ليث الجادر
الحوار المتمدن-العدد: 3467 - 2011 / 8 / 25 - 18:41
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
الذي يستطيع من ان يميز بين بنية المنظومه السياسيه المهيمنه وبين انعكاسات ادائها الوظيفي ,,يستطيع من ان يدرك بوضوح حقيقة ان الحركات العلمانيه تفقد محوريتها البرجوازيه حينما تكون في مواجهة شقيقاتها حركات البرجوازيه الرجعيه التي يؤلف اجتماعها منظومه سلطويه.. ويتكثف هذا الفقدان الانعكاسي حينما يكون حال مجمل تلك الحركات ذات طابع سياسي تبعي كومبردواري في ذات الوقت الذي تكون قوتها وفعلها هما السائدين والطاغيين على ارض الواقع,, بمعنى ان امكانيات وماهية الصراع الطبقي تكون في اشد حالاتها استتارا وتغييبا على ان يكون ذلك نتيجه لغياب القوى التقدميه المنظمه والمشكله لاداء مهامها النضاليه ولاسباب ودوافع نابعه ذاتيا من النواة المفترضه لانبثاق مثل هذه التنظيمات ..فتصبح حينها تلك القوى (العلمانيه ) حاضنه غير واعيه لبوادر انبثاق التغيير الثوري.. لكن هذه الحقيقه محدده باكثر من شرط وتشخيصها وان كان واضحا فانه يحتاج لان يكون اداء التقييمات فيه حذرا ودقيقا لان فهمها العام السطحي يجعل من هذه القوى العلمانيه البرجوازيه القوه البديله للتغيير بينما دقة تحديد ماهية موقف هذه الحركه يجعلها رديف انعكاسي لتمكين شروط التغيير وبلورة وعيه الثوري ,كما ان تجاهل التاكيد على ادراك هذا التقييم وفي ظل شروط الواقع المذكوره تجعل عملية انبثاق تنظيم تقدمي ثوري ليست فقط صعبه بل اكثر من ان تكون كذلك ...ان تقييم مدى هيمنة القوه الرجوازيه ومفاهيمها السياسيه على الواقع يمثل اساس تشخيص وظيفة مكوناتها وهذا ما يعني تحديد بنية المنظومه السياسيه وتشخيص عناصرها والذي تكون في هذه الحاله القوه او الحركه العلمانيه جزءا منها وعنصرا مكونا من عناصر اسلوبها الذي يشترط هنا تشخيص النمظومه باعتبارها وحدة اضداد ووحدة متناقضات فكريه تم استيعابها قسرا لاستنتاجات سياسيه مختلفه شكليا فقط ...هذا الوضع يجعل البنيه التنظيميه الخاصه للحركه او للقوه العلمانيه ذاتها في حال قلق يشترط حتما اداء وظيفي مختلف تماما عن العناصر المكونه للمنظومه السياسيه في ظل غياب العنصر المقاوم الذي يجب ان يكون هنا خارج نطاق المنظومه المهيمنه ويقف بالضد منها وبشكل قطعي ونهائي وهنا نستطيع من ان نرصد هذه الحاله بشكلها المتجلي في الواقع السياسي العراقي فباستثناء الحزب الشيوعي العراقي الذي بدا دخوله لمنظومة السلطه السياسيه بتخليه عن وحدة ونسق نظريته الثوريه وتفكك مفردات مشروعه السياسي لم يتبقى داخل هذه المنظومه عنصر علماني سوى الحركة الوفاق الوطني التي تطورت في هذا السياق لتشكل ائتلاف القائمه العراقيه ولتؤلف بالتالي عنصر الفعل المتناقض منفردا اتجاه بقية عناصر المنظومه وهذا يعني اولا ان حركة القائمه العراقيه طورت فعل وحدة المنظومه السياسيه السلطويه في العراق باتجاه شرط تفكك وحدة الاضداد التي خلقتها ارادة قوى الهيمنه العالميه لكن هنا يجب الانتباه الى ان هذا التفكك لايمثل باي حال من الاحوال مطلب القائمه العراقيه النابع ذاتيا بل انه يمثل نتيجه حتميه لماهية وحدة الاضداد التي تشكلت مع تشكل مجلس الحكم حيث كانت البدايه جمع الاضداد اللذين يوصفون كذلك باعتبارهم يمثلون لاعبي ادوار الخيارات الاجتماعيه العراقيه والتي فهمت الاداره الامريكيه على انها يجب ان تكون مؤوسسه على المحور الطائفي والعرقي بينما تعامل اغلبية المجتمع العراقي مع هذه الوصفه بوعي غابت عنه الرؤيه الطبقيه الناضجه التي قرنت التمايز الطبقي بالانتماء الطائفي فكانت القاعده الشيعيه ببرجوازيتها الصغيره وعمالها وكادحيها واللذين هم بالفعل يمثلون الاغلبيه الطبقيه المسحوقه ترى في القوى الشيعيه السياسيه ذلك المنقذ الطبقي وليس المنقذ الطائفي او المذهبي او الديني وعلى هذا الاساس تعاملت معها وحينما تكون هكذا بدايات مواقف الاغلبيه فان موقف المكون الاخر وتبعا لنفس درجة الوعي الطبقي اسس موقفه من قوى الاسلام السياسي كرد فعل يمثل رفضا لسلطة الشيعه الطائفي وليس تاييدا له وهكذا الامر لبقية المكونات الاجتماعيه العراقيه ان تطور هذه المواقف ونضوج وعي ماهية المنظومه السياسيه العراقيه وافتضاح حقيقتها والذي كان ولم يزل في تدرج متصاعد مثل ويمثل شروط جدلية انهيار النظام على المدى البعيد وشروط اقوى لجدلية الانهيار الذاتي للمنظومه السياسيه فتحولت وحدة المتنافريين بصيغة الجمع الى وحده المتعارضين وهي الان على مشارف مرحلة وحدة المتناقضين بصيغة المثنى حيث التناقض الحاد والمتازم بين التيار الديني السياسي وبين القوى العلمانيه المحكومين بشرط ادامة النظام البرجوازي الراسمالي والمرتبطين برعاية هذا النظام بامتداداته الاقليميه التي هي الاخرى تقدمت باتجاه اهدافها الستراتيجيه المصاغه وفق شروط النظام الراسمالي العالمي والذي نحبذ هنا من ان نحدد تسميته بالراسمال النقدي لنلمس بوضوح بوادر ممارسات رسميه لمشروع الجمهوريه الصفويه الكبرى ومشروع تركيا الكبيره يقابلهما محاولات عربيه للمقاومه ومحاوله مرتبكه لطرح مشروع خلافه عربيه مجدده (راعيه للدويلات) ...لكن مراقبة حدود وماهية تلك المقاومه والمحاوله المشروعاتيه العربيه واقترانها بتحديدات الشرق الاوسط الكبير الذي يتمحور اولا على ادارة الصراع العربي الاسرائيلي ومن ثم تماهي مفهوم اسرائيل الكبرى فيه يجعل كل ذلك سلبية نشاط العمليه السياسيه الاقليميه متمركز في المجال الذي يلتقي ويتواجه فيه مشروع تركيا الكبيره والجمهوريه الصفويه باعتبارهما ذا توجه رجعي ديني طائفي الامرالذي يجعلهما اكثر قربا من خيار الراسماليه النقديه العالميه في مجرى اختياراتها لشكل السلطه المنفذه لمشروعها وما يتبع ذلك من اختلافات اطرافها الاقليميه التابعه لها.... نعم كلهم احبابها ..كلهم انصارها ,,كلهم بناة وجنود مخلصين لنظامها,, لكنهم ايضا يختلفون فيما بينهم تبعا لطبيعة وبنية ماهيتهم البرجوازيه كما ان الاهم من كل ذلك هو تباين هذه القوى الاقليميه تباين كبيرا في مقاييس قوة الدوله ومدى رسوخ امكانيات سلطاتها واذا ما اضفنا ان المحور العربي وبالادق الشبه محور يميل نحو خلق حاله اكثر استقرار باعتباره يشغل مركز التغييرات المخطط لها وهذا بالتالي يجعلها مهدده ذاتيا وبامكانيات ذاتيه نابعه من المجتمعات التي تحكمها بينما الطرفين التركي والايراني تنقلب عند كليهما الموازنه ويتكثف هذا المفهوم بالدرجه الاولى عند الطرف الايراني وباستثناء البعد الاكثر من ستراتيجي الذي يطال بعض جمهوريات القوقاز وارمينيه فان تقييم سريع واني لما بذلته قوى الراسمال العالمي وبالتحديد الولايات الامريكيه يبين ان مردودات جهود هذه الاخيره لم تدخل الا في خانة خدمة مصلحة الجمهوريه الاسلاميه وسلطنة اوردغان اما اسطورة الزحف البطيء نحو سور الصين واحكام الطوق على روسيا فهذا لا يمكن تداوله الا في خبايا السياسه السريه التي تحاول ان تضع اسس التوسع والاحتلال خارج فعل القوه العسكريه القصوى.. اما اساس اشارتنا الى هذا فهو مستند الى حقيقيتين الاولى ان الصين دخلت النظام الراسمالي العالمي بنموذجها الخاص المميز وهذا جعلها على الدوام عنصرا مهددا للمنظومه الراسماليه ...البقيه تتبع
#ليث_الجادر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟