محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 3463 - 2011 / 8 / 21 - 19:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
محمد علي محيي الدين
في آخر تطورات المفاوضات بين الحكومة العراقية وحكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية صرح الناطق باسم المفاوضين أن إيران قررت غلق كافة الروافد والأنهار المشتركة بينها وبين العراق لحاجتها إلى المياه وان المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود مع الجارة إيران.
والمعروف إن تركيا دأبت منذ أعوام طويلة على بناء السدود وتحجيم الحصة المائية للعراق في ظل الصراع الدولي على الكعكة العراقية بل إن الدولتين المسلمتين الجارتين لا زالتا تنتهكان السيادة العراقية من خلال الهجمات المتواصلة على القرى والمدن الحدودية في الوقت الذي لا يزال العراق العظيم (ماد علباته) لهم وهم يوسعوه ضربا كل يوم ولم تفكر الحكومة العراقية بالرد بالمثل مما دفع بلدا صغيرا كالكويت إلى استعراض عضلاته أمام العراقيين وتهديدهم بغلق منفذهم البحري الوحيد والحكومة العراقية صابرة محتسبة لا تستطيع اتخاذ أي إجراء لإيقاف هذه التجاوزات حتى بالاستنكار او التنديد الشكلي او الشكوى لدى مجلس الأمن في ابسط الأحوال وأمام هذا الاستخذاء سيكون العراق في السنوات القادمة نهبا مقسما بين الدول المجاورة في الوقت الذي نمتلك اكبر جيش في تاريخ العراق دون ان يكون لهذا الجيش قدرته على حماية أمنه وحدوده لأسباب يعرفها الكثيرون.
أمام ذلك اعتقد إن بإمكان العراق اتخاذ خطوات حاسمة تجبر الآخرين على احترامه من خلال تحويل مجرى شط العرب وتغيير اتجاهه نحو الصحراء العراقية التي يمكن استثمارها في الزراعة وخزن المياه بدلا من ضياع هذه المياه في الخليج وحرمان الجيران من منافعها لان هذه الدولة خرقت كافة الاتفاقات المعقودة معها وأخلت بكل العهود والمواثيق الدولية واعتقد إن الشعب العراقي سيقف جميعه للدفاع عن حقه في الحياة ومواجهة هذه الدول التي استغلت ضعف الحكومة العراقية لإرغام الشعب العراقي على الخضوع لها وإلا فان الأعوام القادمة ستشهد تدخلات أكثر وربما تحكم بالشأن الداخلي العراقي والسيطرة على مقوماته ليعود كما كان في القرون الغابرة مستعمرة لهذه الإمبراطورية أو تلك .
وإذا ظلت الأمور كما هي عليه قطع المياه وغلق منافذ التجارة الحدودية وسرقة النفط العراقي من قبل الكويت والسعودية وإيران ونهب إيرادات العراق من قبل حكومة المحاصصة الوطنية فان العراق سيصل به الأمر لاستجداء القوت ويصبح صومال ثانية تمزقه الصراعات وتنهشه الأمراض ويقتله الجوع فالزراعة والصناعة انحدرت إلى أردأ مستوياتها بعد الاحتلال الأمريكي وثرواته تسرق داخليا وخارجيا وهو لا حول له إلا الدعاء من قريب الفرج العالي بلايه درج يفرجهه على عبده اليطلب منه الفرج.
#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟