أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم إستنبولي - على نفسها جَنَتْ براقش .. هزيمة جديدة لروسيا .. في عقر دارها ؟















المزيد.....

على نفسها جَنَتْ براقش .. هزيمة جديدة لروسيا .. في عقر دارها ؟


إبراهيم إستنبولي

الحوار المتمدن-العدد: 1032 - 2004 / 11 / 29 - 07:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحمد لله ، كما يقال ، الذي لا يحمد على .. مكروه سواه . و الموضوع لا يتعلق بشماتة .. لكن على الأقل صار بإمكاني الاعتقاد أن ما يسمى بالأمة العربية و الإسلامية ، و التي " أرادها الله " : " .. خير أمة أخرجت للناس " لكن خاب ظنه .. أو أن الأمة خيبت ظنه .. على مدى حوالي ألف سنة و نيف .. أردت أن أقول أننا لسنا الأمة الوحيدة في هذه الدنيا ، التي يجري استهدافها و " التآمر " عليها ، و التي تدار شؤونها بكثير من الغرابة من قبل مسئوليها و قادتها .. فهذه هي الأمة أو الشعوب السلافية تكاد " تشاطرنا المصير نفسه " : فالشعوب السلافية ، كما شعوبنا بالضبط ، على مدى عقود بل قرون تم اضطهادها و إذلالها و النيل من كرامتها .. و خلال فترة طويلة تعرض علماؤها و مثقفوها و أدباؤها للقهر و التقزيم و التضييق .. و أذاقوا عامتها و عمالها و فلاحيها طعم المرارة و الحرمان .. تارة على يد قيصر يحكم باسم الكنسية ( أو الإسلام ) .. وتارة على يد قيصر آخر يحكم باسم الماركسية ( أو الديموقراطية الشعبية و مختلف النظريات الثورية ) – فكانت النتيجة أن أنتجت هذه الأنظمة أجيالا مقموعة بعض منها يعاني من دونية مرعبة تجاه الآخر .. أو بعضها ممسوخ يعني من إحساس بفقدان الهوية و مستعد للتعامل مع الشيكان كي ينتقم من بني جلدته . حقاً إنها لوحة سوداوية .. لكن ما العمل .. هذا هو الواقع .. و ليس باليد حيلة ؛ فمهما جمّلنا و جاملنا - ce la vi .
" تبّت يدا يلتسين .. وشركاه " :
كلنا يعلم أن الاتحاد الروسي ، كما بلداننا ، غنية جداً بالثروات الباطنية و الطبيعية و بالكفاءات العلمية و التقنية و بكل ما يلزم لقيام دولة عصرية حديثة متطورة . و مع ذلك استطاعت عصابة يلتسين و خلال اقل من عشر سنوات أن تصل بروسيا إلى حافة الفقر ، لدرجة أن ملايين الناس ماتوا من الجوع و الأمراض و المخدرات .. الخ . كما تم تشريد ملايين المواطنين الروس في جميع أنحاء العالم – بمن فيهم علماء و فنانين و اختصاصيين في مختلف المجالات ، و حولوا روسيا إلى مصدر كبير لتجارة الرقيق الأبيض .. فصار الأجانب عموماً ، و الأمريكيون خصوصاً ، يتلذذون بالعيش في روسيا حيث الجنس الرخيص و الذي لا مثيل له .. بنات بعمر الورد لقاء بعض الطعام و المشرب .. و تم نهب ثروات البلاد العلمية و الطبيعية من نفط و غاز و أخشاب و معادن ثمينة – حيث كانت جميعها الاستيلاء عليها بشكل خسيس و خال من أي شعور بأي واجب تجاه وطن و شعب .. فيتم شراؤها في السوق الداخلية بأسعار بخسة ، و غالباً لقاء وعود و سندات لا قيمة لها ، لتباع في السوق العالمية لقاء ملايين و مليارات الدولارات .. و ليتم تهريب الأموال بشكل منظم إلى بنوك أمريكا و سويسرا و إنكلترا و إسرائيل .. و ليشتري " الروس الجد " الفيلات و القصور و الطائرات الخاصة و المزارع و كل ما لا يخطر بالبال .. كانوا يقومون بكل ذلك دون أن يرف لهم جفن ..لأن مئات الآلاف من مواطنيهم ، أطفالا و عجزة ، نساء و حوامل ، لا يحصلون على الحد الأدنى من الغذاء أو الدواء .. لم تكن تهتز لهم شعرة لأن المعلمين و الموظفين و الأطباء و العاملين في مختلف قطاعات الدولة لا يحصلون على رواتبهم .. بما فيهم أولئك الذين ينتجون لهم ما هم .. يسرقون ليبيعون !! ( على كل لن أستطيع أن انقل لكم هنا جميع المعاناة التي عاشتها الشعوب الروسية خلال 1990 – 1999 .. وذلك إلى جانب مختلف أنواع القتل و الإرهاب و الاغتيال بحق كل من كان يخالف أولئك المجرمين من أفراد الطغمة الحاكمة .. باختصار : مَن يريد معرفة التفاصيل – لا بد له أن يقرأ كتاب الصحفي الأمريكي من اصل روسي بول خليبنيكوف : " عرّاب الكريملين " – حيث يورد بالتفصيل الممل و بالأسماء كل ما كانت تقوم به تلك العصابات المنظمة و التي استطاعت التحكم برأس الدولة المريض يلتسين .. و قد كان على رأس العصابة : بيريزوفسكي ، و تاتيانا ابنة يلتسين و المسؤول عن أمن الرئيس كورجاكوف و غوسينسكي و تشوبايس و الصحفي يوماشيف و ايفان ريبيكن .. و كثيرون .. و جميعهم لا زالوا يتمتعون بما هو حق للشعب الروسي .. و منهم ما زال يعمل في مناصب حساسة هنا و هناك .. ) – لقد دفع مؤلف الكتاب في عام 2004 حياته ثمناً لفضحه النشاط الإجرامي للقيمين على الدولة الروسية و كشف علاقة بعضهم – خصوصاً بيريزوفسكي بالإرهابيين الشيشان ، الذي كان ينظم معهم خطف الناس و مقايضتهم بملايين الدولارات .. ) . أخي ، إن ما كان يجري من نهب و تدمير للدولتية الروسية و للاقتصاد الروسي و للعلم والثقافة الروسيين يجعل المرء في حيرة من أمر أولئك الذين فقدوا كل شعور و كل إحساس تجاه ما يسمى " الوطن " . إنها أمور يندى لها الجبين حقاً .
بعد كل ما ذكر أعلاه يصبح واضحاً لماذا المواطنون في أوكرانيا مستعدين لأي شيء للابتعاد عن روسيا و الاتجاه غرباً .. على الأرجح ، إنهم لا يثقون لا بالمسؤولين و لا برجال الأعمال الروس .. و بالطبع لا يثقون بالسياسيين الروس من أقصى يسارهم إلى أقصى يمينهم : جميعهم منافقون / نصابون ، محتالون / مجرمون ، صعدوا على آلام و دماء مواطنيهم شباباً و شيباً ، نساء و رجالاً ! .. و بالرغم من محاولات الرئيس الروسي ف . بوتين – و الحق يقال – إنعاش ثقة المواطنين الروس و أشقائهم السلافيين بالوضع الجديد للدولة الروسية .. و محاولاته ترتيب البيت الروسي بما يعيد بعض الهيبة لروسيا بما يجعل أمريكا و الاتحاد الأوروبي " يعدوا للعشرة قبل التدخل هنا و هناك في مناطق هي من صميم الأمن القومي الروسي " – فإنه على الأرجح ، قد فات الأوان . لأنهم في الغرب يعرفون ما ظهر و ما خفي من نقاط الضعف في الواقع الروسي ! و يدركون أن الاقتصاد الروسي عاجز عن المواجهة أو الوقوف في وجه أية ضغوط من الاتحاد الأوروبي و أمريكا .. و كأن بوتين و معه روسيا لا ينقصهما سوى العودة إلى بداية و منتصف التسعينات ، حين كان الناس في روسيا يموتون من الجوع و البرد و فتك المافيا .. بل ربما إن هذا – لو حصل ، لا قدر الله - قد يخدم اكثر مخطط الغرب تجاه روسيا : فوضع اقتصادي سيئ للغاية لا بد سيؤجج صراعات عرقية و سيزيد من التوترات في الجمهوريات ذات الأغلبية الإسلامية، التي هي بالأصل متقلقلة ضمن الاتحاد الروسي ، ومما سيزيد من حضور و قوة القوى ذات النزعة الانفصالية .. وهذا بالضبط ما تريده الدوائر الغربية و خصوصاً الأمريكية في نهاية المطاف .. و " كل الطرق تصل إلى .. المزيد من إرباك روسيا ".
و لذلك ، إن ما جرى العام الماضي في جورجيا ، و ما يجري الآن في أوكرانيا – كله حلقات في سلسلة من المخطط الذي رسمه بزيجينسكي الشهير لتفتيت الاتحاد الروسي .. و تلتقي مع هذا المخطط مصالح دول البلطيق و بولندا و تركيا .. و غيرها .. خاصة إذا تذكرنا كيف إن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل من اجل نقل مركز الثقل من أوروبا العجوز ( كما قال رامسفيلد ) إلى الشرق نحو بولندا و البلطيق .. نكاية بألمانيا و بفرنسا .. و خدمة للمخطط إياه .
في الإطار المذكور فقط يمكننا أن نقرأ ما يجري على الساحة الأوكرانية .. و كل المؤشرات تشير إلى أن روسيا و أنصارها في أوكرانيا سيخسرون هذه الجولة من الصراع أيضا ..فهل سيكون لدى القيادة الروسية الحكمة اللازمة و الوقت الكافي لمسابقة الزمن و وقف العمليات التدميرية في المجتمع و الاقتصاد الروسيين ؟ آمل ذلك ، لأنني أعتقد أن روسيا هي العقبة الرئيسية في طريق هيمنة النمط الأمريكي لحياة الناس القائمة على الجشع و قوانين الغاب الرأسمالي ، و الذي جوهره عقيدة الفردانية المقيتة المتناقضة مع كل القيم الإنسانية النبيلة . فإذا ما انهار الاتحاد الروسي فسيكون القرن الواحد و العشرين قرن الهمبرغر و الكوكا كولا و الجينز على حساب قيم تشيخوف و غوغول و دوستويفسكي .. و أرجو أن تجد الشعوب الروسية الطاقة الضرورية للنهوض .. هذا ما عودنا عليه الشعب الروسي عبر التاريخ .. بخلاف ذلك فإن الهمبرغر و الكولا سيحلان مكان االفيدانتا ... و سينتشر المارينز مكان الفيدا ...
لآن التاريخ لا يرحم تلك الشعوب ، التي ابتليت بمسؤولين قصيري النظر و ساقطين ( إذا حسنّا النية ) أو مخربين ، إن لم يكونوا خونة ( إذا كان يجوز أن نفترض حضوراً و لو شكلياً لنظرية المؤامرة ) . على كل حال ، أرجو أن لا يكتفي البعض أن العرب قالوا بما فيه الكفاية من أمثال تصلح حتى في أيامنا هذه : على نفسها جَنَتْ براقش .



#إبراهيم_إستنبولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل عـام و العالـم مع .. جنون أكثر - خبطة آخر أيام العيد
- عــام عــلى رحيــل رسول حمزاتوف
- تعليق على تعليق سناء موصلي ...
- مارينا تسفيتاييفا - شاعرة الحب و المعاناة
- الفيتو الأمريكي : صفعة للجميع - معارضة و موالاة
- حجب الحوار المتمدن في السعودية - شهادة له لا عليه : أليسوا ض ...
- حول - نظرية المؤامرة - - قصص المؤيدين
- حكي فاضي أو صداع نصفـ ديموقراطي - يعني - شقيقـة -
- يا للعار ... تباً لكم ايها الارهابيون - العرب -
- استحضار مايكوفسكي .. في الزمن العاهر
- بمناسبة مرور مائة عام على وفاة الكاتب العظيم تشيخوف
- بوشكين .. في ذكرى ميلاده
- تحيــة إلى العفيف الأخضر مثقفاً منسجماً مع ذاته
- العولمــة : نهايـــة أسطورة
- آنا آحمادوفا : قصـة حـرفٍ و مصـير
- العولمة اعلى مراحل الاستعمار
- مهد البشرية . . الشمالي؟ أو - صفحــة من التاريخ -
- بعض الموضوعات الختامية لملتقى غوليتسينو* : - مستقبل قوى اليس ...
- الاول من ايار ـ هل عفا عليه الزمان ؟
- قمة الدول العربية القادمة و مشروع - الإصلاح الامريكي - :- سف ...


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم إستنبولي - على نفسها جَنَتْ براقش .. هزيمة جديدة لروسيا .. في عقر دارها ؟