محمد سعيد الصگار
الحوار المتمدن-العدد: 3462 - 2011 / 8 / 20 - 22:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
[email protected]
ما الذي يتوخاه بشار الأسد من هذا الحصاد الدموي لأبناء بلده؟ ما الذي تريده هذه الدبابات والمدرعات والمصفحات والقناصة والشبيحة من أبناء سورية في أرجائها المختلفة؟
وما الذي يقرأه (الحكيم) بشار من هذه الضحايا والخسائر التي تتزايد كل يوم؟ وتخرب البلد وتمزق كيانه الإجتماعي والإقتصادي والثقافي؟
وماذا يريد من هذه الحشود الصارخة أن (ارحل !) التي لا يريد أن يسمع صراخها وأصداءها المتعالية في أرجاء الوطن السوري من أقصاه إلى أقصاه؟
ما الذي سيجنيه من هذا الغضب الصاخب الهاتف برحيله قبل أن يأخذ مكانه في القفص الحديد الذي احتضن زميله المصري من قبل؟
لا حكمة في كل تصورات الرئيس بشار الأسد التي تقوده إلى هذه المهالك التي تدمر بلاده، وتمزق شعبه، وتضعضع المنطقة وما يحيط بها.
لا حكمة وليد المعلم، ولا تخريجات بثينة شعبان، ولا نفاق الحلفاء الموقدين لنار الفتنة والخراب وهم بعيدون عنها؛ بل ربما كان هذا بيت الداء؛ فهم ينفضون عن كتفه غبار الكارثة ويموّهون له واقع الحال، وهم عارفون بأن ساعة الصفر ستلحق بهم وبه، وتذهب بالجميع إلى حيث لا رجعة ولا مهرب من عين الشعب الثائر الذي لايبرّيء منهم أحداً.
أما كان ماخسرته سورية في هذه الحرب الرعناء على بلد آمن متألق، عشر معشار ما يتقضيه تحرير الجولان الذي يهرفون بتحريره مثلما هرفوا، وما يزالون، باستعادة لواء الاسكندرونة؟!
أما كان لسورية أن تتحرر من ضغوط حلفائها الراكبين على أكتافها، وتخطط لمستقبلها، و بناء كبانها الإجنماعي والإقتصادي والثقافي، وترميم ما انهدم منه، بمعزل عن التواطؤات السياسية التي لم تأت لها بنفع غير غزو حماة وحمص ودير الزور واللاذقية، ومعرة النعمان، وغيرها من أرض سورية المباركة؛ وإحالة معالم جمالها إلى ركام؟
عندما تغيب الحكمة عن الحكيم، في معالجة الكوارث، لا يبقى غير العناد، والإيغال في التدمير، بلا رحمة ولا وعي بمآل الأمور. والواضح أن درب الحكمة بعيد، وأقرب منه ما ينظف سورية من وحل الحكم و (الحكيم) !
#محمد_سعيد_الصگار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟