أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محيي عيدان - الحياة مرة أخرى وأخرى والى الأبد ..















المزيد.....

الحياة مرة أخرى وأخرى والى الأبد ..


محيي عيدان

الحوار المتمدن-العدد: 3463 - 2011 / 8 / 21 - 18:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


جاءته فكرة الكتابة عن (العود الأبدي) كالهام ذات مرة وهو يستجم في سويسرا فشرع بكتابة مؤلفه المهم (هكذا تكلم زرادشت) وذلك لكي يمهد لفكرته الأساسية عن العود الأبدي وأفكار أخرى له مثل (الإنسان الأعلى) (إرادة القوة) و(موت الإلهة) ويذكر (نيتشه) في كتابة (هذا هو الإنسان) كيف إن الفكر كانت تحمل عنوانا آخر وهو 6000 قدما في ما وراء الإنسان والزمن (1) وتثير فكرة العود الأبدي أراء ليست مألوفة إلا في الأساطير الهندية المقدسة القديمة حول الأبدية والخلود وعودة الزمن وإمكانية التقاء زمن الماضي مع زمن المستقبل في نقطة حاسمة هي الآن، وهذا يتحقق إذا كان الزمن يسير بشكل دائري وليس بصورة مستقيمة إلى الأمام:
ص184 (إن كل اتجاه على خط مستقيم إنما هو اتجاه مكذوب، فالحقيقة منحرفة لان الزمان نفسه خط مستدير أوله وآخره) (ح).
ونفترض فكرة العود الأبدي من إن الكون والإنسان وكل الأشياء سيعاد خلقها من جديد بعد موتها وفنائها وهذه الدورة الحياتية ليست هي النهاية؟ إذا ستعقبها دورات مشابهه لها والى الأبد: فكل دورة حياة تشبه التي سبقتها وكأنها نسخة عنها فالإنسان وكل الموجودات سيظهرون على مسرح الحياة كما في السابق دون زيادة أو نقصان، وان الأحداث والظواهر وكل النشاطات التي جرت في الحياة، ستعود كلها مرة أخرى، مشابهة إلى الدورة السابقة (ما غريب عنا تعليمك يازارا، فأنت تقول بان جميع الأشياء تعود أبدا ونحن معها عائدون، وبأننا وجدنا من قبل مرارا لإعداد لها ومعنا جميع الأشياء أيضا) (3).
هذا التعاقب الأبدي لدورات الحياة سيجعل اللقاء بين زمن الماضي وزمن المستقبل عند بوابة اسمها ألآن حتمي ولا مفر منه .
(انظر إلى هذا الباب فان له واجهتين وهنا ملتقى مسلكين لم يبلغ إنسان أقصاهما احدهما منحدر يمتد إلى أبدية، والآخر مرتفع يمتد إلى أبدية أخرى المسلكان يتعارضان متقاطعين عن هذا الباب وقد كتب اسمه على رتاج واحد "الحين").(4).
المسلك المنحدر يقصد به الدرب الذي يتجه إلى الماضي إما المسلك المرتفع فهو الدرب الذي يمتد إلى المستقبل لقد جعل نيتشه من (زرادشت) مبشرا بهذه الفكرة ليؤشر على إنها قديمة خرجت من الفكر الهندي القديم الذي كان مهتما بمراقبة الظواهر) الكونية (حركة النجوم، ظاهرتي الكسوف، والفيضانات والحرائق وأمور أخرى) إضافة إلى انشغاله بمسائل مصير الإنسان بعد موته فهذا الفكر يؤمن بأبدية الكون والإنسان وعدم فنائهم.
لقد كان هذا الفكر انعكاس المعتقدات والأساطير التي كانت شائعة بين قبائل وشعوب الهند وجنوب شرقي أسيا، فتدمير الكون وفنائه (حرائق، فيضانات، زلازل، براكين..الخ) لا يعني بمعتقداتهم النهاية الأزلية للكون بل انه سيعاد خلقه من جديد وسيمر بنفس مراحل الدورة السابقة ولادة، ارتقاء، انحطاط، وفناء، وهكذا في كل دورة كونية بعد أخرى والى الأبد، لقد حددت الأساطير القديمة فترة زمنية لحياة كل دورة وهي ألف سنة (فكرة الألفية جاءت من الأساطير).
فبعد كل ألف سنة يحدث تجديد (إعادة خلق) للكون وبالعكس من فكرة (العود الأبدي) فإعادة خلقه بعد فنائه يكون في سنة يسميها نيتشه (السنة الكونية) وهي سنة مجهولة بعدد سنواتها لكل دورة كونية، وتظهر الدراسات حول أساطير الهند القديمة وأساطير بلاد الرافدين والعبرانيين، كون الأساطير أكثر (تحديدا) بعدد سنين الدورة من العود الأبدي التي وظفها نيتشه لدعم أفكاره الفلسفية حول مسيرة الزمن الدائرية عودة الزمن والعود الإبداعي لكل المخلوقات والموجودات والإنسان دون أن يتغير أي شيء، وكان الأمر محكوم (بحتمية) مجهولة في أسطورة كمال البدايات على سبيل المثال، فان كل دورة كونية تدوم ألف عام، وبعد ذلك تأتي الدورة التالية وان تغييرات بيولوجية تجري على الإنسان من دورة لأخرى فبعد أن كان طويلا جدا في زمن الخلق الأول بإمكانه أن يرى ما يجري في السماء فان طوله قد نقص في الدورة الكونية اللاحقة كما انه أصبح أكثر ذكاء ولم تتحدث هذه الأسطورة عن احتمال عودة الأشياء والإنسان من جديد كما هي دون تغيير فالزمن في أسطورة (كمال البدايات) يسير للأمام دائما.
نيتشه يستعين بعلم الطبيعية لإثبات صحة فكرته (العود الأبدي):
لجا نيتشه إلى نظريات في علم الطبيعة ليثبت صحة فكرته وتثبت بالنظرية التي تقول (أن القوى الموجودة في الكون ثابتة ومحدودة) فناقش فكرته على ضوء ثلاث فرضيات، الأولى تؤكد إن إعادة الحياة وعودة الأشياء والموجودات والإنسان الشبيه من جديد، لا يتعارض مع روح هذه النظرية العلمية فان أي زيادة أو نقصان لا يحصل في قوة الوجود (الثابتة) أما الفرضية الثانية التي تقول أن قوى الوجود في حالة تزايد فان نيتشه يعارضها ويتساءل من أين جاءت هذه الزيادة وليس هناك من وجود غير هذا الوجود فيفترض وجود (معجزة) إلا انه يرفض هذا الافتراض الذي سيخرجه من دائرة 0البحث العلمي) إلى دائرة (الأساطير والخوارق):
فلكي يكون هذا الفرض صحيحا كان علينا أن نقول بوجود معجزة دائمة بها تحدث هذا الزيادة وهذا ما لا نستطيع مطلقا التسليم به مادمنا نبحث بحثا علميا. وإلا خرجنا من دائرة العلم الخالص إلى دائرة الأساطير والخوارق.) (5)
أما الفرضية التي تقول (أن الكون في حالة تناقص) فالمفروض إن قوى الكون الآن قد نفذت، وذلك لان الكون كان موجود عبر ما لا نهاية له من الزمن ففي هذه اللانهائية السابقة على اللحظة الحاضرة كانت القوى إذا كانت تتناقص تكون قد تبددت كلها). (6)
وهذا القول مخالف لقانون (حفظ الطاقة) النظرية العلمية التي تؤكد على إن مجموع القوى الموجودة في الكون رغم كونها متناهية) هو ثابت ومحدد هي وحدها التي تلاءم فكرة نيتشه في (عودة الأشياء والموجودات) فان هذه العودة لا تشكل زيادة في قوة الوجود، لأنها هي نفسها قوى الوجود أو (جزء منها) والتي ستعاود الظهور على مسرح الحياة من جديد. ويعول نيتشه على الزمان اللامتناهي في لحظة من لحظاته على عودة تركيب وجود سبق وان وجد من قبل. وهذا التركيب بدوره سيجر وراءه تراكيب أخرى مرتبطة به، وهذه التراكيب بدورها هي أيضا ستجر التراكيب التابعة لها وهكذا فان مجموع الظواهر والأحداث ستكرر من جديد بنفس النظام والطريقة والمقدار الذي وجدت فيه في الدورة السابقة على هذه الدورة الثانية). (7)
يقول الدكتور (عبد الرحمن بدوي) معلقا على فكرة العود الأبدي لينتشه بما يلي (فالإنسان منا إذا ، تبعا لهذا النظرية سيحيى من جديد نفس الحياة التي يحياها الآن . ولهذا يقول زرادشت سيأتي يوم فيه تعود من جديد سلسلة العلل التي أنا مشتبك فيها وستخلقني من جديد ! وأنا نفسي سأكون من بين علل العود الأبدي). (8)
ــــــــــــــــ
1ـــ فرديك نيتشه هذا هو الإنسان ترجمة علي مصباح صفحة (111)، منشورات الجمل.
2ـــ نيتشه هكذا تكلم زرادشت صفحة (184) ترجمة فليكس فارس.
3ـــ المصدر السابق صفحة (253).
4ــ المصدر السابق صفحة (184).
5ــ د. عبد الرحمن بدوي نيتشه صفحة (251).
6ــ المصدر السابق.
7ــ المصدر السابق الصفحة (252).
8ــ المصدر السابق الصفحة (253).



#محيي_عيدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماذا فعلت الصين لمعرفة ما إذا كانت أمريكا تراقب -تجسسها-؟ شا ...
- السعودية.. الأمن العام يعلن القبض على مواطن ويمنيين في الريا ...
- -صدمة عميقة-.. شاهد ما قاله نتنياهو بعد العثور على جثة الحاخ ...
- بعد مقتل إسرائيلي بالدولة.. أنور قرقاش: الإمارات ستبقى دار ا ...
- مصر.. تحرك رسمي ضد صفحات المسؤولين والمشاهير المزيفة بمواقع ...
- إيران: سنجري محادثات نووية وإقليمية مع فرنسا وألمانيا وبريطا ...
- مصر.. السيسي يؤكد فتح صفحة جديدة بعد شطب 716 شخصا من قوائم ا ...
- من هم الغرباء في أعمال منال الضويان في بينالي فينيسيا ؟
- غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أ ...
- طهران تعلن إجراء محادثات نووية مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محيي عيدان - الحياة مرة أخرى وأخرى والى الأبد ..