استبدلوا أبطالها بمشاهيرها

يوسف فواضلة

الحوار المتمدن-العدد: 3464 - 2011 / 8 / 22 - 00:45
المحور: القضية الفلسطينية
    

كل دولة في العالم لها العديد من أبنائها سواء كانوا رجالاً و نساء يمتلكون الكثير من المزايا و القدرات التي تمكنهم من أبراز و تقدير دولهم و الذين يتمثلون بأبطالها و شعرائها و فنانيها و أناسٌ كانت لهم بصمة و اضحة في دولهم ، أما في مجتمعنا الفلسطيني هنالك العديد من هؤلاء الاشخاص و إن اختلفت مسمياتهم من شهداء و اسرى و رجالٌ قدموا الغالي و النفيس في سبيل الدفاع عن وطنهم .

كالعادة في مجتمعاتنا العربية و لا سيما في فلسطين كان هنالك أهمية خاصة للشهداء و الاسرى و الجرحى تقديراً لهم لما قدموه في سبيل الدفاع عن تراب فلسطين ، حيث لا شيْ أغلى من هؤلاء الابطال الذين غلبوا المصلحة الوطنية على مصالحهم الشخصية و قدموا ما بأستطاعتهم من أجل الوطن .

اٍليس من الغريب أن يخرج أسيرُ بعد خمسة عشر عاماً من الاسر و القهر و الذل و التعذيب وفقدان حنان الاهل والاقارب . وأن لا يكون في استقباله سوى أهله و بعض أحبته ، ليس من الغريب ان تدعوا لامسية وطنية لا تستطيع بيع سوى بعض التذاكر ، بينما تقام عشرات السهرات الصاخبة و الحفلات الرومانسية اسبوعيا هنا و هنا
أليس من العار أن يخرج أحد طلاب ستار اكاديمي او سوبر ستار من البرنامج ليكون في استقبالة الالاف من الاشخاص لدرجة ان الحركة تتعطل كلياً في تلك المنطقة ويصاحبها أعمال شغب و تخريب وذلك تعبيراً عن حبهم لهذا الشخص الذي بذل جهده ليعمل على تمثيل بلده في برنامج غير أخلاقي ولا يهدف سوى الى حرف البوصلة التراثية العربية الاصيلة عن مسارها الحقيقي.

فقبل اسبوعين كنت انا و صديق لي في إحدى مقاهي مدينة رام الله ، عندما رن هاتف صديقي ليخبره أحد أصدقائة عن وقفه تضامنية للاسرى المعزولين في سجون الاحتلال الصهيوني ، فتركنا القهوة و ذهبنا الى دوار المنارة و كانت الساعة الواحدة ظهرا ، فلم نرى هناك سوى بعض الرجال و النساء و لا يزيد عددهم عن 25 شخصاً يحملون بعض اليافتات و الصور للاسرى و في الحقيقة ان نصفهم أو ما يزيد من ذوي الاسرى .

فما أريد أن أقوله و من العار أن اقوله أننا إستبدلنا شهدائنا وأسرانا بمشاهيرنا و فنانينا ، فما لم يستطيع الاحتلال الحصول عليه بالقتل والدمار و الجرائم و التعذيب و الاسر نقدمه اليوم على طبق من ذهب للاحتلال وأعوانه و هو اننا فقدنا احترامنا ووفائنا ووطنيتنا لهؤلاء الشهداء و الاسرى و الجرحى.


فليحيا ... !!!؟؟؟ أنتم أختاروها.

#يوسف_فواضلة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات