|
الفصل الجديد من حكم المحافظين الجدد
حميد الهاشمي الجزولي
الحوار المتمدن-العدد: 1033 - 2004 / 11 / 30 - 12:35
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
الفصل الثاني من حكم المحافظين الجدد
-1- بعد أكثر من عقدين على انهيار تجربة الاتحاد السوفياتي، تعمل الرأسمالية على تركيز أسس سيطرتها وسيادتها على العالم من خلال : - التحكم في الموارد الطبيعية والبشرية داخليا وخارجيا بالنسبة لكل مجموعة وفي المركز منها الطاقة والكفاءات العلمية والسبق العلمي . - التحكم في الأسواق وتطورها بما يضمن استمرار تدفق البضائع بدون حواجز وبدون حدود جغرافية أو كمية أو قانونية. - التحكم في وسائط الاتصال والإعلام،التي صارت أسلحة حاسمة في المعارك الكبرى.
-2- تشكل الطاقة عصب الاقتصاد العالمي ، ويشكل البترول العنصر الأساسي فيها ،وفي مرتبة ثانية الموارد المتجددة للطاقة وخصوصا النووية، ومن هنا أهمية ما يجري حاليا من صراعات معلنة وغير معلنة حول مصادر الطاقة وحول امتلاك مصادر الطاقة النووية .
-3- تعتبر الصين في مرتبة أولى ، وأوروبا في مرتبة ثانية المنافسين الأساسين للاقتصاد الأمريكي ، ويعتبر معدل نمو الأولى هاجسا للأمريكيين ، ومستقبل أوروبا الموحدة الاقتصادي في حال سيادة الاتجاهات الاستقلالية عن الولايات المتحدة الهاجس الثاني، ومن هنا تراهن الولايات المتحدة الأمريكية على السيطرة على العصب وهو الطاقة ، من أجل التحكم مستقبلا في اتجاهات التطور.
-4- تشكل الموارد البشرية ، باعتبارها حاملة المعرفة العلمية وصانعة التاريخ الإنساني، مصدر إنتاج وإعادة إنتاج للثروة ، وتقاس قيمة الموارد البشرية بالدرجات العلمية التي تميزها والخبرات المكتسبة في تدبير وتطوير عملها والقدرة على التأقلم مع تطور متطلبات الاقتصاد، ومن هنا يمكن فهم عملية استقطاب الكفاءات العلمية التي تمارسها الأقطاب الاقتصادية خاصة الولايات المتحدة وكندا و الدول الأساسية في أوروبا.
-5- تشكل التكنولوجيا الحديثة ، وخاصة منها المعلوميات وعلوم الاتصال والعلوم الجينية مجال فعل وانفعال الاقتصاد بدون منازع سواء تعلق الأمر بالاستهلاك الحياتي أو العسكري ، ويعتبر السبق في هذه المجالات أسبقية وساحة صراع بالنسبة للأقطاب الأساسية في الاقتصاد العالمي .
-6- تعتبر الأسواق ، كمجال لتصريف السلع ، ساحة الصراع الأساسية الأخرى لأقطاب الاقتصاد العالمي ، وقيمة سوق ما لا تتحدد بعدد المستهلكين فقط ، ولكن بثلاث محددات جوهرية : - القدرة على الاستهلاك المتجدد أي القدرة الشرائية المتجددة على المدى المتوسط بأقل تقدير. - الاستعداد الثقافي لاستهلاك السلع الجديدة ، واستيعاب الكميات الهائلة منها وخلق عادات جديدة للاستهلاك وبالتالي الحاجة لسلع جديدة. - توفر شروط تصريف السلع من قوانين وبنيات تحتية وأمن اجتماعي ،وبطبيعة الحال من مداخيل عليا ومتطورة للمستهلكين المفترضين وهذا مرتبط بمعدل النمو الاقتصادي . وتعتبر الصين حاليا المثال الأبرز في هذا السياق و كذلك أوروبا الموحدة خاصة على المدى المتوسط والبعيد .
-7- إن التطور الخارق لوسائط الإعلام والاتصال حولت العالم فعلا الى "قرية صغيرة" من حيث القدرة على التأثير في البشر وفي ردود فعلهم ، فمن التلفزيون الذي يوقولب الرؤيا لدى أكثر الناس تخلفا ويجعلهم جنودا لمثل مغرقة في الرجعية والبدائية ، الى الأنترنيت الذي نستطيع من خلاله أن نوصل المعلومة الى أقصى نقطة بالنسبة لتواجدنا الجغرافي ، هذا التطور الخارق يجعل المتحكم في هذه الوسائط في موقع القوة من كل الصراعات الجارية الآن وفي كل مكان .
-8- أهمية ما يسمى بالشرق الأوسط الكبير( بلدان العالم العربي, زائداً باكستان وأفغانستان وإيران وتركيا والكيان الصهيوني) تكمن في المجال الجيوستراتيجي الذي تحتله حاليا ومستقبلا بالنسبة لمستقبل الاقتصاد العالمي والسياسة التي تؤطره . فهي جغرافيا تمتد فوق .. % من الاحتياطي العالمي للبترول ، وتحد جنوب أوروبا ،وتمتد الى حدود الصين.وهذا الشريط الذي يضمن مصالح الرأسمالية على المستوى الجيوستراتيجي يحمل في أحشائه شروط تهديد هذه المصالح بحيث أن شروط (خلق الظروف التي تهدد المصالح الوطنية لكل أعضاء مجموعة الـ8. وطالما تزايد عدد الأفراد المحرومين من حقوقهم السياسية والاقتصادية في المنطقة, سنشهد زيادة في التطرف والإرهاب والجريمة الدولية والهجرة غير المشروعة- من نص مشروع الشرق الأوسط الكبير المقدم الى مجموعة 8-.)
-9- تغليف الصراع ، بأبعاد عرقية أو دينية أو طائفية يجعله أبعد ما يكون عن الحلول العادلة والمرتبطة أساسا بالمشكل الجوهري الذي هو الصراع حول الثروة وتوزيعها بشكل عادل بين كل البشر وتوفير حياة كريمة لهم . و"لا اعتراض عند الولايات المتحدة والغرب على الأصولية الإسلامية بحد ذاتها....والمقياس هو الخضوع للقوة وخدمتها وليس للدين: نعوم تشومسكي في كتاب الإرهاب ،حالة 11 سبتمبر، ص14 و15 " .
-10- إن أكبر هدية تسلمها مجرم الحرب "شارون" هي " فضاعات 11 شتنبر ، كانت ضربة مدمرة للفلسطينيين وهذا ما أدركوه فورا....: نفس المرجع ص 13" ، وهذه الهدية تحمل الماركة التجارية (بن لادن آند كو، Ben laden & co ) ولم تقتصر الهدية المنسوبة ل "بن لادن" على "شارون" بل استقبلها كل أعداء الحرية بترحاب وذلك بتضييق الخناق على الحريات وسن قوانين "محاربة الإرهاب"، وخلق الشروط الملائمة للإجهاز على المكاسب الديموقراطية التي تحققت على مدى عقود وأعطت دفعة سياسية لم تكن منتظرة لليمين المتطرف المناهض للمهاجرين في كل بقاع العالم .
-11- مشروع المحافظين الجدد بالولايات المتحدة الأمريكية يلتقي مع المشروع الاسلاموي بقيادة بن لادن وأمثاله من الخارجين فورا من التاريخ الى الجهالة والبدائية ، بل إن مشروع الإسلامويين يوفر لمشروع المحافظين شروط تحققه المثلى وبالتالي فإن الاختيار ليس بين المشروعين بل برفض الاثنين ، والدفاع عن مشروع ديموقراطي يجعل نصب هدفه حرية الإنسان وكرامته بغض النظر عن دينه أو لونه أو عرقه أو جنسه كما تضمنها المؤسسات والقوانين والمواثيق الدولية التي كانت نتاج نضال وصراع الشعوب من أجل حياة أفضل .
-12- إذا استطاعت القوى الديموقراطية أن تعبأ الشعوب من أجل الاختيار الديموقراطي فلن يكون أمام الولايات المتحدة الأمريكية لضمان مصالحها ومصالح الشعب الأمريكي إلا الانخراط في هذا الاختيار الذي أصبح يفرض نفسه بقوة الأشياء ، وبقوة المشاركة الشعبية المتزايدة يوما بعد يوم في القرار السياسي ولنا في تجربة الاتحاد الأوروبي بعض التجلي من هذا المنحى.
#حميد_الهاشمي_الجزولي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا لن أشارك في -مسيرة- الرباط ليوم 28-11-2004
-
في ذكرى المناضل الشهيد المهدي بنبركة
-
ذهنية الاسلاموي بين الدنيا والآخرة
-
القضايا القومية بين المواقف المبدئية
-
صناعة الرأي العام استراتيجية لممارسة السياسة
-
تنظيمات الاسلام السياسي بالمغرب بين الأمس واليوم
-
مناقشة لرد مريم الناصري حول -الحجاب-
-
وحدة اليساربين المعوقات الذاتية والموضوعية - الحالة المغربية
المزيد.....
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|