|
خواطر متدين سابق 1
زاهر زمان
الحوار المتمدن-العدد: 3463 - 2011 / 8 / 21 - 20:30
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قبل بضعة سنوات من الآن ، لم يكن يدور بخلدى أن يوماً سيأتى ، أتمرد فيه على التوظيف السياسى للاسلام ، لأن به العديد من النصوص التى تتعارض ومتطلبات الاندماج فى مايجرى فى العالم شرقه وغربه من تطور وتحديث هائلين فى كافة المجالات وبصفة خاصة مايتصل بحقوق الانسان بوجه عام وحقوق المرأة بوجه خاص ! لم يكن يدور فى خلدى قبل بضعة سنوات أن الاسلام به من النصوص مايجعل من أتباعه معادين للحضارة والتقدم والانصهار فى العولمة بما يعود بالنفع على الوطن والمواطن ! عندما كنت فى بدايات العمر أسمع صوت المؤذن وهو يؤذن للصلاة ، كانت تنتابنى حالة من السمو والارتقاء الروحانى والطمأنينة والأمل فى الحياة والاقبال عليها بجد واجتهاد وحب يتسع لكل البشر من حولى دون النظر الى ألوانهم أو أعراقهم أو معتقداتهم أو جنسهم . فقد وقر أيامها فى يقينى أن صوت المؤذن هو نداء لى لكى أتوجه للقاء خالق هذا الكون العظيم ، الذى خلق كل شىء من أجل الانسان حتى يعيش ذلك الانسان مع غيره من البشر فى محبة وسعادة وتواصل وتعاون وسلام ، يعمرون هذا الكون ويستغلون مافيه من أجل حياة هادئة هانئة تتسع للجميع ! لم يكن يدور بخلدى أيامها أن فى الاسلام نصوص فى القرآن وعبارات فى الأحاديث النبوية تمجد وتعلى من شأن المسلمين وتميزهم عن غيرهم من باقى أتباع الديانات الأخرى بشكل يوغر صدور الآخرين لما تتضمنه تلك النصوص والأحاديث من مفاهيم تتعارض مع المبادىء الأساسية لحقوق الانسان التى توصلت اليها البشرية بفكرها واجتهاد فلاسفتها ومفكريها المهتمين بالحقوق الأساسية للانسان بوجه عام فى كل زمان ومكان وعلى رأس هذه الحقوق حرية الانسان فى الاعتقاد أو الالحاد ! لم أكن أسمع أبداً بتلك النصوص والأحاديث التى تبعث على التفرقة العنصرية بين البشر فى حصص التربية الاسلامية التى كان يقوم بتدريسها لنا معلمو التربية الاسلامية ونحن أطفالاً صغاراً ، ولم تكن هناك فضائيات اسلامية يعمد الكثيرون من وعاظها ودعاتها الى ابراز وشرح وتحليل النصوص والأحاديث التى تحض المسلم على ازدراء الآخر المخالف له فى العقيدة والاعتقاد ! كان التركيز فى ذلك الزمن الغابر على اليهود والملحدين الكفار الذين صورتهم الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على أنهم أصناف من البشر لا خير فيهم ولا منهم على الاطلاق ، وأن الله لم يخلقهم الا للكيد والتآمر على كل البشرية وبالأخص على الاسلام والمسلمين ، وكنت مقتنعاً وموقناً بصحة ذلك الأمر ، فتلك النصوص – كما رسخ فى اعتقادى فى ذلك الزمان – هى نصوص نزلت من عند خالق البشر أجمعين ، وأن ذلك الخالق أعلم بما خلق ، وأن علمه وحكمته اقتضتا تحذيرنا كمسلمين من تلك النوعيات من البشر الذين لا خير فيهم على الاطلاق وأن كل هدفهم فى الحياة هو تخريب تلك الحياة على البشر أجمعين ، وأن مهمتهم وهدفهم الرئيسى فى الحياة هى اغواء البشر- وخاصةً عباد الله المصطفين الأخيار المسلمين الذين هم كما قال الله فى قرآنه الى محمد أنهم خير أمة أخرجت للناس - لعصيان أوامر الخالق والافساد فى الأرض واهلاك الزرع والحرث والنسل وذلك بالتعاون مع الشيطان الرجيم الذى هو العدو الأول لابن آدم ! لم يكن يدور بخلدى قبل بضعة سنوات ، أن يوماً سيأتى أكتشف فيه أن ذلك الشيطان ماهو الا كائن خرافى ابتدع وجوده وجسده فى أذهان البشر ، عقول بشرية عبقرية ، كانت تهدف من وراء ذلك الى زجر أقرانهم من البشر الآخرين عن القيام بأفعال من شأنها الاضرار بحياة أو ممتلكات أو خصوصيات الآخرين ! رغم عبقرية تلك العقول البشرية التى اخترعت ذلك الكائن الخرافى المسمى بالشيطان ، الا أن تلك العقول لم يكن لديها من الفهم للطبيعة السيكلوجية للأفعال الضارة التى تصدر عن الانسان تجاه أقرانه من البشر الآخرين أو البيئة من حوله مايمكنها من تفسير وشرح طبيعة تلك الأفعال وينسبها الى الكائن البشرى نفسه ، فراحت تتخيل أن هناك قوى غير مرئية تدفع ذلك الانسان الغير سوى الى فعل مايفعل وارتكاب مايرتكب من جرائم فى حق البيئة والبشر الآخرين من حوله ! ولقد رسخ ذلك الاعتقاد فى نفوس البشر على مدار الزمن وبشكل يكاد يصل الى اليقين ، ماجاءت به الأساطير القديمة فى الديانات الأولى البدائية التى كانت سائدة فى الحضارات القديمة ، والتى كان كهنة المعابد يتعهدونها بالنشر واختلاق الروايات والأكاذيب حولها للتأثير فى سلوكيات العامة وتغيير توجهاتهم بما يتفق ومصالح الحكام فى السيطرة على الرعايا والمحكومين ! ومما زاد من ترسيخ تلك الصورة الخرافية التى هى رمز لكل فعل شرير يقوم به انسان غير سوى نفسياً، وانتشارها على نطاق واسع ، هو ورود الكثير من النصوص والروايات الدينية التى جاءت بها توراة موسى وكتب النصارى والمسلمين من بعد توراة موسى والتى لا أشك اطلاقاً فى أنها استلهمت نفس النظرية الشيطانية التى تفسر الأفعال الشريرة للبشر ، من نفس المصادر اليهودية التى تحدثت كثيراً وأسهبت فى وصف ذلك الكائن الخرافى المسمى بالشيطان !
وللخواطر بقية ،،،،،،،،،،،،،، رؤية نقدية بقلم / زاهر زمان
#زاهر_زمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل سيقرر الشعب المصرى مصيره بنفسه حقاً ؟
-
لماذا يتوجس الغربُ خيفةً من المسلمين وخاصةً العرب منهم ؟ [ 4
...
-
اسلام العوام !!
-
ثورة الغضب الثانية...دوافعها ونتائجها
-
خواطر من الماضى ! [ 2 ]
-
الزواج على الطريقة الدينية !
-
مصالح من التى سوف تتحقق ؟!
-
خواطر من الماضى ! [1 ]
-
الدولة الدينية :وصدام الحضارات !
-
مسالة الحكم فى المنطقة العربية
-
لماذا يتعصب المسلمون أكثر من أتباع الديانات الأخرى ؟
-
حول محاولات البعض تفكيك الدكتور كامل النجار ( 3 )
-
حول محاولات البعض تفكيك الدكتور كامل النجار
-
k حول محاولات البعض تفكيك الدكتور كامل النجار k ( 1 )
-
الله .. ونحن .. والآخر !( 1 )
-
﴿ خرابيط 1 ﴾
-
التيارات الظلامية تجتاح الدوائر الرسمية فى الدولة المصرية !!
-
لماذا يتوجس الغربُ خيفةً من المسلمين وخاصةً العرب منهم ؟ [3
...
-
لماذا يتوجس الغربُ خيفةً من المسلمين وخاصةً العرب منهم ؟ [ 2
...
-
هل الإلحاد قرين الانحطاط الأخلاقى ؟
المزيد.....
-
اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع
...
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
-
مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
-
تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
-
بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس
-
الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي
...
-
القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي
...
-
الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|