حسين محيي الدين
الحوار المتمدن-العدد: 3469 - 2011 / 8 / 27 - 02:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بادئ ذي بدئ أرجوا أن لا يتهمني أحد بالتطرف القومي أو العنصري فأن ما أطرحه شيء دأبت على تبنيه دول عريقة في تبنيها للنهج الديمقراطي في كل مناحيه السياسية والاجتماعية والاقتصادية . وهو أن يقسم من يمنح شرف الانتماء إلى الوطن وحق المواطنة فيه قسم الولاء إلى هذا البلد . بل إن بلدان أخرى اشترطت على من يرغب الحصول على شرف المواطنة فيه التطوع في مهام عسكرية صعبة حتى تمنحه هذا الشرف . إضافة إلى شروط أخرى منها إتقان لغة ذلك البلد ومراقبته لفترة طويلة ومراقبة سلوكه . بل تعدت ذلك إلى سحب حق المواطنة منه فيما إذا ارتكب جرما أو روج لأفكار تشيع الفرقة بين مواطني ذلك البلد . فأنا كمواطن عراقي يهمني جدا أن اتاكد من أن القادم ألينا لا يشكل خطورة على مستقبل أبنائنا وبلدنا في الدرجة الأولى . ومخاوفنا تلك تعود لتجارب مريرة عشناها وعاشها من قبل أبائنا وأجدادنا مع بعض ممن فتح العراقيون لهم قلوبهم وبيوتهم وحمايتهم من كل مكروه وقابلوا ذلك بكثير من الإساءة ونكران الجميل . فلقد عرف العراقيين بحبهم لمن يقصدهم من دول الجوار ومن الشتات ,يصاهرونهم ويمنحونهم لقب انتمائهم العشائري وإذا وجدوا فيه رجاحة للعقل وتميزا في السلوك أمروه عليهم . وهنالك شواهد كثيرة على مثل تلك الحالات لست في وارد تسليط الضوء عليها . كذلك فتحنا مدارسنا ومؤسساتنا العلمية و الدينية لكل مسلمي الأرض لكي ينهلوا من معارفها وعندما طاب لهم البقاء منحوا حق المواطنة وسيد من كان منهم ذو فضل .
لم تراعا كثير من الأمور والأولويات في منح حق المواطنة لبعض القادمين مما تسبب بكثير من الأذى وعلى مرور الزمن للعراق كوطن وللعراقيين كمواطنين حيث بقى ولائهم الأول والأخير لبلدانهم الأصلية , وفي أول نزاع مع بلدانهم لسبب ما تراهم يتصرفون كرعايا لتلك البلدان بغض النظر عن عدالة ذلك النزاع . بل ترى البعض منهم أوغل في إيذاء العراقيين فمد يده لقوى أجنبية تريد النيل من سيادة العراق وحريته واستقلاله وهذا لعمري ما يثير في النفس الكثير من الحنق والاشمئزاز مما يدعونا إلى مراجعة مواقفنا ووضع شروط على منح من يتقدم لنيل شرف المواطنة كما علينا أن نراجع من منحوا من قبل الجنسية والتأكد من مطابقتها للشروط الجديدة . حتى نتجنب الكثير من المطبات التي وقع فيها أسلافنا والتعثرات التي نعيشها الآن بسبب الولاء المزدوج وتفضيل مصلحة الآخرين على مصلحة العراق التي تعيق أي خطوة في الاتجاه الصحيح لبناء عراق ديمقراطي تعددي موحد .
#حسين_محيي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟