أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - الجامعات الفلسطينية:تحديات ومسؤوليات














المزيد.....

الجامعات الفلسطينية:تحديات ومسؤوليات


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 3466 - 2011 / 8 / 24 - 14:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


أينما يممنا النظر سواء اليوم أو عبر تاريخ الأمم سنلاحظ تلازما أو علاقة طردية ما بين نهضة الأمم والنظام التعليمي والأكاديمي،فكل الأمم التي تشهد أو شهدت نهضة حضارية وتنموية شاملة كانت تتميز بنظام تعليمي متطور ومؤسسات جامعية مستقلة ،بل كانت استقلالية الجامعات ومراكز البحوث من أهم مقومات نهضة الأمم حيث كانت الجامعات تنأي بنفسها عن الصراعات السياسية والحزبية وبالتالي لا تتأثر بما يعتري الحياة السياسية من صراعات وتداول على السلطة لان رسالتها رسالة علمية وطنية تتعدى الأحزاب والطوائف والحسابات الضيقة للسياسيين،وقد شكلت الجامعات ومراكز البحوث والدراسات حاضنة لثقافة الأمة وهويتها وكان الأكاديميون ضمير الأمة وعقلها النابض واليقظ ،حيث لعبوا عبر التاريخ أدوارا مهمة في تصحيح أخطاء السياسيين وتوجيه النصح لهم بالإضافة إلى تنشئة الجيل الصاعد تنشئة وطنية تعبر عن ثوابت الأمة .
ومن هنا ليس غريبا أن التصنيف العالمي للجامعات كان يتوافق مع ترتيب الدول على سلم التنمية البشرية والاستقرار السياسي ،وهذا يفسر لنا الدرجة المتدينة التي تحتلها الجامعات العربية في التصنيف العالمي للجامعات،فحيث تغيب الديمقراطية وتتعثر التنمية الشمولية تغيب الحريات الأكاديمية وبالتالي تتدهور مكانة الجامعات. في الدول المتحضرة والديمقراطية يحدث توافق بين كل مكونات الأمة على احترام النظام التعليمي والمؤسسات الأكاديمية وعدم التدخل في العملية التعليمية والأكاديمية ويتم تقديم كل أشكال التمويل والدعم للجامعات ليس فقط من طرف الحكومات بل من طرف القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني ومن رجال الأعمال بحيث أن ميزانية بعض الجامعات الأجنبية توازي ميزانية دولة من دول العالم الثالث،أما في الدول العربية فالنظام السياسي والأحزاب بل والطوائف والجماعات تتنافس للهيمنة على النظام التعليمي والجامعات وكل طرف يحاول مد نفوذه للجامعة بما يخدم سياساته وحساباته الضيقة مما يؤدي لتحويل الجامعات لساحات صراع سياسي بين الطلبة وهيئة العاملين من موظفين وأكاديميين من جانب والإدارة من جانب آخر،وبين الطلبة والعاملين وبعضهم البعض ، كل طرف يحاول أن يثبت حضوره السياسي بدلا من إثبات حضوره في مجال الإنجاز العلمي،الأمر الذي يؤدي لتسييس الجامعات وتحويلها لما يشبه ساحة حرب على حساب الاهتمامات الأكاديمية الحقيقية.
إن كان للتعليم وخصوصا للجامعات هذا الدور المركزي في نهضة الأمم وفي الحفاظ على الهوية والثقافة الوطنية في المجتمعات المستقلة والمستقرة ،فلا مندوحة أن يكون لها دور أهم وتقع على عاتقها مسؤوليات أكبر بالنسبة للمجتمعات الخاضعة للاستعمار والتي تناضل من اجل الحرية والاستقلال،وفي هذا السياق سنتطرق لواقع الجامعات الفلسطينية والدور المنوط بها في ظل الحالة السياسية المأزومة التي يمر بها الشعب الفلسطيني،حيث نلاحظ أن أزمة النظام السياسي الفلسطيني سواء الناتجة عن خلل إدارته للصراع مع العدو أو الناتجة عن أزماته الداخلية وعلى رأسها الانقسام انعكست سلبا على النظام التعليمي وعلى حال الجامعات الفلسطينية سواء في الضفة أو القطاع دون أن يعير السياسيون كثير اهتمام لهذا الموضوع،فالسياسة والصراع على السلطة طغى على كل شيء بحيث تركت الجامعات لتصارع من اجل البقاء وتواجه التغلغل المتنامي للأحزاب ولأصحاب رؤوس الأموال ،هؤلاء الأخيرين الذين وجدوا في الجامعات مجالا للربح السريع دون أن يردعهم وازع وطني أو حرص أكاديمي .
إن كان البعض يجد عذرا أحيانا للنظام السياسي فيما يتعلق بمحصلة صراعه مع العدو المتفوق في كافة المجالات ،فلا عذر لهذا النظام ولكل مكوناته الحزبية والمؤسسية في تجاهله للحالة الاجتماعية والتعليمية بل والعمل على تدميرها سواء بقصد أو بدون قصد.إن أخطر وأسوء سلوك تنهجه الأحزاب والنخب أن تنقل صراعاتها وخلافاتها إلى المؤسسات التعليمية وخصوصا الجامعات محوِلة إياها إلى فضاء لاستعراض القوة ومقارعة خصمها السياسي الداخلي غير ملتفتة إلى نتائج ذلك على التحصيل العلمي والأداء الأكاديمي للطلبة ورجال التدريس ،بحيث باتت مخرجات التعليم بشكل عام والجامعي بشكل خاص لا ترق لمستوى الاحتياجات والمتطلبات الوطنية السياسية والتنموية ،الأمر الذي يستدعي دق ناقوس الخطر ومناشدة القيادة الفلسطينية وكل أصحاب الضمائر الالتفات لحال الجامعات وخصوصا في قطاع غزة .
لا نقلل من صعوبة التحديات الناتجة عن الاحتلال أو عن الحصار كما لا نقلل من أهمية الجهود التي يبذلها أعضاء مجالس أمناء الجامعات لإنقاذ الجامعات من حالة التدهور ،كما أننا ندرك أن كثيرين من أعضاء مجالس الأمناء يعتبرون ما يقومون به عملا وطنيا لإنقاذ مؤسسات وطنية يرتبط بها مصير الآلاف من أبناء شعبنا ،إلا أن الأمر يحتاج لجهود أعظم يشارك بها كل مكونات المجتمع الفلسطيني لأن مهام متعاظمة ملقاة على عاتق الجامعات الفلسطينية اليوم ،فبالإضافة للمهمة الأكاديمية الأساسية فإنها مطالبة بالحفاظ على الثقافة والهوية الوطنية وتجسيد روح الوحدة الوطنية بين الطلبة والعاملين و إبراز وجه حضاري مشرق للشعب الفلسطيني من خلال الإنجازات العلمية في كافة التخصصات والمجالات،فلا يجوز أن يتبوأ الفلسطينيون مكانة مرموقة في الجامعات ومراكز البحث في العالم وتغيب هذه الانجازات في بلدهم.إننا على يقين أن إدارة ناجحة للجامعات كفيلة بلفت انتباه ليس فقط المسئولين السياسيين بل واستدراج تمويل خارجي كفيل بان يرفع من مستوى الجامعات ويحررها من ابتزاز بعض الجماعات السياسية ومن جشع بعض أصحاب رؤوس الأموال .



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستسير حركة حماس على هدى إخوان مصر والأردن؟
- استحقاق أيلول والتلاعب بمصير (وطن)
- ثورات ... ولكن
- حتى يكون أيلول استحقاقا
- الثورات العربية وحسابات الربح والخسارة فلسطينيا
- المصالحة الفلسطينية من إرادة التوقيع لإرادة التنفيذ
- صفقة المصالحة
- استحقاقات أيلول بين الحقيقة والسراب
- بعد اغتيال المتضامن الإيطالي أريغوني :غزة إلى أين؟
- التهدئة بين غزة وإسرائيل:واقعية متأخرة أم مخطط مرسوم؟
- لا مصالحة وطنية بدون استقلالية القرار الوطني
- الثورات العربية كنتاج لفشل الديمقراطية الأبوية والموجهة
- التدخل الغربي يقطع الطريق على المد الثوري العربي
- ثورة شباب فلسطين:إنجازات تحققت واخرى قادمة
- ثورة شباب فلسطين بين التهوين والتهويل
- حتى لا تنزلق الثورات العربية نحو حالة الفوضى (الخلاقة) الأمر ...
- شباب فلسطين لا يقلدون غيرهم بل يصححون مسار ثورة شعبهم
- ثورة فلسطينية لإنهاء الانقسام أصبحت ضرورة وطنية بعد انغلاق أ ...
- الثورة المصرية:تبدد أوهاما وتحيي آمالا وتثير تخوفات
- الثورة المصرية بين وطنية المطالب وقومية التداعيات


المزيد.....




- بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
- فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران ...
- مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو ...
- دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
- البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
- ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد ...
- بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
- مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
- مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو) ...
- الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - الجامعات الفلسطينية:تحديات ومسؤوليات