أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - حرب إعلامية فاشلة














المزيد.....

حرب إعلامية فاشلة


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3465 - 2011 / 8 / 23 - 20:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


كل حرب بين جهتين إلا وتكون مرفوقة بأخرى على الجبهة الإعلامية، لما لهذه من قدرة على التأثير النفسي في المقاتلين وكفاءة لقلب موازين القتال. والحرب الإعلامية ليست وليدة العصر الحالي بل كانت دوما مرافقة للحروب بين الأعداء منذ القدم. وما عملية إجلاء جثت القتلى من ساحة الوغى إلا درب من هذه الحرب، إذ الهدف من العملية عدم كشف الخسائر البشرية أثناء المعركة مما قد يقلب ميزان القوى في المعارك التالية من الناحية النفسية للعدو. وهنا تحضرني قصة قرأتها وأنا تلميذ بالمدرسة الابتدائية تحكي عن سكان مدينة حاصرهم العدو وبقي ينتظر نفاذ الماء والغذاء ليضطروا للاستسلام، فيدخل المدينة دون قتال. وفعلا نفذت مونة أهل المدينة وبدأ الجوع والعطش ينال منهم، وكادوا يفتحون أبواب المدينة للعدو مستسلمين لولا ذهاء حاكم المدينة الذي طلب بأن يأتوه بآخر خروف تبقى لديهم وأن يحشوه بآخر كمية شعير فضلت في المخزن. وعندما فعلوا ما أمرهم به الحاكم وأتوه بما طلب، صعد إلى أعلى سور المدينة بالخروف المحشي وألقى به من فوق السور على العدو حتى إذا سقط على الأرض انفجر بطنه وتطايرت حبات الشعير في كل مكان. عندما رأى قائد العدو الخروف المحشي اعتقد أن المدينة لا زالت تحتوي على مخزون كبير من التموين ففك الحصار وعاد من حيث أتى دون تحقيق هدفه. حيلة بسيطة بها مجازفة كبيرة لكن المنتصر لا يعاقب.
يظهر هذه الخدعة المبتدلة هي التي عزم نظام القذافي البائد، وبعض الأقلام المأجورة، على استخدامها في حربه الإعلامية مع الثوار، حيث طلع ابنه سيف الإعدام، المطلوب لسيف العدالة، في الإعلام ليكذب نبأ أسره ويعلن أن نظام أبيه أوقع الثوار في فخ وأن طرابلس لا تزال تحت سيطرة أبيه. لكن ما نسيه هذا السفاح هو أن التلفزيون الرسمي توقف عن الإرسال، والسؤال هنا: لماذا؟ أليس لأن الثوار استولوا عليه؟ وكثير من مواقع الصحف الليبية الرسمية قد توقفت عن تحديث موادها بأيام عدة قبل دخول الثوار إلى طرابلس، وهذا يعني أن عملية غزو العاصمة الليبية كان مخطط لها من قبل واحتوت على مراحل آخرها دخولهم وسيطرتهم على طرابلس. وهذه بعض المواقع الرسمية وآخر تاريخ إحداث لها:
1) موقع القناة الجماهيرية آخر إحداث له كان بتاريخ 13-8-2011
2) موقع جريدة الشمس آخر إحداث له كان بتاريخ 13-8-2011
3) موقع صحيفة الفاتح لا يعمل
4) موقع صحيفة الزحف الأخضر لا يعمل
فهل هذه علامات سيطرة القذافي على طرابلس أم /ؤشرات واضحة على سيطرة الثوار على المدينة؟ ليجبنا الهارب من العدالة الشعبية والدولية على هذا السؤال.
لقد عملت بعض المواقع المتآمرة، في صمت، مع النظام الليبي البائد بنشر خبر تكذيب القذافي لأسره وسيطرة الثوار على العاصمة تحت تغطية المهنية الصحافية والشفافية. والحقيقة أنهم يتوخون تدمير نفسية الليبيين المؤيدين للثورة وتحطيم معنوية الثوار، لكن لن يكون لهم ذلك لأن الحرب الإعلامية تتطلب التوقيت الفعال لإطلاق الهجمات النفسية على الخصم. فقد نسيت هذه المواقع أن عاهل المغرب سيرسل غدا وزير خارجيته لتبليغ المجلس الانتقالي الوطني رسالة منه يعترف به كممثل شرعي وحيد للشعب الليبي. وما كان النظام المغربي لخطو هذه الخطوة لو لا علمه بنهاية القذافي ونظامه وأنهما باتا من تاريخ أمس.
هناك عامل آخر على انتصار الثوار ونهاية السفاح القذافي يتمثل في حالة استنفار داخل الجيش الجزائري على الحدود الجزائرية-الليبية استعدادا لحالة طوارء مع وفود الهاربين، من أنصار القذافي البائد. فهل هذه علامات المنتصر أم المهزوم يا سيف الإعدام؟
في الوقت الذي كنت أحضر فيه هذا المقال نشرت قناة أورو نيوز صور الثوار وهم بالساحة التي كان يخطب منها، بالعزيزية، الديكتاتوري البائد.



#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعب أمس غير شعب اليوم
- Madamme Font Du Picard
- من ذكرياتي مع الاتحاد السوفياتي
- الفيزازي من السلفية إلى الاشتراكية أو ما دمت في المغرب فلا ت ...
- الدولة ليست فكرة مجردة ولا جهازا فوق المجتمع
- رسالة عاشق
- رسالة الشعب للقصر في يوم احتفاله
- الفيزازي والاحتيال السياسي
- البيعة في المغرب المعاصر تزوير لإرادة الشعب
- ليس العيب في أن نخطأ بل العيب في أن نتمادى في خطئنا
- إنما المنتصر من يفوز بالحرب لا من يربح معركة
- النادل
- لماذا نقاطع الاستفتاء أو يوم الجمعة يوم حاسم أم يوم انطلاقة ...
- الشعبوية
- شفق أم غروب؟
- عادة حليمة إلى عادتها القديمة
- اتحاد الملوك ضد الشعوب
- حرية الصحافة بين الكر والفر والبلطجية تنشد ثورية القصر
- قتل بن لادن
- الكلمة المتقاطعة أركان


المزيد.....




- وسط جدل أنه -استسلام-.. عمدة بلدية كريات شمونة يكشف لـCNN ما ...
- -معاريف- تهاجم نتنياهو وتصفه بالبارع في -خلق الأوهام-
- الخارجية الإيرانية ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
- بعد طردها دبلوماسيا في السفارة البريطانية.. موسكو تحذر لندن ...
- مراسلنا: مقتل 8 فلسطينيين بينهم أطفال في قصف إسرائيلي استهدف ...
- مع تفعيل -وقف إطلاق النار.. -الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا عا ...
- هواوي تزيح الستار عن هاتفها المتطور القابل للطي
- -الإندبندنت-: سجون بريطانيا تكتظ بالسجناء والقوارض والبق وال ...
- ترامب يوقع مذكرة تفاهم مع البيت الأبيض لبدء عملية انتقال الس ...
- بعد سريان الهدنة.. الجيش الإسرائيلي يحذر نازحين من العودة إل ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - حرب إعلامية فاشلة