أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - المهدي الادريسي - الحاجة إلى ابن رشد














المزيد.....

الحاجة إلى ابن رشد


المهدي الادريسي

الحوار المتمدن-العدد: 3462 - 2011 / 8 / 20 - 09:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الحاجة إلى ابن رشد ضرورية اليوم للمساهمة في تجديد الثقافة العربيّة الإسلاميّة من داخلها، وعلى ادراج هذه الحضارة في سياق الحضارة الإنسانية الشاملة. وتأتي أهمّية استدعاء ابن رشد اليوم من كون االثقافة العربيّة الإسلاميّة تقف أمام تحدّي مدى سيطرة العقلانية على الفكر والحياة بمختلف ميادينها في مواجهة الفكر الظلاميّ الغيبيّ. فالعودة إلى ابن رشد هي انحياز الثقافة العربيّة إلى العقل والبرهان والتعدّدية والاختلاف، هي عودة إلى ما نادى به ابن رشد من أجل اعتبار العقل وحده الذي يميز الإنسان ويعبّر عن حقيقته، وهو العقل نفسه الذي يعطي الإنسان شرف تمثيل الله على الأرض وخلافته.
تدور الكتب التي تركها لنا ابن رشد حول أولوية الاجتهاد وضرورته بل وحتميته.في كتابه "فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة في الاتصال"، يقدّم ابن رشد ما يمكن تسميته بالفتوى الشرعية في ضرورة الفلسفة، فيشير إلى "أن ما قيل من مخالفة الحكمة أو الفلسفة للشرع دعوى باطلة...فالحكمة هي صاحبة الشريعة وأختها الرضيعة". وفي كتابه "بوابة المجتهد ونهاية المقتصد" تناول مجمل مسائل الفقه الإسلاميّ التي سبق للفقهاء ان وضعوها في مراحل محددة ونصبوها حقائق مطلقة وأسبغوا عليها التقديس بما يمنع النقاش في مضمونها او ادخال تعديلات عليها بما يتوافق وتغيرات الزمن. أمّا كتابه "الكشف عن مناهج الأدلّة في عقائد الملّة" فهو مختصّ بالاجتهاد في المجال الدينيّ، وفيه يعبر ابن رشد عن غضبه واستيائه مما اصاب الشريعة من تحريف واعتقادات باطلة وإدخال الأهواء الفاسدة عليها بما منع تبيان جوهرها الحقيقيّ الروحيّ والإنسانيّ. وفي كتابه الخاصّ بـ"تصحيح العقيدة" يكمل مشروعه الهجوميّ على العلماء والفقهاء الذين حرّموا الاجتهاد، ودعا صراحة إلى فتح باب هذا الاجتهاد أمام "الخواصّ" من العلماء المؤهّلين للقيام بهذه المهمّة وذلك من أجل "النظر التام في أصل الشريعة".
على رغم دعوة ابن رشد للتوفيق بين الدين والفلسفة، الا انه كان يؤكد دوما على خصوصية الخطاب الدينيّ وتمايزه عن الخطاب الفلسفيّ، ويرى فيهما بنائين مستقلين يفترض ان لا يخضع الواحد منهما للاخر، وهو أمر يعود إلى أنّ أصول ومبادئ الدين تختلف عن أصول ومبادئ الفلسفة على الرغم من كونهما تعبيرا عن حقيقة واحدة، يصل إليها الدين من خلال ضرب الأمثلة الحسية المباشرة بما يسمح للجمهور استيعاب النصوص، ويصل اليها العلماء عن طريق أعمال البحث والاستدلال والبرهان.
تجتاح الحركات الأصوليّة اليوم المجتمعات العربيّة والإسلاميّة، سياسة وثقافة وايديولوحيا، وتسعى إلى إزاحة كل ما هو عقلانيّ في التراث العربيّ والإسلاميّ. ليس الفكر الأصوليّ وليد هذه الحركات، وان كان اتخذ حجما استثنائيا في التعبير عنها، بل يعود إلى القدم، إلى تاريخ الدعوة النبوية نفسها وانتشار الدين الإسلاميّ في اكثر من مكان، وما تولد عن هذا الانتشار من صراعات سياسيّة وفقهية حول قضايا رئيسية في موضوع الدين والعقل والغيبيات والبرهان، وهي صراعات دخل فيها الدين بقوة منذ وفاة الرسول وما اعقب الوفاة من صراعات. لذا يمكن اعتبار ان المعركة ضد التفكير الأصوليّ مستمرة منذ خمسة عشر قرنا، وإن اتّخذت في كلّ مرحلة أشكالا متفاوتة وفق الواقع الذي يسود. من هنا تبدو استعادة المفكّرين والفلاسفة الذين انخرطوا في هذا السّجال استعادة لا تخرج عن الزمن الراهن.



#المهدي_الادريسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا في ضيافه الهمجيه.
- الحب والمطلق
- المثقف و براديغم النقذ .


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - المهدي الادريسي - الحاجة إلى ابن رشد