|
بشتاشان بين الآلام والصمت
محسن صابط الجيلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 1032 - 2004 / 11 / 29 - 07:55
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
ذلك هو عنوان الكتاب الذي أصدره قادر رشيد( أبو شوان )* ويحكي بالتفصيل أحداث مجزرة بشتاشان التي نفذها الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال الطالباني ضد مقرات الحزب الشيوعي العراقي، وأحزاب كردية أخرى عام 1983...كتب مقدمة الكتاب نوزاد ولي، والمقدمة رغم قصرها تكثف بشدة ذلك السؤال الجارح، هل ستأخذ العدالة في العراق طريقها يوما ما، وهل نستطيع أن نُعري كل هؤلاء الذين استرخصوا دمائنا بشكل فاضح وجنوني..؟! ورغم اختلافي مع كثير من النقاط والوقائع ووجهات النظر لقادر رشيد، لكن الكتاب بحد ذاته وثيقة مهمة لتدوين وقائع الجريمة، التي نفذها بإحكام وخطط لها حزب فاشي صغير في فترة مظلمة من تاريخ شعبنا، كان من اللازم توظيف كل الإمكانيات والطاقات لاختصار عذابات شعب سحقته فاشية مدمرة حطمت كامل مقومات العراق على جميع الأصعدة، للعلم كان النظام عندها في أضعف حالاته، ولو أحسنت هذه الطبقة السياسية أدائها وولائها للشعب وللوطن لوصلنا إلى تاريخ يختلف تماما عن هذا التاريخ الذي مر به العراق وتلك النتائج الكارثية الفظيعة التي يعيشها اليوم...وهذه الجريمة وللأسف الشديد تحالفت قوى مختلفة على طيها وكأنها لم تحدث، طبعا الأسباب معروفة، فتحت راية خدمة الشعب تجري موبقات يعجز أي ضمير إنساني أن يلوذ بالصمت إزاءها، فالدم لازال نديا والقتلة يسرون بيننا، بل يصبحون قادة لمؤسساتنا الديمقراطية المفترضة، دون أي اعتذار أو نقد أو تفسير لكل الذي جرى، ولحد الآن لا أعرف عن أي شعب يتحدثون، وما الذي قدموه لكي يقتلوا أجمل شبابنا وبالجملة، ولماذا علينا أن نتناسى أو نغض الطرف عن جرائم يندى لها الجبين…؟؟؟ لهذا جاء صدور الكتاب في هذا الوقت حاجة ملحة لكي تعرف جماهير الشعب والنخب الشابة الجديدة وفي كل مناسبة ممكنة ذلك التاريخ المظلم لهكذا قوى سياسية، ولكي يسعى الجميع إلى تجاوز ذلك نحو بديل نظيف ومعافى في كامل الخارطة السياسية التي أصبحت تقليدية وشائخة وحكمتها ضرورات عديدة لعل أبرزها تحول الضحية إلى جلاد وبالتالي تشظي الدكتاتور( الهر) الكبير إلى مئات من( الدكتاتوريين) الصغار، لكي يكون لحم ودم الناس رخيصا ومستباحا على أيدي الجميع بغرائبية نادرة ولكي يُغيب الشعب البسيط في ظلام دامس على حساب( نور المنفعة ) للقتلة من كل الألوان...!! وهنا تسجل ملاحظة هامة تُحسب لصالح قادر رشيد ألا وهي أن الكثير لم يكن يتوقع منه هذا المسعى الجاد لقول الحق، من شخص كان مقربا إلى قيادة الحزب الشيوعي، فقد تحالف الجميع قيادة وكوادر منسجمة معها سلوكا وفكرا في محاولة عدم فتح هذا الملف، بالضبط كما هو كل تاريخ الحزب المليء بالهزائم منذ أن تسلمه ( عزيز محمد) ومقربيه، والذي قاد الحزب إلى مطبات سياسية وفكرية وتنظيمية كثيرة وما علينا سوى التذكير بطرق معالجة القضايا الفكرية التي أدت إلى انشقاقات عميقة داخل الحزب، إلى الجبهة الوطنية وتنظيرات التطور اللارأسمالي، إلى تحول الحزب إلى –جاش – لمحاربة الثورة الكردية، إلى الانتقال الغير منظم وبأساليب متخلفة إلى الكفاح المسلح، إلى كارثة بشتاشان الأولى والثانية، إلى تلك المؤتمرات الكرتونية المعدة سلفا.... وكل هذه المنعطفات والاستحقاقات لم يُجري لها الحزب ذلك النقاش العميق، وتحديد أسبابها أو نتائجها الكارثية والأهم لم يجري محاسبة القائمين عليها..فلم يُجرى سوى نقد خجول وفق موازنات مفادها خروج القيادة من كل ذلك وكأن أي شيء لم يكن، بل منتصرة في أغلب الأحيان لكي يستمر الراكد بمسلسل الأخطاء بلا نقاش وبلا محاسبة....يؤكد ذلك قادر رشيد عندما يقول ( في المؤتمر الثاني لفرع اقليم كوردستان وفي المؤتمر الخامس والسادس للحزب الشيوعي العراقي، وفي المؤتمر الأول والثاني للحزب الشيوعي في كوردستان لم يتطرقوا الى دراسة هذه السلسة من الكوارث ولو من بعيد ) ويضيف ( كل هذه السلسة من الأخطاء والكوارث والهزائم بقيت دون دراسة وتقييم، ولم تبحث في أي لجنة أو مؤسسة حزبية )هذا ما يؤكد كرتونية هكذا فعاليات تنظيمية معدة بإتقان لحماية القيادة وذوي النفوذ فيها من أي محاسبة جادة بحيث أوصلت الحزب إلى ماهو عليه اليوم من حزب مهمش وضعيف تنظيما وفكريا، وبالتالي عزل الحزب نفسه عن المساهمة في بلورة فكر يساري جديد يصمد أمام الحياة كما حصل لأحزاب مماثلة ابتعدت دهراً عن الشيوعية لتُقدم بديل يساري حقيقي وواقعي يخدم شعوبها..!
يستعرض قادر رشيد في بداية الكتاب موقع قرية بشتاشان، تاريخها خصوصا ما تعرضت له من حملات تهجير على يد النظام الدكتاتوري وفق سياسة ما يسمى الأرض المحروقة السيئة الصيت التي مورست ضد مئات من قرى كوردستان...كما يتطرق بإسهاب إلى كيفية اختيار موقع بشتاشان مقرا وقاعدة لنشاطات الحزب الرئيسية السياسية والعسكرية والإعلامية، وموقعا لقيادة الحزب ومكتبه العسكري، ويتحدث عن الاعتراضات المبكرة التي رافقت اختيار بشاشان كونها منطقة لا تصلح من الناحية العسكرية حيث يصعب الدفاع عنها في حاله هجوم أي عدو، ولهذا كان من الأفضل تجنب تواجد الكثير من مهام الحزب الأساسية فيها... وبالتالي ان إصرار الحزب لهذا الاختيار يعني بوضوح، عدم مبالاته لهكذا ملاحظات، وشرع بنقل مقراته من ناوزنك إليها، مترافقا ذلك بعدم سعي المكتب العسكري لتوفير إمكانيات قتالية أكبر من أفراد ومعدات، ولم يسعى الحزب إلى توفير معلومات كافية لرفاقه عن جغرافية المنطقة وتضاريسها، بل لم يضع أي خطة عسكرية متكاملة ومطبقة على الأرض سواء للدفاع أو للانسحاب في حال تطلب ذلك...
لقد كان موقف الحزب الشيوعي دوما موقفا مهادنا وتابعا، بل في أغلب الأحيان انبطاحيا وذيليا في تحالفاته السياسية، وكل تاريخ تحالفات الحزب تشير إلى ذلك ابتداء من التحالف مع البعث حتى التحالف مع الاتحاد الوطني...لكن الاتحاد الوطني جوهر فكره قائم على الغدر والخيانة والدموية في علاقاته مع القوى الأخرى أو حتى مع الشعب الكردي الذي أتعبنا كثيراً في شعارات الدفاع عنه..لقد كان دوما وراء ما يسمى باقتتال الإخوة، التي كلفت الشعب الكردي دما غزيرا وغاليا...وشخصيا كشاهد على مجزرة بشتاشان لو كنت أعرف ان الحزب الشيوعي كان هو البادئ لكنت قلتها جهارا ولطالبت بتعريته كما أطالب اليوم بذلك بالنسبة للاتحاد الوطني...! من البديهي القول وهذا ما توثقه الكثير من الحقائق ان سياسة الاتحاد الوطني تميل دوما إلى البراغماتية الشديدة والتنقلات الحادة التي لا تعرف إلا رائحة الدم وتصفية الخصوم الحاضرين دوما أمام شراهته وكرهه للحلول السياسية السلمية. لقد انتقل إلى التحالف مع السلطة وكان ثمن ذلك مجزرة بشتاشان، مسميا كل القوى الأخرى( باسدران )*إيران وبعد أن قبض الثمن انتقل إلى الخندق الآخر حيث تقدمت قواته أمام الجيش الإيراني إبان ضرب مدينة حلبجة الشهيدة، وهو البادئ دوما في قتال عام 1994، وأخيرا تلك الصور من عصر( الديمقراطية) عام 2003 عبر التمثيل بجثث الحركة الإسلامية بغطرسة من لا يحترم أي قيم إنسانية، إن الشعب الكوردي يعرف تلك الحقائق ولكن نذكر ذلك فقط لأولئك الذين عمت لديهم الذاكرة... لقد جرت اتصالات مع الاتحاد الوطني والسلطة العراقية بشكل مباشر تماما وهنا أختلف مع قادر رشيد الذي يعتقد أن المباحثات جرت من خلال الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، بل كانت بالأساس مباحثات مباشرة تماما، والسلطة هي التي تكفلت بتسليح قطعان الاتحاد الوطني مقابل تصفية قوى جود...لقد جرى هذا التنسيق منذ بداية 1983 ورغم ان الحزب وقع اتفاقا شاملا مع الاتحاد الوطني، لكن في السر كان الاتحاد يخطط لغير ذلك كما يؤكد الكاتب ( وحسب تصوري فأن الاتفاق الثنائي بين الاتحاد الوطني وحزبنا في السادس من شباط عام 1983 ليس مستبعدا أن يكون الغرض من إغفال الحزب والاحتيال عليه وتخديره لكي لا يفكر في تقوية الحزب من الناحية العسكرية ويصاب باللامبالاة تجاه الموضوع )، كذلك لا أتفق مع قادر رشيد (ان البعض في قيادة الحزب – دون قرار اللجنة المركزية- غير بعضهم سياسة الصداقة مع الاتحاد الوطني ويتلبس عليه الأمر ويعتبر القتال الدموي أمرا مشروعا)...يا ترى أين ذلك وأي قائد ؟؟ فقيادتنا المسكينة كانت مرهونة دوما بالأوراق والاتفاقيات التي لا قيمة لها وخصوصا لهكذا قوى، وتأخذ كل شيء بحسن نوايا دون أن تدرس وتحلل الآخر بعمق مطلوب، وتلك هي قدم أخيل دوما في سياسة الحزب الشيوعي التحالفية مع القوى الأخرى... هذا وأختار الاتحاد الوطني لشن هجومه الغادر على مواقع الحزب الشيوعي يوم 1 أيار ولا اعرف لحد الآن هل هي مصادفة أم احتفاء مقصود على طريقتهم الخاصة بعيد الطبقة العاملة التي يعتبر( كومله) نفسه مدافعا عنها كفصيل شيوعي...؟؟؟ لقد قاتلنا قرابة ثلاثة أيام وطيلة اليوم الأول لم نعرف بشكل أكيد وواضح أن المهاجم هو الاتحاد الوطني، وما هو عار في تاريخ قيادة الحزب الشيوعي انها اجتمعت يوم 30 حيث قررت الانسحاب من بشتاشان مع قيادات الأحزاب الأخرى، (يؤكد ذلك قادر رشيد)، حيث كان هو أيضا أحد المنسحبين مع القيادة، لأنهم توصلوا إلى قناعة بان بشتاشان سيتم السيطرة عليها من جانب الاتحاد، وفي قرارهم هذه لم يكلفوا أنفسهم تبليغ الفصائل التي تقاتل بضرورة الانسحاب التام على اعتبار أنهم حسموا الأمر من يوم30 نيسان بان المنطقة بحكم الساقطة عسكريا، بل تركوا الأمر مفتوح للموت، وجعلونا نقاتل بظهر مفتوح ودون غطاء أمام العدو...أي انهم جعلونا نقرر القتال للدفاع عن ناس منهزمين في جبال وعرة، إنه الخوف، وقد تكفل الرب بإذلال هذه القيادة عندما وقع بعضهم في الأسر، رغم كل الألم الذي يعتريني على استشهاد رفاق وأصدقاء دفاعا عنهم، بعضهم لم يتعدى انتماءه للحزب سنه في حين سلموا أنفسهم بشكل طيع وبلا مقاومة...وكامل مجزرة بشتاشان لم تشهد جرح ولو واحد من قادة الحزب رغم أنهم مزدحمين فيها ويتبخترون أمامنا كالطواويس...هنا يتحدث قادر رشيد بمأساوية كيف كان قياديي الحزب يديروا معركة عن بعد، في حين كانت قيادة الاتحاد الوطني تتقدم قواتها لتساهم في تنفيذ المجزرة مباشرة وبشكل خاص على أيدي جلال –ناوشيروان...
كما يصف قادر رشيد بإسهاب الأعمال الإجرامية التي اقترفتها قوات الاتحاد الوطني بعد أن سيطرت على كامل بشتاشان، حيث السلب والنهب وأسر النساء، حتى أنهم نبشوا ضريح احد الشهداء للتمثيل بجثته، بل انهم قطعوا أصابع الشهيدة( أحلام) لانتزاع الخواتم الموجودة في أيديها، أتساءل هل هناك أكثر من هذه الجرائم بشاعة في بلد ومنطقة تسود بها أعراف تحترم النساء وجثث الموتى؟ ولكن معروف للجميع ان فاشيي الاتحاد الوطني لا حدود لدمويتهم وكرههم للآخر...لقد قاموا بأبشع من هذا ضاربين بعرض الحائط تلك التقاليد المعروفة للشعب الكردي بحماية( الدخيل)، فقد طلب احد رفاقنا الحماية من احد القرويين، وعندما عرف مسلحي الاتحاد الوطني بوجوده طلبوا تسليمه ورغم توسلات صاحب البيت ورجاءه لهم بتركه لأنه في حمايته لم ينفع ذلك، وبعد تسلمهم له بدقائق وضعوه هدفا للرماية، لكي تخترق جسده الطاهر الآلاف من الطلقات الحاقدة... كذلك أسروا عدد من النساء والأطفال، ومارسوا معهم أبشع الإهانات والانتهاكات ضاربين بعرض الحائط كل الأعراف والمواثيق بالتعامل مع الأسرى
الجريمة الكبرى، قتل الأسرى إن أكبر جريمة ليس الشهداء الذين سقطوا في القتال الغادر فقط ولكن ماهو أكثر إجرامي تصفية الأسرى، لقد تم أسر عدد كبير من رفاقنا عربا وكردا، عندها تم عزل العرب لتتم تصفيتهم بطريقة بشعة على إيقاع عنصرية مقيتة كانت تبثها إذاعتهم بوصف هذه التصفيات نصرا ضد( العربكان الغرباء)...وعندها كنت أستمع لإذاعتهم حينها أستغرب لهذا الحقد الشوفيني المقيت والموغل بالكراهية رغم كل ذلك التعايش الجميل بين مختلف أطياف الشعب العراقي، لقد شرب جلال وقيادته من ماء دجلة وتعلموا في جامعات بغداد، ولا أجد تفسيرا لحد اليوم لماذا كل هذه الشوفينية في تعاملهم مع رفاق عرب اختاروا كوردستان كمنطقة للنضال ضد فاشية نكلت بشعب كامل...لقد أسروا الرفيق( أبو تيسير) وهو جريح مع عدد من الرفيقات، ورغم توسلات الرفيقات بإبقائه حيا بحكم كونه جريح وسلم نفسه، لكن عصابات الاتحاد الوطني لم يتوانوا بقتله أمام أعينهن..أي إجرام أكثر من هذا ؟؟؟ كما منعوا القرويين من أداء دورهم في دفن الشهداء وتلك أعراف دينية متعارف عليها...هناك الكثير من الشهادات التي يطول سردها عن تلك الليالي السوداء التي عاشها جبل قنديل على أيدي القتلة... لقد وثق قادر رشيد بشكل بسيط ومكثف كيفية التعامل مع الأسرى، وجثث الشهداء، وروح السلب والنهب والبحث عن المال وتلك لعمري ليست أخلاق مناضلين بل هي وبحق أخلاق لصوص وقطاع الطرق والتي تميز بها باقتدار دوما مقاتلي وقطعان جلال – ناوشيروان...كما يتحدث عن معنويات الرفاق الأسرى التي كانت عالية جدا ومفخرة للجميع محاولا تبرير الموقف المهادن لكريم أحمد بالتوقيع على اتفاقيات وهو الأسير، وفي كل الأعراف لا يحق للأسير التفاوض على حالة سياسية أو عسكرية لعدم التكافوء بين الخصمين... كما يتحدث قادر رشيد بإسهاب عن علاقة الحزب بالاتحاد الوطني، وعن دور الحزب في إنقاذ مجرم وبطل مجرة بشتاشان (ناوشيروان) الذي كان أسيرا عند الحزب الاشتراكي، وإنقاذ مقرهم من هجوم واجتياح محقق على أيدي بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني..وكان جزاء ذلك أن يساهم هذا المجرم بكل الحماس في تنفيذ مجزرة بشتاشان ، هذا ما يعطي تفسيرا عميقا لفهم الحزب الشيوعي السطحي للتحالفات السياسية مع مجاميع من المرتزقة الذين لا يحترمون أي مواثيق أو عهود... هناك مؤاخذة على قادر رشيد ينوه لها هنا وهناك مفادها أن هزيمة بشتاشان الأولى سببها ضعف خبرات الرفاق وقدراتهم القتالية، وشكل الحياة التي سادت مقرات بشتاشان...وهذا رأي تدحضه الوقائع الملموسة، لقد قاتل رفاق بشتاشان حوالي ثلاثة أيام بدون قيادة وبدون وضوح معلومات كاملة عن العدو..بل ان الرفاق الذين حاسبتهم القيادة في إحدى الفصائل باعتبارهم( ليبراليين متسيبين)، هي المجموعة التي قاتلت بكل شجاعة وقدمت الكثير من الشهداء...وما يدحض كل هذا الرأي أن بشتاشان الثانية رغم المبادرة كانت بيد القوى المهاجمة، وبكل ذلك التخطيط والإمكانيات من قوات( جود) ومن ضمنها مقاتلي الحزب الشيوعي لم تستطع هذه القوات الصمود لساعات، وانسحبوا بهزيمة مُذلة وخسر فيها الحزب الشيوعي الكثير من خيرة الرفاق..بودي ان أقول ان سبب الهزيمة هو في الرأس الذي يقود بطريقة متخلفة وغير واعية..بقيادة لا تتقدم الصفوف وغير جديرة أن تقود حركة عسكرية لأي نصر حتى ولو كان بسيطا، وهذا ما أثبتته الوقائع طوال تاريخ الحركة الأنصارية المجيدة وما المآثر لحركتنا الأنصارية لم تكن إلا بجهود الجمهرة الواسعة من الرفاق الذين وضعوا كل إمكانياتهم وبصدق لإزاحة ليل الفاشية الثقيل عن كاهل شعبنا.. لقد عرت حركة الأنصار طبيعة هذه القيادة وكشفتها بشكل كامل وهذا ما يؤكده قادر رشيد نفسه وكما كان يردده دوما المرحوم ثابت حبيب العاني – أبو ماهر عندما يقول ان كوردستان فضحتنا بالكامل أمام رفاقنا من جميع الجوانب السياسية والفكرية وحتى الأخلاقية....لقد شهدت مقرات الأنصار التي كانت قريبة من القيادة بأكثر عدد من المنسحبين وذلك بسبب الغياب التام لأي مثال حيوي يجعلهم يتمسكون بالبقاء، وكنت دائما أعطي العذر لبعض الأصدقاء الذين يدافعون عن القيادة وكوادرها بسبب عدم معرفتهم عن كثب أداء القيادة وكوادرها المنفذة. يقول قادر رشيد ( ليس من الضروري أن يكون كل عضو في اللجنة المركزية قائدا عسكريا متمرسا وكفء أو يكون كل مناضل قائدا، ففي السنوات العشر التي خاض فيها الحزب الكفاح المسلح، كانت المقرات السياسية والعسكرية بعيدة عن ساحات القتال والمعارك، فلم تحدث في يوم من الأيام أية معركة أو قتال قريبة من أبواب هذه المقرات، وان أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي لم يقودوا إيه معركة ضد الأعداء بصورة مباشرة، فهم إما كانوا في المقرات الخلفية أو في المراكز، وكان نادرا جدا أن يكون احدهم مطلعا على مجريات القتال من مكان قريب، وهذا بعكس قادة الأحزاب الأخرى، والمقاتلون الأنصار قد شعروا بهذه الحالة ).وأنا أضيف إن عشرات المرات عندما كان ضباط القيادة يرسلوننا إلى المواقع الأمامية، كانت القيادة تنسحب بالخط المعاكس تماما، حتى أصبح ذلك مثار للتندر والسخرية... يتحدث قادر رشيد عن المهازل في إدارة الحياة السياسية للحزب الشيوعي على يد عمر علي الشيخ، وكريم أحمد*، ومن حولهم..ويتحدث عن تلك التراجيديا التي وقفتها قواطع الحزب الأخرى، فبينما كان رفاق بشتاشان يعيشون المذبحة كان قاطع أربيل يكتفي بالرد ( لا نستطيع أن نساعدكم )، أما قاطع السليمانية وكركوك فقد كان يوقع إتفاق مع الاتحاد الوطني على عدم الاعتداء بل المصالحة والتعاون، بل كانت قيادة هذا القاطع لا ترد حتى على برقيات النجدة...فبدل من أن يقاتلوا القتلة ويخففوا الضغط على بشتاشان وأربيل وقعوا اتفاقا ثنائيا مخزيا في قرية (ديوانه)...وما يقوله قادر رشيد يذكرني بما ردده الشاعر عواد ناصر بعد تجربته الأنصارية عن عشائر الحزب الشيوعي، لقد كان وصفا دقيقا فكل واحد من القيادة في صراعهم الشخصي ( لم اشهد أي صراع فكري في القيادة ) يتآزرون بالكامل ضد الجمهرة الغاضبة لقاعدة الحزب ولكنهم ينقسمون إلى عشائر وطوائف عندما يتعلق الأمر بالمناصب، لهذا تَصرفَّ مسؤول كل قاطع على انه عشيرة مستقلة وليس تابع لحزب يفترض أن يكون موحدا وخصوصا في هكذا مواقف مصيرية...كما يتحدث قادر رشيد بصدق عن موقف قاطع بهدنان وكيف تحول إلى (دولة فيها أخلاق العشيرة والطائفة) لا تعير أي اهتمام للقرارات التي تصدر من الجهات العليا..تلك هي صورة الوضع المأساوي الذي وصفة بإسهاب مؤلف الكتاب والذي فتح الباب أمام العدو لتنفيذ المجزرة بدم بارد... لو كان الكتاب من تأليف شخصية من خارج الحزب فسيكون الرد متركزا على الشخصية ذاتها، بأنها معادية وخارجة عن الحزب وإلى عشرات من التهم والتسطيح الجاهز لكل من يشير إلى فضائحهم وهي كثيرة...وهنا يبدو مهما بشكل استثنائي تناول منعطفات هامة في تأريخ الحزب والحركة الوطنية، فالتاريخ ليس ملك احد أو حزب بل هو ذلك التراكم المتنامي لكامل الصراعات والمعارك النضالية التي تعيشها حركة سياسية في بلد ما، فكفى كذبا بتزوير التاريخ ووصف الناس وحركتنا الأنصارية على أنها كانت ربيع دائم، كما تَوهمنا سابقا عندما كنا نسمع عن الهالة النضالية لهذا وذاك ولكن بالمحك لم نرى سوى قعقعة الطحن، فقد تهاوى ضباط الكارتون من معارك (شش وسيه63 )، وضباط القيادة، لكي تُبَرز الحركة الأنصارية ناس آخرين تماما يستحقون أن تكون لهم تلك السمعة الطيبة، وكان أمام الحركة الأنصارية فرص كبيرة لإبراز قادة جدد على كل الأصعدة، لكن تهميش أي ( مشاكس )أو( ناقد ) ولو بالحدود الدنيا، غيب وهمش وضَيع عشرات بل مئات من الطاقات الخلاقة، حيث جرى كل ذلك السعي الجاد لوضع أي طاقة على الرف لا تقدم ولاء الطاعة الأعمى والغبي لهكذا قيادة، بل وجرى حرمان الكثير من تسلم مسؤوليات حتى ولو كانت غير فعالة، لقد كانت حرب منظمة ومسعورة وغير شريفة على كل رفيق يسعى إلى تغيير حقيقي، وبتقادم الزمن لم تستوي في المفاصل الأساسية إلا تلك القوى المتملقة واللوكية والمشبوهة والغير نظيفة يدا وروحا والتي لا تمتلك فكرا أو شأنا يساعد برسم مستقبل أفضل للحزب... المهم هذه المرة مصدر النقد الموثق جاء من شخص لازال عضوا في الحزب، ورغم اعتراض أغلب الأنصار على شخصية قادر رشيد وأكرر رغم تحفظي على ما وارد في مذكراته ووجهات نظره، لكن فقط جرأته بنقد الحالة التي عاشها الحزب، يجعله أكثر ضمير حي من الآخرين، أما القيادة فكانت دوما ضد هكذا وعي بالنقد العلني، وأعتقد ان أبو شوان لا يستطيع الحديث ولو بشكل بسيط عن كل ذلك لو كان في كوردستان، لوضعوه حتما في السجن ولواجه نفس مصير الشهيد ( منتصر)، من يدري؟؟؟ ومن تراجيديا وضع الحزب اليوم رغم كل عمقه وتجربته السياسية الطويلة أن يصبح سكرتير الحزب نائب لرئيس المجلس الوطني المؤقت الذي يتزعمه وفق التوزيعات المعروفة أحد سمان حزب جلال الطالباني، حزب لا يتعدى نفوذه مدينة السليمانية، لقد تحاشى كل قادة الأحزاب الترشيح لهذا المنصب سوى زعيم الحزب الشيوعي ( سؤالي لماذا لم يرشح شخص هذا المنصب كما فعلت الأحزاب الأخرى؟ )، ذلك هو نتاج لكل هذه التخبطات السياسية حيث أُفرغ الحزب من المعرفة وتلك النظرة الاستراتيجية البعيدة المدى...للعلم جزء من تمويل الحزب هو من الصدقات الحرام ( لمام جلال) مقابل ذلك الصمت التام عن مجزرة بشتاشان..!! كذلك يتحدث أبو شوان بإسهاب عن طريقة تعامل أعضاء القيادة في المفرزة الهاربة مبكرا، حيث العجز والتردد والضعف مما أدى إلى وقوعهم في الأسر بشكل مذل، وخسارة عدد كبير من الرفاق بسبب تصرفاتهم الخاطئة في قيادة مجموعة ولو محدودة من الرفاق، وعن تلك الإشكالات التي حدثت أثناء الأسر وذلك الفرق الهائل بين موقف جمهرة الرفاق وشجاعتهم وضعف وخواء القيادة في مواجهة ذلك، لهذا حاولت هذه المجموعة الحفاظ على نفسها بكل السبل حتى ولو بتوقيع بيان ذليل والرجوع بهدايا عبارة عن مسدسات بحجة حماية أنفسهم...كما يتحدث عن تجارب شخصية مر بها إثناء أداءه لمهام حزبية متنوعة منذ عهد( الجبهة الوطنية) إلى اليوم، وفيها كل ذلك المثير عن الفشل في معالجة أمور سياسية على درجة من الخطورة مما تعطي تصورا واقعيا وحقيقا عن الأداء القيادي الفاشل الذي عاشه الحزب خلال هذه الفترة الطويلة، كل ذلك يستدعي القراءة والتأمل الجاد لتاريخ لازال حاضرا ولكن بدون جهد لتوظيفه من أجل خدمة وضع سياسي- عراقي أفضل..!!!
مقتطفات ونصوص من الكتاب - ( ان اعضاء المؤتمر ( يقصد الرابع عام 1985) عينوا دون ان يكون ذلك التعيين عن طريق كونفرانس المنظمات، حتى ان اعضاء اللجنة المركزية لم تكن لديهم فكرة عن عقد المؤتمر الا قبل يوم واحد من عقده.بمعنى ان المؤتمر كان حسب رغبة المتنفذين، والحاضرون لم يكونوا مطلعين على برنامج ووثائق المؤتمر، وقد تم اقناعهم بانه لا يوجد أناس أكفاء آخرون ليصبحوا قياديين بدلا عنهم، ولذلك فقد تم اختيارهم مرة أخرى كقادة للحزب بقيادة الرفيق عزيز محمد )
- ( وكان من الضروري أيضا وفي المؤتمر (يقصد الخامس ) اجراء تقييم واقعي لكارثة بشتاشان ويتم التحقيق حول الموضوع وفرض العقوبات على المسئولين عن الكوارث المتتالية، وعدم تاخير التحقيق في كارثة بشتاشان الى المؤتمر المقبل، وعدم التستر على الهروب المخجل في بارزان وخورنه وه زان، كما كان من الضروري بعد اختتام المؤتمر التحقيق في كيفية وصول وثائق المؤتمر الى البعثيين بهذه السرعة ويتم اجراء تحقيق حول الموضوع وفضح المسئولين عنه) - ( لو أن الأجيال اللاحقة وخاصة أقارب الشهداء والضحايا قاموا بمراجعة واقعية ودقيقة للأحداث، فماذا يكون موقفهم وماذا يقولون ؟ لاشك انهم يلعنون الأحداث الماضية والمسئولين عنها والتي لم تؤد الا إلى تراكم المحن والمصائب للشعب والانتصار للفاشيين والعفالقة.والذين يتطرقون في كتاباتهم ومذكراتهم إلى تلك الأحداث بروح الاستعلاء ويعتبرونها انتصارا ً لهم وموضع التفاخر لهم أو يتطرقون أليها وهو بعيدون عن واقع الأحداث، فأن التاريخ لا يستفيد أي شيء من هذه الكتابات ) - ( ألم يحن الوقت الذي يحدد فيه المسئولون عن مجزرة بشتاشان، أشقولكه، قرناقا ورزكه، ومقاتلة الكورد مع الكورد، من أي حزب واية جهة كانوا ويقدمون إلى المحاكم ؟ نعم نحن بحاجة إلى تنفيذ هذا المشروع اليوم أكثر من أي يوم آخر، إذ انه كدين شخص لدى آخر يمضي الزمن ويبقى الدين دينا كما ورد في المثل الكوردي ) – نوزاد ولي ( المقدمة )
ملاحظات لا بد منها 1- يحاول أبو شوان ان يغبط تجربة الرفاق العرب هنا وهناك، وأنا لا استغرب ذلك فهو معروف بمواقفه هذه، ولو لم يكن الرفاق العرب قد اثبتوا جدارتهم في كل ظروف ومنعطفات الحركة الأنصارية، لكان لقادر عزيز رأي أكثر من هذا..ولكن الواقع شق رؤوس كل هؤلاء من ذوي الأفكار القومية داخل الحزب الشيوعي 2- قضية استلام مسدس من جلال هي قضية مدانة سواء للمُهدى إليه أو من تمنطق بالمسدس....وإذا كان قادر رشيد ضد الإهداء لماذا كان يتبختر به، ويفتخر على انه هدية مام جلال بحيث ضاعت الحقيقة بين ضعف الجميع، وهنا تصح الحكاية القائلة ( أبتر بين البتران )... 3- يحاول قادر رشيد أن ينزه مواقف كريم احمد سواء في الأسر أو في كامل الحياة السياسية للحزب وفي بعض الأحيان عبر مقارنات مع عمر علي الشيخ...ولكن الواقع يقول ان كلاهما في الهوا سوا..ولكن الفرق ان كريم أحمد هو زميل أسر ومواقف مشتركة مع قادر رشيد، ومن يدري بالخفايا قد تتعدى علاقتهم بجلال إلى أكثر من إصدار ذلك البيان الرخيص، وهذا ما أثبتته الأيام لاحقا من تبعية إقليم كوردستان للاتحاد الوطني ولسياسته، وللتأثيرات الفكرية( لكوملة) في كامل حياة ما يسمى اليوم بالحزب الشيوعي الكردستاني، وهذا ليس مستغربا لطالما الاثنان ينتميان إلى نفس المنهل الأيدلوجي، ما يسمى( محاسبة) كريم احمد هي التي نقلته لاحقا لكي يكون زعيم الحزب الشيوعي الكوردستاني لأكثر من12 عاما، وتلك هي من مهازل الحفاظ على المناصب..! 4- الأسير القيادي الآخر هو أحمد باني خيلاني – والذي اشرف قبل مجزرة بشتاشان على محاسبة رفيق تم أسره من قبل الاتحاد الوطني، بحجة مفادها ان على الشيوعي ان يقاتل حتى الاستشهاد أو الانتحار أفضل من ان يقع بيد العدو الطبقي حسب ادعائه، لكن في أول تجربة سلم نفسه بشكل( مهذب) إلى الاتحاد الوطني..! 5- معلوماتي اليوم إن قادر رشيد يتقاضى راتب تقاعدي من حكومة جلال الطالباني....!
المطلوب من قيادة الاتحاد الوطني 1- توضيح علني للأسباب التي أدت إلى هكذا مجزرة وغيرها من المجازر التي ارتكبت في كامل صراع ما يسمى باقتتال الإخوة والتي كان الاتحاد المسبب والبادئ بها دوما. 2- محاسبة القتلة الملوثة أياديهم بدماء الكثير من المناضلين كردا وعرباً وتقديمهم لمحاكم عادلة لتحديد المسؤولية وحجم الجريمة... 4- السعي من الاتحاد الوطني وسائر القوى التي ساهمت بالحروب الصغيرة عن القيام بجرد لضحاياهم بما يؤمن تعويضات عادلة وتقاعد لعوائلهم وذويهم. 3- تقديم اعتذار علني وجرئ، والقيام بالتعويضات الضرورية عن كامل الأضرار التي لحقت بالشهداء والأسرى وجميع من لازالوا يعيشوا تبعاتها المؤلمة حتى اليوم. 4- تشكيل لجنة للبحث عن رفات الشهداء، وإعادة دفنهم بما يليق بتضحياتهم الجليلة. 5- إعادة الوثائق والأشياء الشخصية لرفاق بشتاشان أو تقديم جواب بما حدث بصددها. كما أضيف بعض من مقترحات قادر رشيد ( أبوشوان ) 6- إيجاد متحف في منطقة بشتاشان، تجمع فيه كل الأشياء المتعلقة بإحداث عام 1983 7- نصب تمثال تذكاري ليكون بامكان أقارب الشهداء القيام بزيارتهم ووضع باقات الورد أمام التمثال تكريما لهم. عكس هذا لدينا من التأثير الكثير لكي نستمر بتوعية شعبنا مهتدين بقول الجواهري الشهير: أنا حتفهم ألج البيوت عليهم أغري الوليد بشتمهم والحاجبا حتى تكون بغداد أنظف وأجمل بلا قتلة يعبثون فيها بكل ذلك القبح...! فعار أن ننسى بهاء ابن السماوة (أبو محمد)، وأبناء العمارة أبو صلاح وأبو ليلى ( كاظم طوفان )، وهدوء ابن الكوت ( نعمة الشيخ فاضل )، وبنت الجنوب (عميدة عذيبي ) والدكتور الذي عرفته جماهير كوردستان، ابن المربي المعروف عاكف حمودي (دكتور عادل)، والشخصية الأنصارية المعروفة ناصر عواد ( أبو سحر )، وزينة شباب العراق ( رعد ) و (عمار ) ( وسعد )، ورفاق بشدر، ومحمد الحلاق ( اغتيل أواسط التسعينات على يد الاتحاد )، والبطل خدر كاكيل، مام رسول، رستم، الشقيقان محمد حسن وعبد الله حسن دركلي، يوسف ناجي ( ابوليلى)، ملازم حسان، توفيق الرائع، أبو حاتم ( علي عودة )، وعريس بشتاشان ( أبو بسيم )، والمناضل أبو مكسيم.. والعشرات غيرهم.. ...لقد أدمت وأساءت عصابات جلال لكل مدينة عراقية، ومن العبث أن ننسى رفاقنا الذين عشنا معهم أحلى زمن، حيث الأمل بعالم أكثر عدلا ومساواة وحب..وسنطارد مرتكبي الجريمة، لكي نصل إلى وطن معافى وكريم...أما الذين يأكلهم الصمت ليعيشوا على فتات منقوع بدماء شهداء أماجد، فلن يكتب لهم سوى المهانة والخسران، لقد انتهى زمن أن يتحول الجسد الإنساني إلى تجارة سياسية تستخدم عند الطلب والحاجة السياسية.. ، أستغرب على موقع( حزب الشهداء ) وفي كل أيار لا يذكر هذا الدم الغزير حتى ولو بإشارة عن انهيار (شكفته) أو انهيار ثلجي أو نتيجة سوء فهم أو خلل في صراع الأحبة...ولكن......؟!! رغم أني متأكد، بل أكاد أجزم ان الجميع يعرف ان هذه الجريمة هي أكبر مجزرة في تاريخ الحزب، التي خسر فيها هذا العدد الكبير من مناضلين أبطال وفي أيام معدودة، في حين يتذكرون قطار الموت، وشهداء من أزمان بعيدة وبكل ذلك الحماس ( وهذا مطلوب وليس لدي اعتراض عليه )، لكن وللأسف الشديد يفوح من ثنايا ذلك فقط حاجة التوظيف السياسي ليس إلا...، وبهذا يتحول الشهيد إلى مشروع إعلامي بحت لخدمة تكتيك السياسي( البارع) الذي لم يخلف سوى عراق مهشم بالصورة الماثلة الآن..!
نعرف أن( جلال) أسوة بهذه العصابات السياسية التي تسرق كل ماهو جديد، يدعي اليوم بالديمقراطية وحقوق الإنسان ولكن سائر أعمال هذه العصابة وتاريخها يقول العكس، فعندما تتوفر الفرصة والقوة لن يتردد في ارتكاب مجازر جديدة قد تكون في كركوك أو الموصل أو السليمانية أو أربيل... لهذا قد يكون ملف بشتاشان فرصة لإيقاف أي غي عند حده.
اليوم أكثر من يكتب ويناضل من أجل الحقوق العادلة للشعب الكوردي في الصف العربي ( العراقي) هم أولئك الذين ناضلوا في كوردستان وتفهموا عذابات هذا الشعب وتضحياته وعدالة قضيته، ولو تفهم جلال أن وجود هؤلاء من أبناء الجنوب على ذرى جبال كوردستان هو مكسب للشعب الكوردي نفسه، لكان بيننا اليوم أكثر من 100 رفيق عربي بينهم الكثير من الكتاب والسياسيين الناجحين لعرفنا مدى مكسب ذلك لشعب كوردستان أولا ولشعب العراق برمته، وبودي أن اذكر أسماء بعض من يقفون دائما وبشدة إلى جانب حقوق الكورد العادلة ومن كانوا بيشمركة في كوردستان ( المرحوم سلمان شمسة، عواد ناصر، خالد صبيح، زهير الجزائري، فالح عبد الجبار، جاسم خلف، سمير سالم داوود، د- عبد الحسين شعبان، كريم كطافة، عبد الرزاق الصافي، مفيد الجزائري، علي بداي، هادي الخزاعي، محمد عنوز، رضا الظاهر، عماد الطائي، رياض محمد، ضياء صلوحي، صباح المندلاوي، كاظم حبيب، حازم الحسوني، ياسر المندلاوي... والكثير غيرهم ) قسم من هؤلاء عاشوا المجزرة ونجوا بأعجوبة ( زهير الجزائري، فالح عبد الجبار، عبد الحسين شعبان، جاسم خلف، مفيد الجزائري، خالد صبيح، و كاتب هذه السطور )، دون أن ننسى التأثيرات الكبيرة التي يتركها مئات من السياسيين الذين عملوا في الحركة الأنصارية، ويساهم الكثير منهم اليوم بنشاط في أحزاب ومنظمات أخرى وفي وسائل الإعلام المختلفة مما يعطي دفعا قويا لتفهم قضية الشعب الكوردي بكل العمق المطلوب على صعيد كامل الوطن العراقي. إن على الشعب الكوردي ونخبه المثقفة، تماما كشقيقة العربي في مسعاه لنبذ الفكر الفاشي المتمثل بالبعث، مهمة نبذ الفكر الفاشي وقياداته والتي تمثلت تاريخيا بحزب الاتحاد الوطني( الفاشية الكوردية ) وخصوصا جناحه الأكثر راديكالية (كومله) وفضح ومحاسبة الذين امتهنوا كرامة الإنسان الكوردي، الإنسان العراقي وتقديمهم للمحاكم لكي ينالوا جزائهم العادل...ولا يسعني هنا إلا أن أؤكد إن على القوى الشريفة في داخل الاتحاد الوطني ( إن وجدت) مهمة الإسراع برفض هكذا قيادة دموية وتقديم بديل قيادي وتنظيمي وفكري لحزب ديمقراطي ينبذ العنصرية والفاشية والقتل والدوغما وروحية الاعتداء وحل النزاعات بشكل دموي، وبهذا نعطي المصداقية للقوى التي تؤمن بالتغيير على أنها تنتمي لعصر يحترم الإنسان كقيمة عليا وبهذا يصبح ممكنا التصالح مع الشعوب الأخرى وفق مبدأ المساواة والأخوة والعيش المشترك، وإذا ما صح ماجاء في إيلاف (اسامة مهدي من لندن: تتحدث أوساط سياسية في العراق عن تفجر خلافات عاصفة بين اعضاء قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني على خلفية اتهامات أعضاء فيها له بممارسات دكتاتورية والطلب منه التنحي عن زعامة الاتحاد) هذا يعني أنهم في الطريق الصحيح، وكل محب للشعب الكردي سيقف مع هكذا مسعى باعتبار ذلك مهمة كبرى إمام القوى الشابة والنظيفة في المجتمع الكردستاني لتحقيق بديل ديمقراطي حقا، أما عدا ذلك فهي شعارات لن تنطلي إلا على الأغبياء وما أكثرهم للأسف في هذا العالم المنحط الذي نحياه...... ! ******* - قادر رشيد ( أبو شوان ) كادر قيادي في الحزب الشيوعي العراقي والكوردستاني. يبقى كتابه ( بشتاشان بين الآلام والصمت ) وثيقة جيدة، يحمل دلالات مهمة يجدر بالجميع الإطلاع عليها لكي يعرف طبيعة هذه الطغم السياسية وتاريخها القبيح..! - كريم أحمد( أبو سليم )، عمر الشيخ علي ( أبو فاروق )، ثابت حبيب العاني ( أبو ماهر ) من القيادات المعروفة للحزب الشيوعي العراقي.والتي لعبت دورا هاما في تاريخ الحزب لأنها تبوأت مراكز قيادية لفترات طويلة، لهذا ارتبطت بها أحداث مهمة في كامل تاريخ الحزب السياسي. - عزيز محمد – السكرتير السابق للحزب والذي لازال يلعب دورا ما سواء خلف الكواليس أو في العلن. - باسدار – تسمية حراس الثورة الإيرانية – أستخدمها الاتحاد الوطني في وصف قوى( جود) لتأكيده الولاء التام للنظام الدكتاتوري في حربة ضد إيران. - جود – جبهة للأحزاب الكوردستانية والحزب الشيوعي كانت قائمة حينذاك. - أتمنى أن يُستلم هذا الملف من قبل محامين وقضاة ودعاة حقوق الإنسان ( ليس من صنف مداحي ومهرجي الزمن الرخيص وشكل قضاة – ضرابي الكباب- من المال الحرام للطالباني في زيارات مدفوعة الثمن إلى السليمانية بعد أن غربت موائد ابن العوجة ) يتمتعون بالنزاهة والاستقلالية التامة لإنصاف ضحايا الأحزاب وصراعاتها، نذكر فقط أن القتال الأخير بين الأحزاب الكوردية قد كلف أكثر من 40 ألف قتيل وأضعاف من الجرحى وهذا هو تقدير الأحزاب المتقاتلة مما يعني أن العدد يفوق هذا بكثير، كما أن الاعتقالات والتصفيات والاغتيالات التي نفذتها هذه الأحزاب في صراعاتها ممكن أن تصل إلى أرقام مخيفة حقا لناس لهم قسمات وتطلعات وأهل وأقارب قد تضيع حقوقهم بدون وجود قضاء ينصف الجميع ويضع الأمور في نصابها ولكي نوفر عدالة حقيقة ولمستقبل عراقي أفضل..وبهذا يكون ماثلا دوما ( لا يضيع حق وراءه مطالب ) مهما تقادم الزمن وتغيرت الأحوال... * أخيرا دعوة لكل عراقي شريف ومؤمن بالعدالة وحقوق الإنسان والديمقراطية سواء كان كرديا أم عربيا ومن مختلف الطيف العراقي، بعدم الترشيح أو التصويت للاتحاد الوطني أو القائمة التي يشارك تحتها مهما كان شكلها أو طبيعة المنضوين إليها، لأنها تعني باختصار التناسي عن دماء زكية مقابل السعي للحصول على كرسي الجاه والسلطة وتلك وجهة لا ترتضيها روح الشهيد أبدا ولا يرتضيها كل إنسان ذو ضمير يؤمن بالحق مهما طال الزمن...فمن يريد الديمقراطية حقا عليه أن ينظف جسده وفكره ويداه علنا وبكل جرأة من تلك الدماء الغالية التي ذهبت غدرا وعدوانا مقابل صفقات وأموال وأرباح ودولارات وعطايا وأسواق تهريب، نسيج كل ذلك تغييب عشرات الألوف من العراقيين الذين صدقوا أن وراء هؤلاء قد يأتي عالم أفضل لهم ولأولادهم لكن حصاد ذلك هو هذه المراثي التي تمتد على طول هذا الوطن الذي كان يوما قبلة العالم ومكان لمهد الحضارات، فمن أين أتوا هؤلاء ياربي...؟!
#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإرهاب يطال الصديق والمناضل وضاح حسن عبد الأمير- سعدون
-
لحظات خائبة
-
دعوة لأرشيف عراقي
-
رأي حول الديمقراطية … ومنظمات حقوق الإنسان في المهجر
-
جائزة نوبل للآداب لعام 2004 إلى النمساوية الفريدا يلينيك
-
حكايات من زمن الخراب
-
أهلاً وسهلاً بكم في محافظة الكوت
-
لا للحياد...نعم لتعبئة الجماهير
-
الجنرال واللوحة
-
بدل الورد
-
رياضة
-
الفاشية العربية -البعث كنموذج
-
لقاء مع الفنان عماد الطائي
-
عن الشيوعية واليسار، مع بعض التطبيقات..-3
-
وردة حمراء
-
هذيان عند كاس عرق مغشوش
-
الشخصية العراقية بين الحضور... والغياب القسري
-
عن الشيوعية واليسار، مع بعض التطبيقات... -2-
-
على حافة الشعر
-
عن الشيوعية واليسار، مع بعض التطبيقات...
المزيد.....
-
المافيا الإيطالية تثير رعبا برسالة رأس حصان مقطوع وبقرة حامل
...
-
مفاوضات -كوب 29- للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة ت
...
-
إيران ـ -عيادة تجميل اجتماعية- لترهيب الرافضات لقواعد اللباس
...
-
-فص ملح وذاب-.. ازدياد ضحايا الاختفاء المفاجئ في العلاقات
-
موسكو تستنكر تجاهل -اليونيسكو- مقتل الصحفيين الروس والتضييق
...
-
وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في كييف ومقاطعة سومي
-
مباشر: قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في
...
-
كوب 29: اتفاق على تقديم 300 مليار دولار سنويا لتمويل العمل ا
...
-
مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية
...
-
انفجارات في كييف وفرنسا تتخذ قرارا يستفز روسيا
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|