أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهمي الكتوت - افتقار النظام الرأسمالي لأدوات الحل














المزيد.....

افتقار النظام الرأسمالي لأدوات الحل


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 3462 - 2011 / 8 / 20 - 10:34
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


تعاني أسواق المال من الاضطراب وعدم الاستقرار بسبب الأزمة المتفاقمة في كل من أوروبا وأميركا واليابان، وما تشهده الأسواق العالمية ليس إلا إحدى مظاهر الأزمة، فالثقة أصبحت معدومة في إمكانية السيطرة على الأزمة، خاصة بعد خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، وتداعياته على الأسواق الأوروبية عامة، والفرنسية على وجه الخصوص، التي تواجه مخاطر خفض التصنيف، خاصة وان الأرقام الرسمية الفرنسية للربع الثاني من العام الحالي كشفت عن ضعف النمو الاقتصادي بأقل من 1%. وقد حذر رئيس البنك الدولي روبرت زوليك من أن المستثمرين فقدوا الثقة في القيادات الاقتصادية، وقد أصبحت الأسواق العالمية في "منطقة خطر جديدة" نتيجة لذلك. فقد هوى سهم مصرف سوسيته جنرال بأكثر من 23% خلال الأسبوع الماضي، كما انخفض سهم مصرف كريديه أغريكول الفرنسي 12%، وبي أن بي باريبا 9%، أما ألمانيا التي تعتبر رأس الاتحاد الأوروبي ومجموعة اليورو فليست أفضل حالا فقد نشرت وكالات الأنباء بيانات تظهر تراجع وتيرة نمو الاقتصاد الألماني خلال الربع الثاني من العام الحالي بصورة حادة، في ظل مؤشرات بفقدان الاقتصاد العالمي قوة الدفع، وذكر مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني أن إجمالي الناتج المحلي لألمانيا زاد خلال الربع الثاني من العام الحالي بمعدل 0.1% فقط مقارنة مع الربع الأول. واقتصاد الشريك الأسيوي وأحد أعمدة البلدان الصناعية "اليابان" يعاني من الانكماش للربع الثالث على التوالي متأثرا بكارثة الزلزال، في ظل هذه المعطيات إضافة الى تفاقم أزمة الدين العام في أوروبا وأميركا، وتخشى الأسواق العالمية من عودة الركود الاقتصادي للنظام الرأسمالي، وذلك بسب فشل السياسات الاقتصادية التي اتبعتها لمواجهة الأزمة، وتحميل أعبائها على الفئات الاجتماعية الفقيرة والمبالغة في سياسة التقشف التي تطبقها دول الاتحاد الأوروبي لخفض عجز الموازنات.
من المعروف ان النظام الرأسمالي تمتع بقدرة فائقة على التكيف مع أزماته في العقود الماضية، بما في ذلك الأزمة الشهيرة التي عرفت في الكساد الكبير الذي مر بها الاقتصاد الرأسمالي في ثلاثينات القرن الماضي والتي استمرت عدة سنوات، حين تقدم جون كنز بنظريته الشهيرة التي عرفت باسمه لإنقاذ النظام الرأسمالي من الانهيار، عبر التخلي عن بعض مفاهيم آدم سميث الكلاسيكية وتبني فكرة تدخل الدولة في الاقتصاد بدعم أنماط اقتصادية جديدة مثل القطاع العام والمختلط، وزيادة الإنفاق الحكومي لحفز النمو الاقتصادي، وقد حاولت الإدارة الأميركية خلال السنوات الثلاث الماضية منذ انفجار الأزمة في سبتمبر عام 2008 تطبيق بعض توجهات السياسة الكنزية، في الإنفاق وشراء أصول، ومواجهة مشكلة البطالة، والإبقاء على سعر الفائدة في أدنى مستوياته ومكافحة التضخم، ومع ذلك لم تفلح هذه الإجراءات في تحقيق نمو اقتصادي وإخراج البلدان الرأسمالية من أزماتها، لكن أدوات معالجة الأزمة تحولت الى إحدى أسباب تفاقمها، فالإنفاق الحكومي الممول بالقروض أصبح احد أهم التحديات التي تواجه النظام الرأسمالي، فقد اعترفت الأوساط الغربية إنها لا تملك حلولا ناجعة لمواجهة الأزمة، وقالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية "قل عدد الأدوات التي يمكن استخدامها، كما نقص عدد المؤيدين"، وقالت "إن بعض المسؤولين الأميركيين يخشون من أن ما لدى الحكومة من أدوات حاليا لا يكفي لإنقاذ مؤسسات مالية قد تتعرض للانهيار.. في الوقت الذي أصبحت فيه الأزمة الأوروبية تشكل خطرا أكبر على الاقتصاد الأميركي". وتأكيدا على صحة هذه الاستنتاجات ان النظام الرأسمالي استنفد كافة إمكانياته وفوائضه المالية لإنقاذ الشركات الآيلة الى السقوط وتحفيز الاقتصاد خلال المرحلة الماضية بلا جدوى، فكيف يمكن مواجهة حالة الركود القادمة في ظل أزمة المديونية، واختفاء حالة التوازن الاقتصادي، وارتفاع معدلات البطالة؟ وحسب رئيس البنك الدولي فإن الزوبعة التي تضرب الاقتصاد العالمي مختلفة عن الأزمة المالية العالمية للعام 2008، وأن العالم انتقل في الأسابيع القليلة الماضية من مرحلة متقلبة من تعافي الاقتصادات بوتيرات متفاوتة إلى مرحلة جديدة وأكثر خطورة.
الإجراءات الحكومية التي استهدفت مواجهة تفاقم المديونية وعجز الموازنة في البلدان الرأسمالية، تمحورت حول السياسات التقشفية الصارمة التي طبقتها الحكومات الغربية ودفع الفقراء ثمنا باهظا لهذه السياسات، وتمثلت بخفض نفقات برامج الخدمات الصحية والاجتماعية، وتخفيض الرواتب ورفع سن التقاعد، في ظل مواصلة تطبيق السياسات التي تشكل حماية للأثرياء من المساهمة في إيرادات الخزينة نتيجة الإعفاءات الضريبة. ويقول جيفري دي. ساكس أن أغنى 1 في المائة من الأسر الأمريكية لديها الآن قيمة صافية أعلى من القيمة الصافية لدى 90 في المائة من الأمريكيين في القاع. وهذا يعني أن الدخل السنوي لأغنى 12 ألف أسرة أمريكية أكبر من الدخل السنوي لأفقر 24 مليون أسرة أمريكية. لذلك لا بد من سياسات حكومية جديدة تنطلق أساسا من مراعاة مصالح الغالبية العظمى من السكان، والتدخل لتصويب الانحرافات وخلق نوع من التوازن بين مصالح الفئات الاجتماعية، وخاصة العمال والموظفين وذوي الدخل المحدود، وبين الفئات الاجتماعية التي تحقق دخلها من عوائد رأس المال، والفئات التي تحقق ثراء فاحشا على حساب جموع الفقراء، لضمان حالة من الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى العاشرة لرحيل سليمان النجاب
- الدولار يدفع ثمن تفاقم المديونية
- ازمة الدين الامريكي
- المنح .. الانفاق ..الأزمة
- أَزمات تنتظر حلول
- ازمة الديون تنتقل الى ايطاليا
- فهمي الكتوت في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول قضايا الإص ...
- نريد حكومة تؤمن بالاصلاح
- الشعب الفلسطيني يعاني من اضطهاد مزدوج
- حول مخرجات لجنة الحوار الوطني
- الاحتواء الناعم للثورات العربية
- النهوض الثوري والتبدلات الجارية في العالم العربي
- الاصلاح السياسي والدستوري في الاردن
- خبز وورود
- مشروع قانون الموازنة العامة للسنة المالية 2011
- ابرز التحديات عشية الانتخابات
- حصيلة قانون الصوت الواحد للانتخابات النيابية
- شبح البطالة.. والطبقة العاملة في عيدها
- ماذا يعني سقوط الجدار..؟
- هبة نيسان


المزيد.....




- مصر.. ارتفاع أرصدة الذهب بالبنك المركزي
- مصر.. توجيهات من السيسي بشأن محطة الضبعة النووية
- الموازنة المالية تخضع لتعديلات سياسية واقتصادية في جلسة البر ...
- شبح ترامب يهدد الاقتصاد الألماني ويعرضه لمخاطر تجارية
- فايننشال تايمز: الدولار القوي يضغط على ديون الأسواق الناشئة ...
- وزير الاقتصاد الايراني يشارك في مؤتمر الاستثمار العالمي بالس ...
- بلومبيرغ: ماليزيا تقدم نموذجا للصين لتحقيق نمو مستدام بنسبة ...
- توقف بطاقات مصرف -غازبروم بنك- عن العمل في الإمارات وتركيا و ...
- السعر كام النهاردة؟؟؟ تعرف على سعر الذهب فى العراق اليوم
- الاحتياطي الفدرالي: عبء الديون يتصدر مخاطر الاستقرار المالي ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهمي الكتوت - افتقار النظام الرأسمالي لأدوات الحل