخيبة امل كبرى في وقت ما، اي لو اعتقد البعض ان المستقبل القريب سيكون لصالح بعض المعتقدات و الايديولوجيات و الافكار حصرا ومنها المعتقدات الظلامية نسبة لما فيه الانسانية من النور من الجانب الاخر المناقض، ربما يكون على حق في جانب منه لو لم يكثف جهوده في قراءة ما بعد المرحلة قليلا، لانه في المرحلة المنشودة لا يمكن ان يتمتع بقوة و مساحة من العوامل و الادوات التي تمكنه من تنفيذ ما يتمتع به من الاعتقادات و التوجهات السطحية و هو مقتنع بها و باصحيتها تماما و من جانبه فقط، الا ان عوامل التغيير و دوافع الانتقال الى مرحلة اعلى من معيشة الانسان في هذه البقعة لن تدع المعوقات تمنعه من المسيرة و هو يتقدم مزيحا امامه كافة الفضلات المتبقية من جريان التاريخ و ما فيه من كافة النواحي .
اذن الشك و التخوف لمرحلة تاريخية قصيرة لما تاتي من الظروف اعتقاد مشروع للغاية، و لكن الخوف و الخشية من النتائج النهائية ليس له اي مبرر ولافي محله ابدا، هذا لو قرانا و استبصرنا ما تتضحه المرحلة و ما بعدها و ما يجب ان نصل اليه عن استقرار الامور و الانتقال الى المرحلة المنشودة. الاصح لو تكلمنا بصراحة اكثر ، انه ربما يكون شرا في وقت ما، نعم يمكن ان تكون بعض اجزاء المراحل شرا و انها تكون على حال اكثر سلبية مما نحن فيه، في حال سيطرت من لا يؤمن بما يجري على الارض من التطورات و التغييرات الطبيعية، و لكن الامر المفرح ان زوال ما يمكن ان يقع حتمي لوتفحصنا ما يجري معتمدين على ما حصل من قبل في مناطق العالم الاخرى، ولو اعدنا بذاكرتنا لتاريخ الشعوب في الجانب الاخر و ما عانوه من الويلات جراء التغييرات لحين عبورهم الى شاطيء الامان وهم اناروا طريق لاجيالهم بسلام، و هم كانوا سائرين بسلاسة و بمسيرة طبيعية و تقدم و تطور متتالي يوما بعد اخر .
ماموجود من العقليات و الافكار و التوجاهت و العقائد في هذه المنطقة هي من صنع ابنائها و مسيرة تاريخهاو ما مرت بها و ان اختلطت بما جاء جزء منها من البعيد، و ان كانت المثالية و الروحانيات اكثر سيطرة مما غيرهم عليه في المناطق الاخرى من العالم، الا ان وقود التغيير يحتاج لمثل هذه الجواهر و على الاعتقاد الاكثر انها ستسهل العملية و تدفع بالقطار على السكة لان ما فيها تدفع حاملها الى التضحية اكثر من غيره، و في الوقت الملائم هي بذاتها تفني ذاتها بعد الانتقال و الوصول الى محطة تنتفي الحاجة اليها، و لا يمكنها ان تدوم و تذوب من جراء عدم امكان استمرارها و عدم ايجاد ارضية لتزكيتها، اي بشكل اوضح، يمكن للفكر الملائم الصحيح ان يستفيد من الزائف المنتشر المسيطر على عقول الاكثرية في مرحلة ما لحين انتفاء اسباب بقاءه و يحل محله في ظروفه و وقته المناسب.
اليوم نحن في بداية المرحلة الجديدة، و ربما تطول مدتها، و لكن ربما تواجه ايضا عوائق و تجابه ما يمنعها من السير بنجاح في وقت و ظرف معين سيخلقه ما يتخوف منه من الشواذ الموجود في هذه المنطقة، و لكن من المؤكد ان المسيرة و ان اعيقت في وقت ما فانها حتما ستستمر ، لان طبيعة الحياة و ما فيها و ما تتميز به من التطور الدائم و التغيير المستمر و ما تحتاجه من التنمية ما تفرضه يستوجب الانتقاللا محال في ذلك، و هذا مايعلمنا و يبشرنا على ان المسيرة مصيرها النجاح و لا خوف لما بعد المرحلة المتنقلة، و بالتالي لا خوف لما بعد الربيع الشرق الاوسط الحالي مهما نُعتت باسماء و صفات شتى من قبل اكثر من جهة .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبين ان من يدعم الاسد هو المالكي و ليس الطالباني
- هل يستحق الاسد كل هذا الدعم يا سيادة الرئيس العراقي ؟
- سقط الصنم الرابع و ما تبقى على الطريق
- بالامس ايران و اليوم طوران
- على الشعب و حكومة كوردستان دعم الثورة السورية
- الصحوة المتاخرة لبعض حكام العرب تجاه الثورة السورية!!!
- على كل دولة ان تهتم باولوياتها كي تستقر المنطقة
- هل يتجه العراق نحو ايجاد نظامه السياسي الملائم ؟
- هل انبثقت التعددية السياسية في العراق؟
- ضرورة الاحتجاج امام سفارات الدول ذوات المواقف المصلحية ازاء ...
- حقوق الانسان و موقف القوى العالمية ازاء ما يحصل في سوريا
- تلحيم كوردستان بالعراق و ليس احتلالها !!
- ما موقف امريكا من قصف ايران الدائم لاقليم كوردستان
- هدر الفرص الموآتية في سوريا خط احمر
- معا لارساء جوهر الكلمات الثلاث (الاعتذار، الشكر، التسامح)
- هل يمكن تحقيق اهداف الشعب الكوردي استنادا على المباديء الاسا ...
- هل بالامكان استئصال آفة الفساد في العراق
- انحباس نهر الوند مع استمرار قصف ايران لاقليم كوردستان
- اعتداءات ايران ستبرر تدخلات تركيا في اقليم كوردستان
- يجب ان ينعقد مؤتمر المعارضة السورية في دولة محايدة


المزيد.....




- مستشار ترامب المستقبلي للأمن القومي يستكشف مقترحات وقف إطلاق ...
- الإمارات تعلن وفاة جندي متأثرا بإصابة حرجة تعرض لها قبل 9 سن ...
- والتز: مبعوث ترامب إلى أوكرانيا متمسك بإنهاء الحرب
- رئيس الاستخبارات البريطانية السابق: أوروبا في حالة حرب حقيقي ...
- -وول ستريت جورنال-: إدارة بايدن لا تمتلك الوقت الكافي لإرسال ...
- أمراض تشير لها التشنجات اللاإرادية في العين
- عالمة روسية: الإنسان لايستطيع تحديد لحظة خروج الذكاء الاصطنا ...
- ترامب يعتزم فرض رسوم جمركية على 3 دول
- بوتين: كازاخستان شريك استراتيجي موثوق
- ممثلو بريكس يجتمعون في يكاترينبورغ


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - لماذا التخوف من مابعد ربيع الشرق الاوسط؟