أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حميد كشكولي - في الإنتخابات العراقية: ألا مِن ُممثّل يمثلّني؟














المزيد.....

في الإنتخابات العراقية: ألا مِن ُممثّل يمثلّني؟


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 1033 - 2004 / 11 / 30 - 10:46
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


يبحثون في الإشكاليات المتصوَّرة في الإنتخابات القادمة المقرر إجراؤها في الثلاثين من يناير العام القادم. منهم من يريدون تأجيلها بحجج مختلفة ، ومنهم - وهم الفئة القليلة- يفكرون في نزاهتها أو تمثيل أوسع للشعب العراقي ، و منهم من يرفضونها جملة وتفصيلا ، وما بدلوا تبديلا، و أيضا بحجج متوافتة و حسب مصالح و مواقع في المجتمع ، و ماضي قذر أو نظيف .

قبل زيارتي للعراق في الفترة الأخيرة ، و بعد أكثر من 21 عاما من الغربة ، كنت أفكر بالإستقرار في وطني ، و عدم العودة إلى السويد التي قبلتني لاجئا فيها منذ أكثر من 15 عاما. و لكنّي بعد البقاء لمدة 40 يوما هناك ، تراجعت عن هذه الفكرة ، و تيقنت أنّي كنت في وهم كبير، وهم التنعم بجنة طالما حلمت بها، في مدينتي التي كان نصيبها من الظلم و الإضطهاد كبيرا و فوق طاقتها، بخلاف المثل القائل : إن الله يأتي بالمصائب على الإنسان بقدر ما يتحمل.
فبدلا من صدام واحد كان يلعب بخلقتنا ، أصبح لدينا الآن مئات الصدامات يعيثون في البلاد نهبا وفسادا و استهتارا بمشاعر الجماهير المسحوقة و الخارجة لتوها من أسر النظام البعثي المقبور . ولا يزال أكثرية الناس حياتهم مرتبطة بالحصة التموينية ، و هناك عوائل كثيرة يعيشون في مساكن لا تليق حتى ببعض بالحيوانات .
وما دام يجري في كل مكان نقاش حامي الوطيس ، و حديث يتأرجح بين تفاؤل و تشاؤم ، أو اختصارا متشائل، عن الإنتخابات العراقية المزمعة ، و التي مهما كانت نتائجها ، سيفرح لها الناس ، طالما تختلف عن طغيان جرذ الأمة الغالب بنسبة 200%.
ولكن ثمة أسئلة تطبق على ذهني وتضايقني ، وأجوبتها أصبحت ألغازا و متاهات يصعب الخروج منها . ففي الإنتخابات القادمة من سيمثلني و أمثالي الذين ليست لهم" أعمام " أو " مستر" و لا حول ولا قوة ؟ هل يحق لي أن أفرح بها و بنتائجها؟
أأطيع طاعة عمياء المراجع التي تفرض على فقراء شعبي الخمس ، شعبي الذين يكدحون و يكدون ليل نهار من أجل لقمة خبز لهم و لأولادهم ، و لا تصرف في خدمتهم فلسا ؟
هل سيمثلني أبطال أم المعارك ، أم لصوص أم الجمارك؟ هل سيمثلني من سطوا على مؤسسات الدولة و نهبوها ، و قلعوا البنية التحتية للعراق و نقلوها إلى إيران الإسلام ، ليثروا و يسخروا من هذا الشعب المظلوم ، و يصوروا كل جرائم بطولات تصب في خدمة تحقيق أهداف الشعب والوطن ؟
هل أنتخب من كانوا قبل سقوط النظام العفلقي بساعات ، بزيهم الخاكي و مسدساتهم ، يطردون الناطقين بالكردية من بيوتهم ، و بعد السقوط ينقلبون بقدرة قادر ، إلى أبطال يطردون مواطنين عربا من مساكنهم ، و يغتصبونها بذرائع ازالة آثار التعريب والتبعيث؟ هل يمكن لأولئك الذين فُضحوا في قوائم العار متعاونين مع صدام و عدي و أجهزته القمعية ، أن يكونوا شرفاء ؟ و أشرف من أسيادهم العفالقة ، لكي يكونوا موضع ثقتي و رضا الناس المظلومين؟ فنتجشم عناء الذهاب إلى صناديق الإقتراع ، و نجعلهم أسيادا و أعزة ، بعد أن كانوا جحوشا ، أذلاء للطاغية؟
هل أدلي بصوتي لجبناء منافقين كانوا يخرجون للتظاهر ، و بتأييد رسمي من حكومات واوساط اوروبية، ضد الحرب على النظام البعثي ، متصورين أن الأمريكان لن يسقطوا صدامهم ، و ثم بعد ساعات من السقوط يعرضون أنفسهم في سزق النخاسة رخيصين جدا للتعاون مع سلطات الإحتلال ، والعمل معها ( في سبيل بناء العراق) ؟ و قد كانوا المستفيدين الأكبر من مأساة الشعب العراقي في ظل الحصار الذي كان يقوّي النظام البائد و يقتل الجماهير العراقية. و لحد اليوم يتحسرون على أيام الحصار الذي أفادهم كثيرا و كسبوا من ورائه ما لم يكونوا يحلمون به من ثراء و أملاك و" تعاطف
أوروبي" ، بسبب الفارق الفلكي بين العملات الصعبة التي يحصلونها كمعونة من البلديات للدول الغربية المقيمين فيها و بين الدينار العراقي. و لو فرضنا أن هناك من المرشحين ، أفرادا أو جماعات، ينال ثقتي و اتصوره نزيها و شريفا ، و لم يكن اسمه مسجلا في قوائم المتعاونين مع صدام وابنيه المقبورين ، هل يمكن لهذا الشخص أن ينجح و يقوم بواجبه و يؤدي خدماته للجماهير ، و سط هذه الغابة المليئة بالضواري؟ هل يسمح له أن يأخذ منهم المبادرة ، و يسحب من تحتهم البساط؟

أنا في شك عظيم. و أنادي مرة أخرى ، ألا من ممثل يمثلني؟
.



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدينة الصناعية وقصائد أخرى
- دماء شيوعية
- أرملة قائد الثورة ستقاتل في سبيل الثروة
- بمناسبة ثورة أكتوبر العظمى
- الليل في ثياب رومانية
- ابن لادن باحثا عن أسياد جدد
- اللبراليون الجدد والقدماء- لو خلتْ منهم لانقلبتْ
- تشومسكي - المهاجم الذي لا يحسن الدفاع
- المستفيدون من عدم قبول تركيا في الإتحاد الأوروبي
- شتّان بين التعاليم الدينية و سلوكيات شعب العراق السمحاء
- لماذا تراجعت الثقافة التقدمية و التحررية في العراق؟
- شفاه الموت
- بين المادة التاسعة من القانون الأساسي في العهد الملكي و الما ...
- الأديب السويدي المنتحر ستيغ داغرمان و حفرياته في النفس الإنس ...
- الحياة مثل العشب
- صلاح الدين و صدام
- أحلام خضراء تخضب خطواتي
- الشرق و الغرب التقيا في اسطنبول قلبيا
- عربدة مقتدى زوبعة في فنجان
- في المربد عرس واوية حقيقي


المزيد.....




- حلبجة: ماذا نعرف عن المحافظة العراقية رقم 19؟
- كلمة الرفيق حسن أومريبط، في مناقشة تقرير المهمة الاستطلاعية ...
- ترامب لإيران.. صفقة سياسية أو ضربة عسكرية
- كيف نفهم ماكرون الحائر؟
- إسرائيل تعلن إحباط محاولة -تهريب- أسلحة من مصر
- مبعوث ترامب يضع -خيارا واحدا- أمام إيران.. ما هو؟
- أول رد فعل -ميداني- على احتجاجات جنود إسرائيليين لوقف الحرب ...
- مقاتلة إسرائيلية تسقط قنبلة قرب -كيبوتس- على حدود غزة.. والج ...
- باريس تُعلن طرد 12 موظفًا من الطاقم الدبلوماسي والقنصلي الجز ...
- عامان من الحرب في السودان... تقلبات كثيرة والثابت الوحيد هو ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حميد كشكولي - في الإنتخابات العراقية: ألا مِن ُممثّل يمثلّني؟