أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد تركي - الأوطان للنحل لا للأرانب!!














المزيد.....

الأوطان للنحل لا للأرانب!!


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 3466 - 2011 / 8 / 24 - 12:35
المحور: المجتمع المدني
    


ذُهل مزارع صيني، بعد هجوم لثلاثة كلاب على حقل لتربية الأرانب، من نفوق أكثر من 600 أرنب لم يكن يبدو عليها أي أثر لجرح أو حتى مجرد خدش بسيط.. وذُهل أيضاً بعد أن أخبره مختصون أن سبب نفوقها هو الرعب الشديد الذي أحدثه هذا الهجوم إذ شلّها الخوف، وأربك تدفقُ الأدرينالين قدرةَ أدمغتها على تنظيم الإيعازات إلى أعضاء أجسامها بما أدّى إلى توقف قلوبها!!
ذكّرني ما قرأتُه عن هذا الخبر وما رأيتُه من صور لمئات الجثث، التي لم يجندلها مخلب ولم ينهش لحومها الطريّة ناب، بما شاهدتُه قبل فترة من قدرة النحلة الضئيلة الحجم والرقيقة المظهر على التصدي لعدوان حشرات أكبر وأضخم حجماً مجهزة للقتل.
النحلُ، كما يعرف الكثيرون، مَثَلُه كبعض ممالك حشرات أخرى، يعيش ويفنى في سبيل المجموع، والتهديد الذي يشعر به هو الخطر الذي قد يواجه أفراد المملكة جميعاً.. الهمُّ والخطر ليس فرديّاً بالنسبة لأي نحلة، فهي تدافع، حتى الموت، عن مملكة من دونها ليس لأي نحلة حياة، في حين أن الأرانب ـ كأنموذج لبعض الحيوانات والبشر ـ ليس الموت أكثر من مشكلةٍ وهمٍّ فرديّ محض.
النحلة ـ إذ يداهم مملكتَها خطرٌ ما ـ لا تفكّر (وهي الحشرة الرقيقة التي لا تُحسن التعامل إلاّ مع الزهور، ولا تنتج إلا أطيب شراب) إن الخطر أكبر منها حجماً وأكثر عدّة وعتاداً. ومع خشيتها وخوفها على حياتها إلاّ أن مصير المملكة أكبر بكثير منها بما لا يعطيها فرصة للخيار بين غريزة البقاء المغروسة في كلّ كائن حي، وبين تقديم الروح دفاعاً عن المملكة / الوطن.
الأرنب، بوصفه حيواناً أليفاً داجناً، يستمرّ بقضم جزرة منحتها له يد ناعمة ستسلبه حياتَه غداً.. يستمرّ بالقضم في الوقت الذي تكون اليد التي ربّتتْ على فرائه الحريري قد غيّبت أُخوته وأشقاءه وزوجه وجراءه.. الأرنبُ منشغلٌ فقط بطعامه وشرابه وفرص طمأنة شهوته وأمنه الشخصي، وما عداها لا يشكل همّاً واهتماماً. وما نفوق هذا العدد الهائل من أرانب هذا الصيني التعس إلا لأنها ـ جميعاً ـ لم تفكر بان الكلاب خطر يتهدّد الجماعة بأكملها، بل تركز الخطر في فكر كلّ أرنب أن الكلاب الثلاثة تستهدفه شخصيّاً فقط وليس الجميع، فلم ينجُ أحدٌ!!
غالباً، توصف أمم وشعوب بأنها حيّة، ليس لأنها قادرة على العيش فقط في أحلك الظروف والمصاعب والمحن، إنما لأنها توقن أن لا توجد أو تُحترم وتُصان الحقوق إلا ضمن دائرة المصلحة العامّة. أما الشعوب الميتة فتضيع حقوقها وتُستلب كرامتها, لأن كلّ فرد فيها يظن أن حياته أثمن وأهم من الوطن والكرامة وحياة الآخرين.
الشعوب الحيّة لا تختزل مستقبلها في فرد على حساب بقية الأفراد، ولكنها تُحمّل كلَّ واحد مسؤولية العمل من أجل مستقبل أفضل وأكثر حضوراً وعزّة.. إنها شعوب لا تتفاخر بالماضي ولا تجترّ إنجازات الرواد الأوائل فتسيء لماضيها ومستقبلها بوقوفها ـ حاضراً ـ على خط الأحداث جامدة بجمود روحها.



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلام عليكم!!*
- صفقة خاسرة!!
- احترم تُحترم!!
- حذار من الخرنكعية!!
- فوتو شوب!!
- لا مبالاة!!
- جا متردلي!!
- خمر حلال!!
- حنين!!
- بكى لوريا!!
- بين برلمانين
- خسارتهم ربح!!
- بركات السجون!!
- افتضحوا.. وتبرأنا!!
- أسرع.. أسرع!!
- لن يأتوا اليوم.. سيأتون غداً!
- مزوّرو الشهادات.. يتظاهرون!!
- أقوال.. وأقوال فقط !!
- لنلغ هيئة النزاهة
- المهنية والمصداقية والإعلام الموجه


المزيد.....




- الجزائر تؤكد ضرورة تفعيل القرار 2730 لحماية المدنيين وعمال ا ...
- منظمات دولية في موقف محرج بعد كشف الأمن الليبي تورطها في قضا ...
- مجلس حقوق الإنسان يدين استئناف إسرائيل الحرب ويطالبها بمنع و ...
- طبيب شرعي: الاحتلال أعدم عمال إغاثة فلسطينيين ميدانيا
- ميانمار تعلن وقف إطلاق النار لتسهيل جهود الإغاثة من الزلزال ...
- ليبيا ـ تعليق عمل منظمات إنسانية بدعوى ممارسة أنشطة -عدائية- ...
- مجلس حقوق الإنسان الأممي يصادق على قرار حول تحقيق المحاسبة و ...
- الأونروا تدين استهداف عيادتها بجباليا: كانت تضم 160 عائلة فل ...
- نتنياهو يزور المجر غدا في تحد لمذكرة اعتقال الجنائية الدولية ...
- العفو الدولية: مذابح الساحل السوري جرائم حرب إرتكبتها مليشيا ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد تركي - الأوطان للنحل لا للأرانب!!