أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - مبروك يا طرابلس والعقبى لأختك دمشق..!!














المزيد.....

مبروك يا طرابلس والعقبى لأختك دمشق..!!


حسن خضر
كاتب وباحث

(Hassan Khader)


الحوار المتمدن-العدد: 3465 - 2011 / 8 / 23 - 15:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أوّل الكلام: مبروك يا طرابلس والعقبى لأختك دمشق.
أما بعد، أخيراً انتهى مسلسل العقيد معمّر القذافي، الذي فُرض على الليبيين والعرب والعالم عقوداً طويلة، بأعوامها، وصيفها وشتائها، وليلها ونهارها. انتهى مسلسل عميد الزعماء العرب، ومفجّر عصر الجماهير، ومؤسس أوّل جماهيرية في التاريخ، وأمين القومية العربية، وملك ملوك أفريقيا.
وهل من عاقل في الدنيا يرتضي لنفسه ألقاباً كهذه، فكلها ألقاب كوميدية تدل على حقيقة أن ولداً شبه متعلّم، يستولى على السلطة وهو في السابعة والعشرين من العمر، يمكن أن يفعل هذا وأكثر منه، إذا لم تتوفر ضوابط اجتماعية وسياسية تمكِّن هذا المجتمع أو ذاك من ردعه قبل فوات الأوان.
والردع مسألة إشكالية. هل كان ثمة في ليبيا في أيلول (سبتمبر) 1969 ما يكفي من القوة والحصانة الذاتية، بالمعنى السياسي والاجتماعي، وحتى الثقافي، لإرغام مجموعة صغار الضباط على العودة إلى الثكنات؟
ولكن المشكلة لا تنحصر في ليبيا، فما وقع هناك لا يختلف عمّا وقع في بلدان عربية أخرى وقعت في قبضة القادمين من الثكنات، وأغلبهم أنصاف متعلمين، جاءوا من مناطق ريفية، ولم يكن لديهم ما يكفي من الكفاءة السياسية والخبرة لاكتشاف الفرق بين إدارة مجتمع وإدارة معسكر للجيش.
ولذا، يمكن صياغة السؤال الأوّل بطريقة جديدة: هل كان لدى العرب ما يكفي من القوّة والحصانة الذاتية، بالمعنى السياسي والاجتماعي، وحتى الثقافي، لإرغام مجموعة من صغار الضباط وكبارهم (لا فرق) على العودة إلى الثكنات منذ انقلاب حسني الزعيم في سورية في العام 1949، الذي افتتح حقبة الانقلابات العسكرية في العالم العربي؟
ولكي لا تأخذنا العزة بالإثم ينبغي الاعتراف بحقيقة أن الانقلابيين، الذين جاءوا على ظهور الدبابات والشعارات، ظهروا في أجواء محلية وإقليمية ودولية لا تنظر إلى هذا النوع من التغيير السياسي، والوصول إلى السلطة، بطريقة سلبية، كما هو الأمر الآن.
ولا بد من التذكير بحقيقة أن عبد الناصر، أهم الانقلابيين العرب، قد أسهم إلى حد كبير في إضفاء الشرعية على انقلابات العسكر، لأسباب تتعلّق بمكان ومكانة مصر، وبما طرحه من تصوّرات تمس حاضر العرب ومستقبلهم. ومن المؤسف، مهما تكن النوايا، أن النتائج كانت كارثية.
ربما نظرت النخب المدينية، التي كانت جزءاً من بنية الأنظمة التي أطاح بها الانقلابيون، إلى "ثورات العسكر" بطريقة سلبية، لكنها لم تكن صاحبة نفوذ في "الشارع"، ولا كان في جعبتها ما يكفي لإقناع "الشارع" بصلاحية أنظمة عصفت بها تحوّلات ديمغرافية هائلة، في ظل نشوء إسرائيل، والحرب العربية ـ الإسرائيلية الأولى، وانقسام العالم إلى معسكرين متناحرين، وصعود حركة التحرر القومي في المستعمرات السابقة.
وبهذا المعنى، ليس صحيحاً ما يردده الثوّار الليبيون هذه الأيام حول خيبة أمل تغطي اثنين وأربعين عاماً مما تعدون، الصحيح أن الليبيين، شبابهم على الأقل، علقوا رهانات كثيرة على حكم القذافي في أوائل عهده قبل اكتشاف خواء وبلاهة الرهانات الصغيرة والكبيرة. وقد عُقدت رهانات مشابهة في بلدان عربية أخرى، وكان نصيبها الفشل، بلا استثناء. ثمة ما يشبه القدر الإغريقي، هنا. وهنا، بالذات، نعثر على إجابات محتملة للسؤال السابق في صيغتيه الأولى والثانية.
المهم أن "ثورات العسكر"، وأنظمتهم السلطانية والعثمانية والمملوكية المُستحدثة، قد انتهت، سواء من لفظ منها أنفاسه، غير مأسوف عليه، أو من ينتظر. والدليل نعثر عليه في أجواء محلية وإقليمية ودولية لا تحظى فيها فكرة الانقلاب العسكري بقدر كبير من الاحترام أو الشرعية، كما ونعثر عليه في معنى ومبنى الربيع العربي نفسه.
ولكن الأهم من هذا كله يتمثل في التذكير بحقيقة أن انتهاء حقبة الأنظمة السلطانية والعثمانية والمملوكية (حتى مع وجود من لم يسقط منها بعد) يجب ألا يلهينا عن ضرورة التفكير في احتمال وقوع المجتمعات العربية في قبضة أشخاص وأيديولوجيات واستيهامات سياسية تعيد إنتاج الأنظمة نفسها بطريقة جديدة، لا عن طرق الانقلاب العسكري، ولكن ربما عن طريق صناديق الاقتراع.
فإذا كان الانقلاب العسكري قد سقط كخيار، إلا أن الأجواء المحلية والإقليمية والدولية، التي تُضفي الشرعية على صندوق الاقتراع، تمثل دفيئة مثالية لأشخاص يعتنقون أفكاراً خلاصية، ويلعبون بأدوات العصر.
ولكي لا نبتعد كثيراً في التحليل والتأويل فإن الأصولية الإسلامية، حصان الثورة المضادة، هي المرشحة لهذا الدور، بعد فشل جناحها الأكثر تطرفاً في الاستيلاء على السلطة بسلاح الإرهاب، وبعدما فتحت الثورات العربية أفقاً جديداً للحراك السياسي في العالم العربي.
الأفق الجديد مفتوح على الديمقراطية (الحقيقية، وبمعناها الغربي إذا شئت) كضوء في نهاية النفق. الوصول إلى هذا الضوء يهدد أنظمة لم يصنعها الانقلابيون مثل مشيخات النفط، التي لن تخطر على بال حكامها أفكار من نوع صندوق الاقتراع، وتداول السلطة، والملكية الدستورية.
لذا سيبذل هؤلاء كل ما لديهم من نفوذ يمشي على قدمي ثروة نفطية هائلة، للتدخل في الصورة المحتملة للأنظمة القادمة في العالم العربي. وهنا يحدث التقاطع بينهم وبين الأصولية الإسلامية، وسنسمع في قادم الأيام الكثير عن خصوصياتنا العربية والإسلامية، وكلما سمعنا كلاماً كهذا يجب أن نرى فيه تجليات بلاغية للصراع على طبيعة وهوية الأنظمة القادمة في العالم العربي.
الصراع على طبيعة وهوية الأنظمة القادمة في العالم العربي، عند نقطة التقاطع تلك، يمثل عنوان المرحلة الأخيرة قبل الوصول إلى الديمقراطية الحقيقية، (وبمعناها الغربي إذا شئت). وإذا كان الأمر بالأمنيات نرجو ألا تطول هذه المرحلة أكثر مما يجب، فالعرب في ربع الساعة الأخير قبل الصعود إلى قاطرة التاريخ، وإعلان الانتماء إلى العصر، طموحاً وسياسة، وأنظمة، ومجتمعات، وتطلعات.
ومع هذا وذاك، خير الختام أوّل الكلام: مبروك يا طرابلس والعقبى لأختك دمشق.



#حسن_خضر (هاشتاغ)       Hassan_Khader#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن العدوان الثلاثي، ومسلسل في حضرة الغياب..!!
- الإرهابي الأشقر وعيونه الزرقاء..!!
- والشعب في إسرائيل يريد إسقاط النظام..!!
- مديح العبث..!!
- عن ساحة المرجة، والثورة، وأدونيس..!!
- أسئلة ساذجة ومباشرة تكفي..!!
- الرهان الحقيقي على دمشق..!!
- الوجاهة القطرية، لماذا كل هذا؟
- مشهدان، وملاحظتان، وتعليق..!!
- سيناريو يوم القيامة في الجولان ولبنان..!!
- الصراع على هوية مصر..!!
- صورة جانبية لرجل اسمه حسني مُبارك..!!
- جول مير خميس: وقائع موت مُعلن..!!
- المخطوفان فلسطين والإسلام رهائن الثورة المضادة..!!
- دعوة للانخراط في المؤامرة ومبايعة للمتآمرين..!!
- كم من الكيلومترات يمشي نداء الحرية في اليوم..!!
- ربيع الشعوب العربية: 1- السنوات العجاف..!!
- ما الذي سيبقى من العقيد..!!
- الله، ومعمّر، وليبيا وبس..!!
- مصر قامت والقيامة الآن..!!


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - مبروك يا طرابلس والعقبى لأختك دمشق..!!